أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أمس الثلاثاء، مبادرة "اقرأوه.. لتفهموه"، كرد فعل إيجابي على المحاولات البائسة التي تستهدف الإساءة إلى القرآن الكريم، وإعلاء للمواقف المنصفة للقرآن الكريم في الغرب، ليتسنى لغير المؤمنين به إجالة أبصارهم، وقراءة في ما يزخر به القرآن من آيات الرحمة والهداية، عبر تيسير النظر بإنصاف إلى كتاب الله المجيد.
وفي ختام أعمال المنتدى الدولي "القرآن والغرب: نحو نهج عقلاني"، الذي عُقِد بمقر الإيسيسكو في الرباط، أعلن المدير العام للإيسيسكو، الدكتور سالم بن محمد المالك، إطلاق المبادرة، مؤكدًا أن "الخطوة تأتي بعد تفكير ثري حول راهن التعامل مع القرآن الكريم، في شتى بقاع الأرض، بين مؤمن به غيور على حرماته، وبين محترم له -على غير اعتقاد- وسواهم ممن جعلوا تطرفهم في معاداته، مطية للتعبير عن كراهيتهم، في سلوكيات تتنافى وروح التحضر، دون أن يكلفوا أنفسهم واجب الاطلاع عليه".
وأشار الدكتور المالك إلى أن إعلان تفاصيل المبادرة جاء بعد الاستهداء بجملة من الأفكار التي وردت من بعض اللجان الوطنية للدول الأعضاء في الإيسيسكو، واستلهاما من النقاشات العلمية الرصينة التي بدت من المشاركين في المنتدى، مستعرضًا محاور المبادرة، التي تعتمد منهجا يقوم على عقد شراكات مع مراكز الفكر والبحث العلمي في الغرب لإبراز مكامن الثراء القرآني، والكشف عن تهافت الافتراءات الجائرة ضد تعاليمه وتشريعاته، وحث حكومات العالم الإسلامي على توظيف المسارات الثقافية لدبلوماسيتها العامة لتولي مسألة التعامل مع القرآن الكريم اهتمامًا راسخًا، حيث ستزود الإيسيسكو دولها الأعضاء برصد سنوي ينبئ عن اتجاهات التعامل مع القرآن الكريم وتطوراته.
كما تتضمن محاور المبادرة تحفيز المجتمعات المسلمة في الغرب، عبر مؤسساتها الشرعية، لاحترام الأنساق التشريعية الوطنية، مع التأكيد بأن المنظمة ستدعم تصميم رؤية للاعتناء بالقرآن الكريم، وتقديمه بصورة ميسرة مقنعة دون تعصب، وتهيئة زيارات تبادلية بين المثقفين في الغرب ونظرائهم في العالم الإسلامي، خاصة فئة الشباب لتعزيز الحوار، والتأكيد على جاهزية الإيسيسكو لدعم ترجمة القرآن الكريم والتنسيق بين مؤسسات الترجمة القرآنية في هذا الشأن، بالإضافة إلى عقد مؤتمر (القرآن والعالم) بصفة دورية.
وتشمل المبادرة العمل على إقامة معارض متحركة مزودة بأحدث تقنيات العرض في العواصم الكبرى، بالإضافة إلى تنظيم حملات إعلانية في الساحات ووسائل النقل العمومية للتعبير عن الجوانب الإنسانية والحضارية في القرآن الكريم، والتعاون مع الجهات ذات الشأن، لتوفير كتيبات تعريفية بعدة لغات، والإعلان عن جائزة الإيسيسكو السنوية لأفضل التطبيقات والمقترحات المقدمة في سياق حث (الآخر) على استقراء القرآن الكريم.
وثمنت المبادرة مواقف الدول الأوروبية حيال الهجمات المتطرفة المتطاولة على حرمة المصحف الشريف، وأكدت استعداد الإيسيسكو لتوطيد صلاتها مع شتى المؤسسات التشريعية الغربية للحد من تيارات العصبية والعنصرية.