يعرف مصطلح "الحرب الخاطفة" بالهوك على قوات العدو بشكل مفاجيء وسريع، بحيث لا يستطيع العدو أعادة التوازن في خطوطه الدفاعية مرة أخرى، وتميزت ألمانيا بهذه التكتيكات العكسرية في أثناء الحرب العالمية الثانية.
يتميز هذا النوع من التكتيكات الحربية على تركيز الهجوم في منطقة واحدة فقط دون غيرها في دفاعات العدو، وذلك عن طريق الهجوم بالدبابات والطائرات على منطقة عسكرية دون غيرها ثم يأتي دور المشاة في المرحلة الأخيرة في التعامل مع أي قوات معادية متبقية.
وذكر الجنرال كارل فون كلاوزفيتز، في كتابه الذي صدر عام 1832 "عن الحرب" أن كل من الإسكندر الأكبر وفريدريك الأكبر استخدما هذه الطريقة، ومن ثم جاء القرن التاسع عشر الميلادي وأعاد استخدامها الجنرالات الألمان.
استخدمت هذه الطريقة في العصور الحديثة لأول مرة في نهاية الحرب العالمية الأولى عندما قررت ألمانيا هجوم مفاجيء لأجل إعلان انتصارها في الحرب، فضلا عن مشاركة تلك الطريقة في الحرب الأهلية الأسبانية "1936_1939".
وشاركت هذه الطريقة أيضا في بداية الحرب العالمية الثانية، وكمثال على ذلك غزو ألمانيا لبولندا، التي كانت عرضه لأي هجوم مفاجيء، واستخدم نفس التكنيك في غزو فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج.
يمكن تفعيل فكرة الحرب الخاطفة، مع الدول ذات الشأن العكسري المحدود أو المتوسط، ولا يمكن استخدامها مع الدول العظمى، ويتضح ذلك من غزو ألمانيا للاتحاد السوفيتي فلم يكن الأمر سهلا مثل السابق.
لم يكن هناك أي مشاكل عسكرية أو هزائم للألمان في البداية، إذ تم تقسيم الجيش الألماني إلى ثلاث مجموعات، مجموعة الجيوش الجنوبية، ومجموعة الجيوش الوسطى، ومجموعة الجيوش الشمالية، حيث وصلت المجموعتان الأخيرتان إلى أهدافهما في لينينجراد وموسكو على التوالي، ولكن بحلول خريف عام 1941، استولت الجيوش الجنوبية بسرعة على أوكرانيا قبل الانتقال إلى الجنبو الروسي.
وفي الأخير، هزمت الجيوش الوسطى في موسكو في عام 1942، وبينما على الجانب الآخر هزمت ومجموعة الجيوش الجنوبية في ستالينجراد عام 1943، وفي الأخير هزمت القوات السوفيتية القوات الغازية واحتلوا برلين 1945.