الجمعة 19 يوليو 2024

2024 الأكثر سخونة .. كيف تؤدي التغيرات المناخية لارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق؟

ارتفاع درجات الحرارة

تحقيقات11-7-2024 | 10:07

يواجه العالم هذا العام ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، وتحديا غير مسبوق في مواجهة أزمة المناخ العالمية وآثارها الكارثية المحتملة من حرائق الغابات إلى فيضانات مدمرة، تتجلى تداعيات التغير المناخي بشكل واضح في كل زاوية من العالم، بشكل جعل بعض المؤسسات الدولية تصف العام الحالي بأنه الأكثر سخونة في العالم.

وقالت الأرصاد الجوية، ‘إنه طبقا لتقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ونشرة المناخ الصادرة عن خدمة تغير المناخ Copernicus فقد أعلنتا أن الشهر الماضي (شهر يونيو 2024) هو الشهر الأكثر دفئا على مستوى العالم من أي شهر يونيو سابق في سجل البيانات، إذ بلغ متوسط درجة حرارة الهواء السطحي 16.66 درجة مئوية ،أي 0.67 درجة مئوية فوق المتوسط لشهر يونيو في الفترة (1991- 2020)  و 0.14 درجة مئوية فوق أعلى مستوى سابق مسجل في يونيو 2023.

عام 2024 الأكثر سخونة

وقالت وكالة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، في آخر تقرير لها، إن الشهر الماضي كان أكثر شهر يونيو سخونة على الإطلاق، وذلك في استمرار لسلسلة من درجات الحرارة الاستثنائية، التي قال بعض العلماء، إنها تضع عام 2024 على المسار ليصبح العام الأكثر سخونة على الإطلاق الذي يشهده العالم.

وأشارت نشرة وكالة كوبرنيكوس، إلى أن كل شهر منذ يونيو 2023، يصنف على أنه الأكثر سخونة على الكوكب منذ بدء التسجيل، وتشير أحدث البيانات إلى أن عام 2024 قد يتفوق على عام 2023، باعتباره العام الأكثر سخونة منذ بدء التسجيل بعد أن أدى تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية وظاهرة النينيو المناخية إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية هذا العام حتى الآن، حسب ما قاله بعض العلماء.

قالت فريدريك أوتو، عالمة المناخ في معهد جرانثام بجامعة إمبريال كوليدج في لندن، إن هناك "فرصة كبيرة" لأن يصبح عام 2024 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق.

وللتغير المناخي في عام 2024 عائدات سلبية أثرت على جميع أنحاء العالم، كما له تأثيره على حياة الأطفال و النظام الحيوي والبيولوجي عموما، حيث لقى أكثر من ألف شخص حتفهم بسبب الحر الشديد . كما تم تسجيل وفيات ناجمة عن الحرارة في نيودلهي، التي عانت من موجة حر طويلة غير مسبوقة، وبين السياح في اليونان.

ووفقا للعديد من الدراسات فإنه من المتوقع أن يكون هذا الصيف واحدا من أكثر فصول الصيف حرارة في القارة الاوروبية، حيث أجبرت حرائق الغابات في فرنسا، والبرتغال، وإسبانيا، واليونان آلاف الأشخاص على إخلاء منازلهم.

كما تعاني كل من سويسرا وبولندا من أمطار غزيرة وفيضانات مصحوبة برياح وعواصف، اختفى على إثرها ثلاثة أشخاص، بالإضافة إلي ذلك فإن دولا مثل المملكة المتحدة، وفرنسا، وبلجيكا، وهولندا سجلت أرقاما قياسية في درجات الحرارة حتى الآن هذا العام.

لماذا 2024 الأكثر سخونة؟

ويقول الدكتور تحسين شعلة، الخبير البيئي، إن عام 2024 يشهد سخونة غير معقولة بدأت بظهور ظاهرة النينو التي بمجرد ظهورها ترفع درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية بما يعادل 0.6 درجة، موضحا أن صيف 2024 هو الصيف الأكثر سخونة في ظل ارتفاع الحرارة الذي بدأ قبل بداية فصل الصيف في موعده المحدد 20 يونيو من كل عام.

وأوضح شعلة، في تصريح لبوابة دار الهلال، أن ارتفاع درجات حرارة المحيط الهادي تؤدي إلى تغيرات مناخية في نصفي الكرة الأرضية الجنوبي والشمالي، مشيرا إلى أن المؤثرات التي أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة تشمل ظاهرة النينو التي من المفترض أن تستمر من 9 أشهر إلى عام، لكنها قد تستمر أكثر من عام، فقد تتراوح مدة استمرارها بين عام وأربعة أشهر إلى عام وستة أشهر.

ولفت إلى أن الانفجارات الشمسية التي ظهرت بمعدلات غير طبيعية خلال الثلاث أعوام الماضية، هي أحد تلك المؤثرات في ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى الاحتباس الحراري والانبعاثات الكربونية الناجمة عن السلوك غير الحضاري الذي يعيشه العالم، والاستخدام المفرط في السيارات التي تعتمد على الوقود الأحفوري، والزيادة المطردة في أجهزة التكييف الموجودة في المنازل وغيرها من السلوكيات التي تؤدي لانبعاثات غازات الدفيئة.

وتوقع د.شعلة أن الشتاء القادم سيكون شديد البرودة؛ حيث ينتقل العالم إلى ظاهرة النينا وهي عكس ظاهرة النينو، وبالتالي سيصاحب الشتاء المقبل أمطار غزيرة وفيضانات.

وأشار إلى أن الظواهر الطبيعية موجودة بالفعل، لكن طول مدتها ناجم عن التأثير السلبي في تعامل الناس مع البيئة، مشيدًا بتغيير بعض الممارسات والسلوكيات اليومية للأفراد ومنها الاعتماد على وسائل النقل النظيف مثل الاسكوتر الذي يعتمد على الكهرباء، بجانب وعي الشعب بخطورة ظاهرة قطع الأشجار ومدى تأثير تلك الخطوة على البيئة والمناخ.

وأوضح أن منطقة البحر الأبيض المتوسط ستعاني بشدة من التغيرات المناخية خاصة اليونان، وإسبانيا، وإيطاليا واحتمالية تعرض هذه الدول لزلازل.

كما أشاد بجهود الدولة المبذولة للتخفيف من وطأة أزمة المناخ التي تواجهها مصر المتمثلة في ترشيد استهلاك الطاقة، وغلق المولات، وتقليل الاعتماد على السيارات وتشجيع وسائل النقل الجماعية التي تعتمد على الطاقة النظيفة.