الثلاثاء 16 يوليو 2024

مصير بايدن على المحك.. هل ينسحب الرئيس الأمريكي من الانتخابات المقبلة؟

جو بايدن

تحقيقات11-7-2024 | 15:53

أماني محمد

مصير على المحك يواجهه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي باتت حظوظه في الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة في نوفمبر المقبل، فيما يفكر الحزب الديمقراطي في تجهيز بديل له إذا قرر بايدن سحب ترشيحه في الانتخابات الرئاسية، وذلك بسبب مخاوف من لياقته البدنية وأهليته للمنصب بعد الانتقادات الشديدة التي تعرض لها بعد مناظرته الشهيرة أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة، نهاية الشهر الماضي.

مصير بايدن

ورغم تأكيد بايدن أنه لا ينوي الانسحاب من السباق الانتخابي المقرر في 5 نوفمبر المقبل، تثار التكهنات والدعوات لانسحابه من الانتخابات وترشيح شخص آخر على رأس الديمقراطيين، وكشفت استطلاعات للرأي عن بعض أسماء الأشخاص الأوفر حظا إذا ما انسحب بايدن، حيث جاء اسم كاميلا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، قائمة المرشحين الأوفر حظًا لتكون على رأس قائمة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية.

يأتي ذلك وسط دعوات من مسئولين داخل واشنطن لبايدن بالانسحاب، على خليفة الأداء الضعيف الذي ظهر به أمام ترامب في المناظرة التي أجريت الشهر الماضي، بخلاف مخاوف جدية لدى بعض المسئولين الأمريكيين بشأن قدرات بايدن على تولي المنصب فترة أخرى، في ظل كبر سنه، حيث يبلغ 81 عاما، والذلات السابقة التي وقع فيها خلال مناسبات عامة تشير لإصابته بالخرف.

وقبل أيام دعا السيناتور الأمريكي بيتر ويلش من فيرمونت، لانسحاب بايدن ليكون بذلك أول سيناتور ديمقراطي في الولايات المتحدة يدعو إلى هذا، فيما قالت رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، إن بايدن يحتاج إلى أن يقرر ما إذا كان سيترشح، موضحة أن القرار يعود إليه وأن الوقت ينفد، وأنها تقترح أن يعيد بايدن النظر بقراره بشأن البقاء في سباق الرئاسة.

وأضافت في تصريحات لها أمس أن "الأمر يعود للرئيس ليقرر ما إذا كان سيترشح.. نحن جميعًا نشجعه على اتخاذ ذلك القرار.. لأن الوقت ينفد.. أريده أن يفعل ما يقرره… مهما قرر، سنمضي معه، يجب استئناف النقاش بشأن مستقبل بايدن السياسي بعد قمة الناتو.

ومع تزايد الدعوات لانسحابه، أكد بايدن أنه يستبعد تماما الخروج من سباق 2024، وأنه قادر على التغلب على الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة.

 

هل ينسحب بايدن من الانتخابات الأمريكية؟

ويرى الدكتور رامى عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، إن بايدن ربما لن يكمل السباق الانتخابي، لأنه من المحتمل أن يطرح الحزب الديمقراطي مرشحين آخرين، وخاصة مع بدء الحديث عن طرح أسماء بديلة على رأس الحزب، مضيفا أن الخلاف بين بايدن واليمين المتطرف في إسرائيل تؤثر عليه بعض الشيء، وهذا اليمين يمثل اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة الأمريكية والمعروف بـ"الإيباك".

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الإيباك هو لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية وهي مجموعة ضغط تدافع عن السياسات المؤيدة لإسرائيل لدى واشنطن، وهذه المجموعة تتحكم في الاقتصاد الأمريكي، ومعارضة بايدن لسياسات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، هو في مضمونها يعارض سياسات اليمين المتطرف، كما أنه يفترض أن بايدن بالنسبة لإسرائيل أدى ما عليه.

وأكد أن الحديث الآن على طرح مرشح آخر، خاصة أن البديل وهو دونالد ترامب أسوأ، رغم ما قام به من سياسات وقرارات تجاه إسرائيل وخاصة فيما يخص نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، إلا أن ترامب مشوه من خلال دعم الاستخبارات الروسية، وشعبيته محاطة ببعض الشكوك، وخاصة بعد إعلان روسيا والصين تطلعهما لفوز دونالد ترامب في السباق الانتخابي.

وأشار إلى أن كلا المرشحين المحتملين الآن في واشنطن سواء بايدن أو ترامب، كلاهما عليهم بعض علامات الاستفهام، لذلك من المحتمل أن يطرح الحزب الديموقراطي مرشحين آخرين للحفاظ على بقائه في السلطة لفترة ثانية، مؤكدا أن هذه هي الخطورة، لأن مصلحة الحزب ستكون أولوية عن مصلحة جو بايدن الشخصية، لذلك من المتوقع طرح مرشحين ديموقراطيين طرحهم الحزب للفترة المقبلة ويستغنى عن جو بايدن.

ولفت إلى الانتخابات الأمريكية محل اهتمام قوى العالم والجميع يراقبها، والناخبون هم من يحددون من سيفوز بالحكم، لكن من الصعب التكهن بمنح أصواتهم لجو بايدن لفترة رئاسية ثانية، موضحا أنه بالنسبة لترامب فالأمر أيضا غير وارد نجاحه، لأن ما طرحه من ملفات تتعارض مع المصلحة القومية الأمريكية، فإعلانه عدم دعم أوكرانيا وأنه يؤيد الموقف الروسي، فهذا يعني أنه يدعم التمدد الروسي في أوروبا الشرقية كلها، وهذا ليس في صالح الولايات المتحدة أمريكية كأقوى دولة في العالم.

وأكد أن ترامب أيضا له موقف مغاير بشأن تايوان وعدم دعمها لتجنب أي حالة عداء مع الصين في الوقت الحالي، وأنه يجب التفرغ للقضايا الداخلية، في ظل استمرار تأثير تداعيات كورونا على الولايات المتحدة الأمريكية وارتفاع مديونية البلاد، مشيرا إلى أن كل تركيز دونالد ترامب على الشأن الداخلي والاقتصاد الداخلي، وهذا نابع من كونه رجل أعمال بالأساس، لكن سياسيا وامنيا عليه علامات استفهام متعددة، ومواقفه مرفوضة بشكل كبير جدا لمؤسسات صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات ودولة قوية، والأشخاص أنفسهم ليس لهم تأثير على مواقف الدولة، فالحاكم بها موظف يلتزم باستراتيجية الدولة، ويجب أن يكون ما يطرحه يتوافق مع ذلك، وهو ما اتضح في بقاء ترامب في السلطة لفترة واحدة، وليس فترتين كعادة أي رئيس أمريكي، وهو نفس المنظور الذي ينطبق على بايدن، مضيفا أن الواقع يقول إن بايدن صحيا لا يمكنه الاستمرار في الحكم، وكذلك ترامب خاصة بعض التهم التي وجهت له بشأن دور المخابرات الروسية في فوزه في الانتخابات وهو كله يمثل نقاط ضعف وعلامات استفهام لدى كلا المرشحين، ومن الممكن أن يبدأ الحزب الجمهوري في طرح مرشحين جدد الأيام المقبلة.