الثلاثاء 8 اكتوبر 2024

حضارات عبر العصور| حضارة التولتك فلسفة رحلة نحو الوعي

حضارة التولتك

ثقافة12-7-2024 | 08:59

أبانوب أنور

في عالم ملئ بضجيج التكنولوجيا وضوضاء المدن، الرحلات السريعة عبر التاريخ تعتبر مصدرًا للإلهام والحكمة، فإن النظر إلى الوراء لاستكشاف وفهم الحضارات القديمة يعتبر أمرًا ضروريًا ومهمًا في عالمنا الحديث المتقدم تكنولوجيًا، حيث قدمت لنا هذه الحضارات مساهمات هائلة في مجالات متعددة مثل الفن، والعمارة، والعلوم، والفلسفة، والأدب، والتقنيات الهندسية، والقانون، وغيرها.

تعود تولتك إلى حضارة قديمة نشأت في منطقة وسط أمريكا، وتحديدًا في منطقة المكسيك الحديثة، تولا هي المدينة الرئيسية التي كانت مركزًا لهذه الحضارة، تطورت حضارة تولتك في منطقة وسط المكسيك، خاصة في وادي المكسيك، خلال الفترة الممتدة من حوالي القرن 9 إلى القرن 12 الميلادي.

المركز الرئيسى تولا

كانت مدينة تولا المركز الرئيسي لثقافة تولتك، حيث بنيت هناك هياكل ضخمة ومعابد وقصور، تعكس روعة الهندسة المعمارية والديانة والحكم في ذلك الوقت، كما كانت ثقافة تولتك معروفة بتطورها في الفنون والعلوم، حيث أنتجوا منحوتات حجرية رائعة وأعمال فنية متقدمة تعبر عن قيمهم الثقافية والدينية.

تلعب الديانة دورًا مهمًا في حياة الشعب التولتكي، حيث كانوا يعبدون آلهة متعددة وكان لهذه الآلهة تأثير كبير على الحياة اليومية والفنون والمعمار، كانت تولتك تمتد إلى مناطق أخرى من المكسيك الوسطى، ولها تأثير واضح على حضارات أخرى مثل حضارة المايا وأزتك.

فلسفة التولتك رحلة نحو الوعي والتحرر

تُعدّ فلسفة التولتك نظامًا روحيًا قديمًا نشأ في وسط المكسيك، وتركز على تطوير الذات، والوعي، والعيش بِانسجام مع الطبيعة، يُعدّ الوعي جوهر فلسفة التولتك، حيث يسعون إلى التحرر من الأفكار والمشاعر السلبية التي تُقيّد عقولهم، والعيش بِحاضرهم.

يتحمل التولتك مسؤولية أفعالهم وأفكارهم، ولا يلجؤون إلى إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف الخارجية، كما يسعون إلى التغلب على مخاوفهم، والعيش بِشجاعة وثقة بالنفس، ويُشجّعون بعضهم على الإبداع والتعبير عن أنفسهم بحرية، يُؤمنون بِوحدة كل شيء في الكون، ويسعون للعيش بِانسجام مع الطبيعة.

التأثير على الثقافة الحديثة

نشأت حركة أتولتيكت في القرن العشرين، وهي مستوحاة من فلسفة التولتك التقليدية. تُركز الحركة على تطوير الذات، والوعي، والعيش بِانسجام مع الطبيعة، تُستخدم بعض مبادئ فلسفة التولتك في مجال التنمية الشخصية، مثل: تحديد الأهداف، وتحقيق الإنجازات، والعيش بِإيجابية.

نهاية حضارة التولتك

في القرن الثالث عشر الميلادي، واجهت حضارة التولتك غزوات من قبل شعوب أخرى، مما أدى إلى انهيارها. إلا أن إرثها الحضاري والثقافي ظلّ حيًا حتى يومنا هذا، ولا يزال يشكل جزءًا من هوية المكسيك.

بشكل عام، تعد ثقافة تولتك جزءًا هامًا من تاريخ الحضارات القديمة في منطقة وسط أمريكا، ولها تأثير كبير على التطور الثقافي والفني والديني في المنطقة خلال العصور الوسطى.