الأربعاء 17 يوليو 2024

رجال من ذهب| محمود الفلكي .. أبرز الفلكيين في العصر الحديث

محمود حمدي الفلكي

ثقافة12-7-2024 | 16:56

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.

أطلق اسمه على إحدى شوراع القاهرة، تقديرًا لاسهاماته، فهو أحد أبرز الفلكيين في العصر الحديث، ورائد علم الفلك الأثري الذي ربط بين الظواهر الفلكية والشواهد والمعالم الآثرية بطريقة فريدة من نوعها، وكان له موسوعة من الأبحاث والدراسات الفلكية والمؤلفات التي نالت إعجاب علماء الغرب، إنه المهندس والعالم "محمود حمدي الفلكي".

وُلد محمود الفلكي عام 1815، في قرية الحصة محافظة الغربية، تلقى تعليمه في الكتاب، ثم انتقل مع شقيقه إلى مدينة الإسكندرية وهو في العاشرة من عمره، ثم التحق بالمدرسة حتى بدأ دراسته بالمدرسة البحرية وكانت تسمى بـ "دار الصناعة" أو ‏‏"الترسانة"،‏ نهل بالدار العديد من المعارف الحديثة والعلوم العصرية.

تخرج الفلكي في المدرسة البحرية عام 1833، برتبة البلوك أمين، والتحق بمدرسة البوليتكنيك وتخرج منها في نهاية عام ‏‏1839، وكان الأول على دفعته، ثم حصل على رتبة الملازم وعين معيدًا بالمدرسة، ثم ‏مدرسًا لعلم الجبر بها.‏ ‏

المناصب التي تقلدها

تتلمذ الفلكي على يد علي مبارك باشا ثم رشحة لبعثة إلى فرنسا لدراسة الطبيعة، فنشر الأبحاث الفلكية والجيوفيزيقية في المجلات العلمية الأوروبية، كان محبًا للإطلاع على ‏العلوم الرياضية وشغوفًا بها، كما تعلم اللغة الفرنسية، فترجم أول كتاب ‏‏للتفاضل والتكامل من اللغة الفرنسية إلى العربية، ثم تدرج في المناصب، و‏حصل على رتبه اليوزباشي "النقيب" وبدأ في دراسة علم الفلك. ‏

عاد الفلكي إلى مصر، في عهد الخديوي سعيد، ‏بعد إتمام بعثته في أوروبا نحو تسع سنوات، ومنح الرتبة الثانية، ثم انتخب عضوا بالمجمع العلمي المصري، وحصل على عده ترقيات حتى صار ‏وزيرًا للمعارف.

‏انتخب الفلكي عضوا في المجلس العالي في عهد وزارة شريف باشا للنظر في توسيع ‏نطاق المعارف العمومية في البلاد، ومثل مصر في المؤتمر الجغرافي الذي عقد في ‏مدينة البندقية عام 1881، وعُين وزيرًا للأشغال في وزارة محمود سامي البارودي، ثم ناظرا للمعارف العمومية في وزارة نوبار.

أهم إنجازاته

كان لـ الفلكي موسوعة من الأبحاث والدراسات الفلكية التي نالت إعجاب علماء الغرب، فكانت بحوثه الدقيقة في علم الفلك، فهو يُعد رائد علم الفلك ‏الأثري، وله بحوث في ذلك المجال، فاستطاع ببحثه الفريد الذي لم يسبقه أحد من العلماء الغربيين أن يحديد عمر الهرم الأكبر عن ‏طريق الفلك والأرصاد الفلكية، وتوصل إلى نتائج دقيقة ‏نالت إعجاب العديد من الفلكيين والأثريين.‏ ‏

قام الفلكي برصد كسوف الشمس وتسجيله، بناء على طلب من علماء أوروبا والخديوى سعيد، فكانت منطقة الكسوف الكلى تبدأ من كليفورنيا وتمتد لجنوب أفريقيا عبر المحيط الأطلسي، فسافر إلى شمال السودان فكان موقعه للرصد هناك، وأستطاع أن يرصد الكسوف لحظة بلحظة وسجله في تقرير بعثه إلى أكاديمية العلوم بباريس.

مؤلفاته

ترك الفلكي العديد من المؤلفات الأدبية ومنها: التقويم العربي قبل الإسلام، التنبؤ بمقدار فيضان النيل قبل فيضانه، الحالة الحاضرة للمواد المغناطيسية الأرضية في باريس، الكسوف الكلي للشمس في دنقلة، حساب التفاضل والتكامل، المقاييس والمكاييل وغيرهم، رحل العالم محمود الفلكي ‏ في 19 يوليو 1885، بعدما ترك سلسلة من الإنجازات في علم الفلك.‏