الثلاثاء 16 يوليو 2024

«الخدمة السرية» الأمريكية تحقق في كيفية تمكن مطلق النار على ترامب من الاقتراب منه بدرجة كافية

دونالد ترامب

عرب وعالم14-7-2024 | 12:28

دار الهلال

 تحقق وكالة "الخدمة السرية" الأمريكية في كيفية تمكن مسلح ببندقية من طراز "إيه-آر" من الاقتراب بدرجة كافية لإطلاق النار وإصابة الرئيس السابق دونالد ترامب خلال تجمع حاشد أمس السبت في ولاية بنسلفانيا، وهو فشل هائل في إحدى المهام الأساسية للوكالة.

وقالت الوكالة إن المسلح، الذي قتله أفراد من الخدمة السرية، أطلق عدة طلقات على المنصة من "موقع مرتفع خارج مكان التجمع"، بحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس.

ويظهر تحليل أجرته الأسوشيتد برس لأكثر من 12 مقطع فيديو وصور تم التقاطها في تجمع ترامب، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية للموقع، أن مطلق النار كان قادرا على الاقتراب بشكل مذهل من المنصة الذي كان يتحدث فوقها ترامب، كما يظهر مقطع فيديو - تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي - جثة رجل يرتدي زيا مموها رماديا مستلقيا بلا حراك على سطح منشأة صناعية شمال أرض معارض بتلر فارم، حيث أقيم تجمع ترامب.

وكان السطح على بعد أقل من 150 مترا من المكان الذي كان ترامب يتحدث فيه، وهي مسافة يمكن لقناص محترف أن يصيب منها هدفا بحجم الإنسان. وحدد مكتب التحقيقات الفيدرالي في وقت مبكر من اليوم الأحد هوية مطلق النار بأنه توماس ماثيو كروكس، 20 عاما، من بيثيل بارك بولاية بنسلفانيا. ومن جهتها، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم أن محاولة اغتيال ترامب بمثابة الكابوس لوكالة "الخدمة السرية الأمريكية" وربما تمثل أكبر أزمة أمنية للوكالة منذ عقود، مما أثار سيلا من الأسئلة حول كيفية حدوث إطلاق النار المروع. وأوضحت الصحيفة - في تقرير لها - أن الوكالة الأمنية قد تواجه عدة تحقيقات في أعقاب الأحداث التي وقعت في ولاية بنسلفانيا، والتي تركت ترامب ملطخا بالدماء.

وأضافت أن رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي جيمس كومر (جمهوري من ولاية كنتاكي)، أعلن في غضون ساعات من إطلاق النار أن لجنته تفتح تحقيقا، كما دعا مديرة الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل، للمثول في 22 يوليو الجاري. وقال النائب الأمريكي "إن عملاء الخدمة السرية أظهروا شجاعة هائلة، لكنه أضاف: "هناك العديد من الأسئلة والأمريكيون يطالبون بإجابات".

ووفقا للصحيفة، لم يشارك مسؤولو الخدمة السرية في مؤتمر صحفي لسلطات تنفيذ القانون في وقت متأخر من ليلة السبت، حيث قالت السلطات إنها ستجري تحقيقا شاملا لتحديد الخطأ الذي حدث. ونقلت الصحيفة عن اللفتنانت كولونيل في شرطة ولاية بنسلفانيا جورج بيفينز قوله: "لسنا في وضع يسمح لنا بالبدء في تخمين كيف أو لماذا أو أي شيء في هذه المرحلة، من الصعب للغاية أن يكون هناك مكان مفتوح للجمهور وآمن ضد أي تهديد محتمل". كما نقلت الصحيفة عن تشارلز مارينو، مسؤول تنفيذي سابق في جهاز الخدمة السرية قوله "إن الخدمة السرية تتدرب بانتظام على مجموعة متنوعة من السيناريوهات، بما في ذلك السيناريو الأسوأ لمحاولة اغتيال ضد أحد المحميين".

وأضاف مارينو أن تحقيق المتابعة الذي يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي سيركز على الأرجح على التخطيط الأمني ​​للمسيرة، بما في ذلك مراجعة الموارد وكيف تمكن مطلق النار من اتخاذ موقع مرتفع للهجوم خارج منطقة الحدث الآمنة دون أن يتم اكتشافه والقضاء عليه قبل إطلاق النار. ووصف دونالد ميهاليك، وهو عميل كبير متقاعد في الخدمة السرية، محاولة الاغتيال بأنها تاريخية، وقارنها بإطلاق النار على ثيودور روزفلت عام 1912 في ميلووكي حيث أصيب روزفلت، الذي كان آنذاك رئيسا سابقا وكان يترشح لولاية ثالثة، بالرصاص أثناء توجهه لحضور فعالية انتخابية لكنه نجا من محاولة اغتياله.

وأضاف أنه عادة، يكون لدى الخدمة السرية فريق متقدم لتقييم الموقع قبل الحملة الانتخابية لوضع خطة أمنية حيث يتخذ العملاء التدابير الأمنية للمنطقة، ويحددون الأفراد اللازمين ويعملون مع القناصين المضادين لفحص المباني القريبة والمسافات التي تفصلهم عن المكان الذي سيكون فيه الرئيس أو المرشح الرئاسي. ومع ذلك، أشار إلى أن الأحداث الخارجية مثل تلك التي أقيمت في ولاية بنسلفانيا يمكن أن تكون صعبة، قائلا: "لا يمكنك إغلاق مدينة بأكملها". وتابعت الصحيفة أن محاولة الاغتيال بمثابة أكبر أزمة أمنية للخدمة السرية منذ إطلاق النار على الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان وهو يغادر فندق واشنطن هيلتون عام 1981 عندما أمضى 12 يوما في المستشفى بعد إصابته تحت الإبط.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأضواء سوف تسلط الآن على تشيتل، مديرة الخدمة السرية، وهي أحد المخضرمين في الجهاز التي تولت منصبها عام 2022، بعد فترة مضطربة واجه فيها الجهاز خلافات تتعلق بتعامله مع سجلات الهاتف أثناء هجوم 6 يناير 2021 على الكابيتول حيث اقتحمه مثيرو الشغب. وقالت هيئة رقابية حكومية إن الجهاز حذف العديد من الرسائل النصية التي تم إرسالها خلال فترة يومين متعلقة بهجوم الكابيتول والتي كان من الممكن أن تكشف الثغرات الأمنية وتصرفات ترامب أثناء أعمال الشغب بينما نفى جهاز الخدمة السرية ارتكاب أي مخالفات.