وصفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية حادث إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ما وصفه مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا الليلة الماضية، بأنه عمل من أعمال العنف السياسي من شأنه أن يهدد بقلب السباق الانتخابي الأمريكي الذي يموج بالاضطرابات بالفعل ويعمق حالة الاستقطاب في البلاد.
وقالت الصحيفة - في مقال نشرته اليوم الأحد تعليقا على هذا الحادث- إن السياسة الأمريكية ابتليت في السنوات الأخيرة بانقسامات عميقة وخطاب سياسي متصاعد، مع اندلاع أعمال عنف متفرقة على مدى السنوات الأربع الماضية بما في ذلك هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكونجرس الأمريكي من جانب أنصار ترامب.
وسارع بعض الجمهوريين إلى إلقاء اللوم في الحادث على خطاب بايدن السياسي . وأضافت أن الرئيس السابق أصيب بوابل من إطلاق النار الليلة الماضية "من موقع مرتفع" خارج المكان، وفقا لجهاز الخدمة السرية الأمريكية. وتسببت الطلقات في مقتل أحد الحضور وإصابة آخرين بجروح خطيرة -وجميعهم من الذكور- بحسب السلطات.
وقال جهاز الخدمة السرية -المسؤول عن حماية الرؤساء الحاليين والسابقين- إن مطلق النار المشتبه به أطلق "عدة طلقات باتجاه المنصة" وإن المهاجم لقي حتفه. وتعرف مكتب التحقيقات الفيدرالي لاحقا على مطلق النار المشتبه به وهو توماس ماثيو كروكس -20 عاما- من بيثيل بارك، في ولاية بنسلفانيا.
وأضافت الصحيفة أن سلطات إنفاذ القانون لم تعرف عن مطلق النار إلا بعد إطلاق النار، وفقا لتقييم أولي. وردا على سؤال في مؤتمر صحفي عما إذا كان الحادث يمثل فشلا أمنيا، قال كيفن روجيك وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي، إنه من السابق لأوانه اتخاذ أي قرار، لكنه أضاف أنه من "المفاجأة" أن الجاني تمكن من إطلاق عدة أعيرة نارية.
ورفض روجيك أيضا التعليق على دوافع مطلق النار أو نوع السلاح المستخدم. وأشارت فاينانشيال تايمز إلى أن المحاولة الواضحة لاغتيال ترامب هي المرة الأولى منذ عقود التي يكون فيها رئيس حالي أو سابق ضحية لإطلاق نار. ويأتي ذلك قبل أقل من أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، وقبل المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع المقبل، في الوقت الذي من المقرر أن يقبل فيه ترامب رسميا ترشيح حزبه لمنصب الرئيس.
ونسبت الصحيفة البريطانية إلى جيه دي فانس، السيناتور الجمهوري عن ولاية أوهايو والمحتمل أن يكون نائبا لترامب، قوله إن "الفرضية المحورية لحملة بايدن" ترتكز على أن ترامب هو "فاشي واستبدادي يتعين إيقافه بأي ثمن. وأن هذا الخطاب أدى مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب". من جانبه قال تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ في بيان له إنه "شعر بالرعب مما حدث"، مضيفا: "لا مكان للعنف السياسي في بلادنا".