تطورات لافتة تشهدها الساحة الأمريكية عقب محاولة الاغتيال الفاشلة، التي تعرض إليها الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، مما يعكس حالة الاستقطاب والانقسامات السياسية التي تتعمق بشكل غير مسبوق في البلاد، وفي ذات السياق قال عدد من الخبراء السياسيين أرائهم في حادث الاغتيال أثناء حديثهم لبوابة "دار الهلال".

رفض سياسات ترمب

وتوحي عملية الاغتيال ببعض الرفض الموجود للرئيس السابق دونالد ترامب؛ بسبب الإيدلوجية المتبعة من قبله، وهي مناوئة للرئيس جو بايدن، وفي الوقت نفسه بها بعض المحاباة لروسيا والصين، حسبما يذكر الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية.

وأضاف في حديثه لـ"دار الهلال"، إن المجتمع الأمريكي في ظل ما يحدث من اعتداءات روسية على أوكرانيا، إلى جانب تغذية الوعي الأمريكي بأن روسيا خطر على الأمن القومي الأمريكي، تسبب ذلك في رفضهم أي حالة من التقارب الروسي مع الصين، أو التباطؤ في مواجهة الطرفين على اعتبار أنهما منافسان استراتيجيان للولايات المتحدة.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن إظهار ترمب تقربه من روسيا والصين، وأنه يعارض ما يفعله بايدن، من الطبيعي أن يولد رفض كبير جدًا له في الأوساط السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يضيف، إن محاولة اغتيال مرشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية حالة جديدة على المجتمع الأمريكي، لكنها تعكس مدى تأثير البرامج الانتخابية، وما فيها من احتكاك مباشر مع الشعب الأمريكي.

ومن ناحية أخرى، يقول عاشور، إن أي مرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية لابد أن يعطى ولائه لـ"اللوبي الصهيوني"، مضيفًا: "دونالد ترامب من جهته فعل كل ما عليه، لذلك أعتقد أن إسرائيل لاتحتاجه في الفترة المقبلة، وذلك بعد أن قام بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كذلك بايدن خلافاته مع اليمين المتطرف في إسرائيل تؤثر عليه".

وعلى إثر ذلك، يرجح أن من الممكن أن يقدم الحزب الديمقراطي مرشحًا بديلًا لـ"بايدن"، خلال الفترة المقبلة؛ لذلك محاولة الاغتيال أظهرت أن هناك حالة من عدم الرضا داخل المجتمع الأمريكي من كلا المرشحين، معقبًا: "البيئة الآن أصبحت مثالية لطرح مرشحين آخرين من قبل الحزب الديمقراطي والجمهوري".

ويؤكد على أن تلك الحادثة لن تزيد من حظوظ بايدن في السباق الانتخابي؛ لأن ما يؤثر على الشعب الأمريكي هي البرامج الانتخابية فقط لاغير.

حظوظ ترامب تزداد

بخلاف ذلك، يرى السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن حظوظ ترامب في السباق الإنتخابي تزايدت إلى نحو 69 في المائة، ومن الناحية الأخرى سوف تزيد من التفاف أنصاره حوله.

وأضاف في حديثه أن تلك الواقعة سوف تخلق هجومًا شديدًا على الحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن، لما أثارته من شكوك حول ترامب، وذلك باتهامه أنه ديكتاتور وفاشل، مؤكدًا أن السبب الرئيسي للحادث هو عمل الرئيس جو بايدن على شيطنة ترامب.

وفي الوقت ذاته يوضح "هريدي" أن الحادثة سوف تزيد من الشقاق السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية.