الجمعة 19 يوليو 2024

تزوجها لأجل التقرب من أهل رشيد.. من هي زبيدة ابنة محمد البواب التي تزوجها قائد الحملة الفرنسية

جاك مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية

ثقافة14-7-2024 | 21:27

إسلام علي

احتلت الحملة الفرنسية مصر في عام 1798، وقدمت لأجل أهداف سياسية واقتصادية، فحاول في البداية نابيليون بونبرت التقرب من المصريين لكي يحقق أهدافه عن طريق الجانب الدبلوماسي، وتبعه في ذلك القائد الثالث للحملة وهو جاك مينو الذي أراد التقرب من المصريين في الدلتا عن طريق زواجه من فتاة مصرية تضمن له تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية في مصر.  

 

بحث جاك مينو عن زوجة مصرية لأجل التقرب من أهل رشيد عن طريق المصاهرة، فبدأ في البحث حتى تمكن من الزواج من ابنة محمد عبد الرحمن البواب "التاجر الرشيدي".


وتزوجت السيدة زبيدة، ابنة محمد عبد الرحمن البواب الميزوني، من القائد الثالث للحملة الفرنسية  وحاكم مدينة رشيد "جاك مينو" والذي كان أصغر منها بحوالي ثلاثين عاما، وتزوجها بعد أن أعلن إسلامه وسمى نفسه "عبد الله مينو" وكانت زبيدة متزوجه قبله من أحد الأثرياء المماليك وهو "سليم أغا نعمة الله"، ولكن الزواج لم يستمر ووقع الطلاق بعدها. 


تزوجها قائد الحملة الفرنسية "مينو" بوثيقة بمحكمة رشيد الشرعية في 25 رمضان عام 1213 هجريا و2 مارس عام 1799 ميلادية، وكان صداق زبيدة 100 محبوب و2000 ريال في حالة الطلاق، أنجبت زبيدة بعد حوالي عام واحد ابنها الأول وسمته "سليمان مراد جاك".
حصل "مينو" على إعفاء من الختان، وتهنئة من نابليون بونابرت على ما اعتبره تضحية للقضية الوطنية، بالرغم من أن "مينو" كان يمارس شعائر الإسلام، إلا أن الجبرتي وصف في كتابه بأن ذلك تظاهر لأسباب سياسية.
سافرت زبيدة مع زوجها بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر وانطلقت معه حيث كان يحكم في مارسيليا، فضلا عن حكمه لمدينتين آخرتين،  وانجبت زبيدة والدها الثاني، وارتد مينو عن الدين الإسلامي وأخذ الطفل المولود لتعميده، مما أدى إلى رفض زبيدة لكنها  أجبرت في النهاية، وبسبب سوء أخلاق زوجها وتراكم الديون عليه، طرد من الخدمة العسكرية، وبعدها تنكر مينو منها وهجرها في "تورينو" بإيطاليا، واتخذ راقصات خليلات له، وتركها تعاني حتى توفيت.


ذكر الطهطاوي أن نهاية زبيدة لم تكن معروفة، ولكن المعروف عنها أن ولدها الأكبر توفي ولم تستطع الوصول إلى ابنها الثاني بعد وفاة مينو في عام 1810م، وعاشت زبيدة وحيدة مع ابنها في مارسيليا.  
وكانت إحدى رسائل مينو عن زوجته "السيدة زبيدة" والتي كان يصفها "زوجتى طويلة القامة، مبسوطة الجسم، حسنة الصورة من جميع الوجوه، لها عينان رائعتان، ولون بشرتها هو اللون المصرى المألوف، وشعرها طويل فاحم، وجدتها تتقبل كثيرا من العادات الفرنسية بنفور أقل مما توقعت، وأنا لم ألح عليها بعد فى الخروج سافرة على الرجال، فهذا سيأتى شيئا فشيئا، ولن أنتفع بما أباحه النبى من الزواج بأربع نساء خلاف السرارى". 


وعلى الجانب الآخر، أكد عبد الرحمن الرافعى في كتابه "تاريخ الحركة القومية _ تطور نظام الحكم في مصر" أن "مينو" لم يقصد "زبيدة" بالذات، وإنما أراد مصاهرة عائلة تتصل بالسلالة النبوية، مثل عائلة الشيخ الجارم، لكن الشيخ رفض، وأشار كرستوفر هيرولد" في كتابه "بونابرت في مصر" إلى تضارب الشهادات عن "زبيدة"، فمنهم من قال إنها شابة مغرية، وآخرون قالوا إنه لم يرها قط قبل العرس.