الثلاثاء 16 يوليو 2024

بعد مجزرة «المواصي».. ما مصير محادثات وقف إطلاق النار بغزة؟

العدوان على غزة

تحقيقات16-7-2024 | 11:47

محمود غانم

تضررت المحادثات الخاصة بالتوصل إلى صفقة لوقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك عقب القصف الإسرائيلي على خيام النازحين بمنطقة المواصي، مما أسفر عن سقوط 400 فلسطيني بين شهيد وجريح، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.

وقالت "هآرتس" عن مصادر سياسية لم تسمها، إن حركة حماس أعلنت بالفعل أنها لن تجمد المحادثات، لكن التقدم فيها تأخر، وليس كما كان من قبل.

وفي الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن مصدر أجنبي مطلع على سير المفاوضات لم تسمه قوله، إنه منذ العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي يوم السبت، كانت هناك صعوبة في دفع الصفقة إلى الأمام، مؤكدًا أنه من الطبيعي أن تتشدد حماس في مواقفها، وتعرب عن غضبها بعد مثل هذا الحدث.

وأفادت الصحيفة، بأن المناقشة الأمنية التي عقدها نتنياهو بشأن الصفقة مع رئيسي الموساد والشاباك، الأحد، كان هدفها حل الخلافات الإسرائيلية الداخلية بشأن مطالبه بمنع مرور المسلحين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، والسماح بالبقاء الإسرائيلي في محور فيلادلفيا كشرطين لتنفيذ الصفقة مع حماس.

بخلاف ذلك، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن إسرائيل تجري اتصالات مع الوسطاء من أجل إرسال وفد لمواصلة المفاوضات، لكن لم يتحدد بعد ما إذا كان سيتم إجراء المزيد من المحادثات في مصر أو قطر، لكن التقدم إيجابي.

وكانت حركة حماس قد أكدت أن ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن قرار منها بوقف المفاوضات ردًا على مجزرة المواصي غرب خان يونس لا أساس له من الصحة.

مباحثات أمريكية إسرائيلية

بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومستشار الأمن الإسرائيلي تساحي هنجبي، خلال اجتماع في العاصمة واشنطن، الجهود المبذولة  للتوصل لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

في غضون ذلك، أكد ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، على أن إسرائيل تواصل إخبار الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر بأنها تريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وأوضح ميلر، أن بلينكن أبلغ المسؤولين الإسرائيليين بـ"القلق العميق" الذي يساور الولايات المتحدة في أعقاب الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي الأيام الأخيرة في قطاع غزة وأوقعت خسائر كبيرة بالأرواح.

محادثات التهدئة

وكانت محادثات التهدئة تسيير خلال الأيام المنقضية بين حركة حماس وإسرائيل وسط مؤشرات إيجابية، إلا أن إقدام جيش الإحتلال على قصف خيام النازحين بمنطقة المواصي في خان يونس جنوبي قطاع غزة، رغم تصنيفه لها على أنها ضمن "المناطق الآمنة"، جعلت الأمور تعود إلى البداية، بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل.

وأجمع مراقبون، على أن جيش الاحتلال ارتكب تلك المجزرة البشعة في هذه الأثناء؛ لإفشال مسار المفاوضات القائم مع حركة حماس، مما يخدم مصالح نتنياهو التي تستهدف إطالة أمد الحرب لأكبر وقت ممكن، لأن انتهاء الحرب يعني السطر الأخير في حياته السياسية.

وفي وقت سابق، أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن نتنياهو يعمل على إجهاض الصفقة قبل أن ترد حماس على المقترحات الأميركية، بعد أن لمس أن الحركة يمكن أن تبدي مرونة بهذا الاتجاه فهو يرى أن هناك خطرًا واضحًا وقائمًا على بقاء حكومته، وهذه هي الأولوية الأولى لنتنياهو.

وتجري مصر وقطر بدعم أمريكي، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تشدد على تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلفت أكثر من 127 ألف بين شهيد وجريح، فيما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم تقدر أعدادهم بنحو 10 آلاف شخص.