الجمعة 19 يوليو 2024

ترامب يسحب البساط من تحت أقدام بايدن في الانتخابات الأمريكية.. هل تزيد محاولة الاغتيال من شعبيته؟

جو بايدن ودونالد ترامب

تحقيقات17-7-2024 | 16:11

أماني محمد

جاءت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترامب، مساء السبت الماضي، لتزيد من فرصه في السباق الرئاسي المزمع نوفمبر المقبل، أمام منافسه المرشح الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن، حيث حصل ترامب على دعم من العديد من الأطراف، مع تزايد شعبيته داخل المجتمع الأمريكي.

وتعرض ترامب، مطلع الأسبوع الجاري، لمحاولة اغتيال، بعد إطلاق النار عليه في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، أدى لإصابته في أذنه، كشفت التحقيقات الفيدرالية الأمريكية أن المتورط فيها شاب يدعى توماس ماثيو كروكس، ويبلغ من العمر 20 عاما ومن منطقة "بيثيل بارك" بولاية بنسلفانيا.

زيادة شعبية ترامب

وذهب بعض المحللين الأمريكيين والباحثين بمراكز الأبحاث في واشنطن إلى أن تلك المحاولة ستمنح ترامب زيادة في شعبيته على المدى القصير بسبب التعاطف معه، والشجاعة التي أظهرها، ومن المرتقب أن يعقد الحزب الجمهوري، مؤتمرا في ميلووكي بولاية ويسكونسن، لإعلان ترامب مرشحا رئاسيا للانتخابات الأمريكية، المرتقب عقدها في الخامس من نوفمبر المقبل.

ويواجه ترامب سباقا انتخابيا محفوفا بالمخاطر، وخاصة بعد أن أدين في 30 مايو الماضي، في نحو 34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مبلغ 130 ألف دولار، في قضية "شراء الصمت"، التي اتهم فيها بمحاولة شراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية في 2016، هذا بخلاف 3 لوائح اتهام أخرى صدرت بأوقات متقاربة في ولايات ميامي وواشنطن وأتلانتا.

وفي الوقت نفسه، يواجه الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، سباقا صعبا، في ظل الدعوات لانسحابه من الانتخابات الرئاسية بعد ضعف أدائه في المناظرة التي أجريت له مع ترامب الشهر الماضي، بجانب ذلاته والشكوك حول قدرته الصحية والعقلية، بجانب الأزمات الأمريكية الأخرى، التي قد تدفع الحزب الديمقراطي لطرح مرشح آخر.

وفي آخر تجمع انتخابي في ولاية ميشيجان الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، جدد باين تأكيده على أهليّته للترشح بالانتخابات الرئاسية، قائلا: "أنا الديمقراطي الوحيد الذي هزمت ترامب في الانتخابات، وسأهزمه مجددا في الانتخابات المقبلة".

وأظهرت عدة استطلاعات رأي تقارب المرشحين في الشعبية، ففي استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أعلنته في 2 يوليو الجاري، أن الناخبين يفضلون ترامب على بايدن بست نقاط مئوية، فحصل ترامب على 49%، فيما حصل بايدن على 43%.

فيما أعلن استطلاع لرويترز/إبسوس، الذي أجري بعد المناظرة، أن ترامب وبايدن يحتفظان بدعم 40% من الناخبين المسجلين.

فرص ترامب في الانتخابات الأمريكية

ويقول الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن فرصة ترامب لسحب البساط من تحت أقدام الرئيس الحالي بايدن باتت أكبر، خاصة بعد حدثين أساسيين، هما المناظرة التاريخية بينهما التي حدثت في يونيو الماضي، ومحاولة اغتياله أمام تجمع انتخابي له في بنسلفانيا السبت الماضي، مضيفا أن المناظرة كان أداء بايدن فيها ليس على المستوى المطلوبة وكان هناك نوعا من التقدم في هذه المناظرة للرئيس السابق ترامب وهو أمر كان ملحوظا.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا سبب نوعا من القلق داخل الحزب الديمقراطي وكانوا البعض منهم يدعو إلى تغيير المرشح الديموقراطي بايدن وأن يتم ترشح شخص آخر من داخل الحزب، إلا أن الأمر كان يتطلب أن يعلن بايدن نفسه انسحابه من السباق الرئاسي وخاصة أن الوقت الآن بات ضيقا، مضيفا أن هذا كان مؤشرا لصالح ترامب، حتى جاءت محاولة اغتياله مطلع الأسبوع الجاري والتي أدت لكل العوامل تصب في مصلحة ترامب.

وأكد بدر الدين أن هذه المحاولة أوجدت حالة أكبر من التعاطف معه، وهو ما اتضح في أول ظهور له بعد الحادث، وكان فيه نوع من التقبل والشعبية، وأظهرت استطلاعات الرأي العام تقدما كبيرا لترامب بعد هذه المحاولة، فهذا التعاطف، بجانب عادة المرشح من الحزب الجمهوري أن يختار نائبا له ليخوضا معا السباق الانتخابي، وترامب اختار بالفعل نائبا له يحظى بتأييد في الولايات الأمريكية التي يطلق عليها الولايات متأرجحة.

وأشار إلى أن هذه الولايات المتأرجحة غير مضمون لمن ستعطي أصواتها هل للمرشح الجمهوري أم الديمقراطي، حيث اختار ترامب السيناتور جيه دي فانس مرشحاً لمنصب نائب الرئيس حال فوزه في السباق الانتخابي، ويحظى دي فانس بشعبية في تلك الولايات المتأرجحة، وهو مؤشر آخر لمصلحة ترامب.

وأضاف أنه يمكن أن تجرى في مرحلة مقبلة خلال أيام معدودة وقريبة مناظرة أخرى بين كلا المرشحين بايدن وترامب، وهذه المناظرة قد تكون فيها من الحشد حتى من قبل إجراء الانتخابات، ما يوضح الكفة الأكثر ترجيحا، مضيفا أن المؤشرات تتجه نحو مصلحة الرئيس السابق ترامب عن الرئيس الحالي جو بايدن، وخاصة أن أزمات السياسة الخارجية والاقتصاد لم تنجح الإدارة الأمريكية الحالية في التعامل معها وهو أيضا ما يمكن أن يصب في مصلحة ترامب.