الأربعاء 17 يوليو 2024

خبراء يوضحون الجهود المصرية في مفاوضات وقف العدوان على غزة.. جولات من المباحثات وعرقلة إسرائيلية

العدوان على غزة

تحقيقات17-7-2024 | 17:25

أماني محمد

تواصل مصر جهودها الرامية لتحقيق التهدئة في غزة ووقف العدوان على القطاع، الذي دخل شهر التاسع، ومع محاولات الاحتلال الإسرائيلي عرقلة المفاوضات وجهود الوصول إلى حل، تستمر مصر في مسعاها الهادف لحماية حقوق الشعب الفلسطيني ووقف العدوان وبدء الوصول لهدنة شاملة تنتهي لوقف نهائي لإطلاق النار.

جولات من المفاوضات مستمرة، إلا أن العنف والجرائم التي ارتكبها الاحتلال أضافت المزيد من التعقيد، وهو ما أكدته مصر، في بيانها السبت الماضي، بعد جريمة الاحتلال بقصف مواصي خان يونس وخيام النازحين، حيث أكدت أن تلك الانتهاكات المستمرة فى حق المواطنين الفلسطينيين تضيف تعقيدات خطيرة على قدرة الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتزيد من المعاناة الإنسانية للفلسطينيين وسط صمتٍ وعجزٍ دولى مخزٍ.

وفي كلمة له اليوم، أكد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه الاحتلال سيواصل  الضغط على المستويين السياسي والعسكري لتحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة، زاعما أنه كلما زدنا الضغط العسكري على حماس زاد الضغط علينا داخل إسرائيل.

وأوضح أمام الكنيست الإسرائيلي، أنهم يعملون على إعادة المحتجزين في غزة وتحقيق أهداف الحرب عن طريق الضغط العسكري، مضيفا أن الضغط على حماس يجبرها على التفاوض ويحقق إطلاق سراح المحتجزين.

وتابع: "نسعى لتحقيق الانتصار الحاسم في غزة وأؤكد إصرارنا على عدم وقف الحرب، هدفنا الأول القضاء على حماس، ثم إجراء تحقيق بشأن أحداث السابع من أكتوبر."

وأشار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إلى أنهم يعملون على إعادة المحتجزين في غزة وتحقيق أهداف الحرب عن طريق الضغط العسكري.

 

حل ينقذ الشعب الفلسطيني

قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وعضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه منذ اندلاع أزمة العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي، ومصر تقوم بدور محوري في محاولة لحلحلة الأزمة والوصول إلى حل ينقذ الشعب الفلسطيني من كل ما يعانيه من أهوال على المستوى الإنساني.

وأوضحت بكر، في تصريح لبوابة دار الهلال، أن مصر تبذل كل المحاولات من أجل إدخال المواد الغذائية وإدخال الدواء والمستلزمات الإغاثية، كما فتحت مصر حدودها لاستقبال الجرحى من أهل غزة، وأيضا ساعدت في إجلاء الأجانب من غزة، كما أنه على المستوى السياسي رفضت مصر أن تتعامل مع معبر رفح مع الجانب الإسرائيلي حتى لا تسقط بذلك حقوق الفلسطينيين، كما أنها رفضت مخططات تصفية القضية الفلسطينية.

وأشارت إلى أن مصر رفضت أي توجه لطمس الحقيقة وذلك بأن ذكرت في كل المحافل الدولية إدانة كل ما يمس المدنيين سواء من الجانب الإسرائيلي او من الجانب الفلسطيني، وكانت واضحة في ذلك وانضمت إلى جنوب أفريقيا في قضيتها ضد الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية، مضيفة أنه على مستوى المجتمع المدني فهو يجمع الشهادات والدلائل فيما يحدث في غزة من أجل استخدامها على مستوى القضاء الدولي.

ولفتت إلى أنه  على المستوى التفاوضي والأمني، قامت مصر بعدة مبادرات سواء على المستوى الثنائي سواء ومتعدد الأطراف أو في الأمم المتحدة، من خلال دورها للوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل الوصول إلى هدنة ووقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وجهت الشكر أكثر من مرة لمصر لدورها وما تقوم به من ضغوط في الوساطة والإغاثة، حيث تستمر مصر في هذه الجهود برغم التعنت من الجانب الإسرائيلي.

عرقلة إسرائيلية للمفاوضات

وأكدت أن سياسة إسرائيل كانت دائما مفاوضات محلك سر، أي أنهم يتفاوضوا من أجل التفاوض، ليس التفاوض من أجل الوصول إلى حل، مضيفة أنه تستمر الجهود المصرية في الدعم الإنساني من الغذاء على الرغم من استمرار تعنت الجانب الإسرائيلي في تعطيل وصول المواد الغذائية إلى مستحقيها من جميع أهالي قطاع غزة، مشيرة إلى هناك مسئولين من جهات أممية متعددة واطلعوا على الوضع على معبر رفح وكيف أن مصر تسعى بجهدها وتستمر في استقبال الجرحى وفي معالجتهم، برغم الوضع الاقتصادي الذي هو ليس في أفضل أحواله.

وعن الجولة الأخيرة من المفاوضات، أوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحاول أن يطيل أثر من أمد هذه الحرب، لان ذلك يحافظ له على مستقبله السياسي، فهو يعلم أنه يوم تنتهي هذه الحرب ستبدأ محاسبته عن إخفاق بلاده في 7 أكتوبر الماضي، وعن عدم تحقيق أهداف الحرب التي أعلنها وهي القضاء على حماس، والإفراج عن الرهائن.

ولفتت إلى أن الأسرى الإسرائيليين مع طول مدة الصراع ومع كم القصف العشوائي الذي يحدث في القطاع قد يكون بعضهم في أحد المخابئ وبذلك قد لا يتم الوصول إليهم أو قد يكون لقوا مصرعهم بسبب القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن إمكانية القضاء على حماس هي عبارة رنانة ولكنها ليست مجدية لأنها ببساطة شديدة إذا انتهت حماس اليوم فهناك حماس الابن وحماس البنت ستخرج مرة أخرى، لأن كم العنف الذي تعرض له الفلسطينيين سيحتاج إلى كثير من الوقت ليس فقط من أجل هدنة أو وقف إطلاق النار ولكن في الجهود الشاملة من أجل إعادة البناء وبناء السلام.

 

رؤية مصرية لحل عادل للقضية الفلسطينية

ويوضح الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن الدور الذي تقوم به مصر متعدد في كل المسارات، فمنذ اللحظة الأولى دعت مصر لقمة القاهرة للتصدي لهذه المأساة، كما تواصلت الاتصالات المكثفة اللي أجرتها القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية، مع كل الأطراف المعنية، وكذلك كل مؤسسات الدولة بالجهود الدبلوماسية والسياسية والمساعدات، بحل هذه المأساة في كل المسارات.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، تضمن مسار تقديم والمفاوضات للوصول إلى هدنة مؤقتة في مسار التسوية الشاملة، وهذا نتيجة الثقل السياسي والاستراتيجي والحضاري، مضيفا أن مصر بحكم مكانتها التاريخية والحضارية تلعب دورا في هذا الأمر، قيادة وحكومة وشعبا وتقف على نفس الأرضية من هذه القضية، قضية العرب الأولى، لان القضية الفلسطينية قضية القضايا، وعدم حلها هو السبب في كل موجات عدم الاستقرار نتيجة عدم حل بالحل العادل.

ولفت إلى أن القضية الفلسطينية تؤكد وتظهر المجتمع الدولي على حقيقته، وأنه لا تحركه إلا مصالحه فقط، فهي قضية عادلة، ومصر تطالب المجتمع الدولي بأنه يطبق قراراته وأن تتسق ممارساته وأفعاله مع قراراته، الصادرة عن طريق مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومجلس الحقوق الدولي، لأن تطبيق هذه القرارات هو الكفيل بتحقيق الاستقرار، الذي لن يتحقق بهذه الحروب، والرؤية الكلية المصرية، تؤكد ذلك أنه لا استقرار إلا بالرجوع إلى هذه الشرعية الدولية، فمصر.

وأشار إلى أن المفاوضات بشأن التهدئة تواجه تعنتا إسرائيليا ومحاولات لإطالة أمد الحرب، وهو أمر ليس غريبا عن الاحتلال، فهذا ديدن إسرائيل وسياستها تلك المراوغات والمماطلات وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه والتفسير تفسيرات مختلفة، مضيفا أن الأمر وصل إلى د اختلاف رؤية الفريق المفاوض عن رؤية الحكومة، وتصدير فكرة أن هناك خلاف ما بين المؤسسة الأمنية والمؤسسة السياسية، وأن الوفد الذي يفاوض يختلف عن رؤية نتنياهو، فهي كلها ألاعيب إسرائيلية باتت مكشوفة.

ولفت إلى أن الهدف من إطالة المفاوضات هو خشية نتنياهو من مصيره، ولتحقيق مصلحة شخصية لتحقيق أكبر مكاسب وأن يظهر منتصرا، لأن الأمور أصبحت متعلقة بمصير هذه الحكومة المتطرفة ومستقبل نتنياهو.