تنشر بوابة دار الهلال، ضمن باب "إبداعات" قصة قصيرة بعنوان "معاناة أمل" للكاتبة مارينا نبيل، وذلك إيمانا من المؤسسة بقيمة الأدب والثقافة ولدعم المواهب الأدبية الشابة وفتح نافذة حرة أمامهم لنشر إبداعاتهم.

نص القصة

في منزل صغير بإحدى قرى الصعيد، نشأت أمل، وهي طفلة في العاشرة من عمرها، لكن حُرمت من كل معاني الطفولة، كانت الابنة الكبرى، يليها بالترتيب أخ أصغر، وكانت عائلتها تميز بينها وبين أخيها، وبالأخص والدها الذي كان مصدر أمانها.

كانت تتحمل مسؤولية أخيها الصغير، فضلاً عن بعض الأعمال المنزلية، كانت تُقمع داخل المنزل، ولم يُسمح لها باللعب خارجه مثل أخيها أو أي طفل آخر، وإذا اعترضت على ذلك، كان والدها يعتدي عليها بالضرب المبرح، حتى التعليم تركته بأمر من والدها، لأن الفتاة في النهاية، كما يقول، "للزواج".

وبعد أن بلغت الخامسة عشرة، أصبح أخوها يتحكم بها وأحيانا يعتدي عليها لفظيا وجسديا، وإذا شكته لوالدها، كان ينهرها ويخبرها أنه الرجل الذي عليه تربيتها، فشعرت بالوحدة وقلة الأمان والخوف، كأنها مكسورة.

ثم أخبرها والدها أنه سيزوجها أحد معارفه.. خافت فقررت الهرب ليلاً، وبالفعل نجحت، لكنها لم تعرف إلى أين تذهب، فجابت الشوارع شريدة في ليل يعمه الظلام والخوف، حتى اصطدمت ببعض الذئاب البشرية التي حاولت الاعتداء عليها، لكن شابا في مقتبل العمر يدعى عاصي أنقذها، ثم جلس ليستمع إلى قصتها وتعاطف معها وحاول مساعدتها.

جلست مع والدته التي ساعدتها في استكمال مراحلها التعليمية، والتي نجحت فيها بتفوق، وخلال تلك الفترة، أحبها عاصي وتزوج منها، ثم قرر العودة إلى قريتها ليُخبر أهلها بزواجهما، مؤكداً لها أن من أساءوا معاملتها وأذوها واستضعفوها، هي الآن بكامل قوتها وهو مصدر حمايتها ومؤمن بنجاحاتها.