الخميس 18 يوليو 2024

حريق روما الكبير.. كارثة تاريخية هزت الإمبراطورية الرومانية

حريق روما الكبير

ثقافة18-7-2024 | 17:50

أبانوب أنور

كان حريق روما الكبير كارثة هائلة ضربت العاصمة الرومانية في مثل هذا اليوم من عام 64 ميلاديًا، أدت إلى دمار واسع النطاق وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

لا تزال أسباب حريق روما الكبير غير مؤكدة بشكل قاطع، لكن تشير الروايات التاريخية إلى احتمالات متعددة، حيث يتهم الإمبراطور نيرون بإضرام النار في المدينة عمدًا، بهدف إعادة إعمارها وفقًا لرؤيته الخاصة وتخليد اسمه.

ويُرجح البعض أن الحريق بدأ كحادث عرضي، ربما من شمعة أو موقد، وانتشر بسرعة بسبب الرياح القوية وازدحام المدينة، كما يرى بعض المؤرخين أن الحريق قد يكون ناتجًا عن عملية تخريب من قبل جماعات معارضة أو أعداء للنظام.

مسار الحريق

اشتعل الحريق في 18 يوليو 64 ميلاديًا في منطقة بالاتين، وهي القصر الإمبراطوري، قبل أن ينتشر بسرعة عبر المدينة بسبب شوارعها الضيقة ومبانيها الخشبية. استمر الحريق لمدة 9 أيام، مدمرًا حوالي ثلثي المدينة، بما في ذلك العديد من المعالم الأثرية الهامة.

عواقب الحريق

 قُتل ما يقرب من 300 شخص في الحريق، بينما فقد الآلاف منازلهم وممتلكاتهم، كما تسبب الحريق في فوضى عارمة واضطرابات اجتماعية، مما أدى إلى اتهامات واسعة النطاق بالفساد وسوء الإدارة.

أمر الإمبراطور نيرون بإعادة إعمار المدينة بعد الحريق، وخصص أموالاً طائلة لتنفيذ خطط طموحة شملت بناء قصور ومعابد ومباني عامة جديدة.

الآثار طويلة المدى

 ساهم حريق روما الكبير في إضعاف مكانة الإمبراطور نيرون، وازدياد شعبيته، مما أدى إلى ثورات ومؤامرات ضد حكمه، كما أدى الحريق إلى إعادة توزيع السكان داخل المدينة، ونشأة طبقة جديدة من الأثرياء الذين استفادوا من عمليات إعادة الإعمار.

 ألهم حريق روما الكبير العديد من الفنانين والأدباء عبر التاريخ، وخلد ذكرى هذه الكارثة في أعمال فنية وأدبية خالدة، ويعتبر حريق روما الكبير حادثة تاريخية مأساوية، لكنه أظهر أيضًا قدرة الإمبراطورية الرومانية على الصمود والتجديد.