السبت 27 يوليو 2024

خبراء تكنولوجيا: قوة البنية التكنولوجية للمؤسسات المصرية حالت دون تأثرها بالخلل العالمي

التكنولوجيا

أخبار20-7-2024 | 12:44

دار الهلال

أجمع خبراء تكنولوجيا وتقنيات على أن البنية التكنولوجية القوية للمؤسسات المصرية، حالت دون تأثرها بالخلل التقني العالمي الذي ضرب مختلف مناطق العالم أمس الجمعة، مشيرين إلى اعتمادها في تنفيذ خطط عمل الأمن السيبراني على أنظمة التأمين المركزية بشكل أساسي وعدم الاعتماد على تطبيقات التأمين عبر الحوسبة السحابية.

وقال محمد الحارثي ـ خبير أمن المعلومات في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ إن مصر من الدول التي لم تتأثر بالحدث العالمي ما يؤكد قدرة البنية التحتية القوية للدولة المصرية، مشيرًا إلى أن التحديثات تتم بشكل دوري ولكن ما يتم دوما هو تجريب هذه النسخ على بيئة تجريبية قبل نقلها إلى أنظمة التحديث الفعلية خاصة تلك التحديثات المتعلقة بأنظمة البنية التحتية الحرجة من الطيران والطاقة والنقل والاتصالات.

وأكد أن الخلل التقني العالمي أمس لم يحدث من قبل، وهي المرة الأول في تاريخ العصر الحديث أن تسقط هذه الأنظمة في نفس اللحظة والوقت.

وقال الحارثي إن البعض قد تناول الأمر بالسؤال هل هو هجمة سيبرانية أم خلل تقني؟ ، موضحًا أن شركة "كراود سترايك" هي الشركة المسئولة عن التحديثات والنسخ الأمنية لأنظمة التشغيل ويندوز، وأن التحديث الأخير الخاص بنظام فالكون المختص بالتحديثات الأمنية لنظام مايكروسوفت.

وأوضح أن هذه النسخة من التحديث أصابت كافة النسخ التي تعمل بنظام تشغيل ويندز عبر العالم ما أضر الخدمة في كافة التوقيتات بقطاعات حرجة كالمطارات وأنظمة حجز الطائرات، وفي ظل هذا الحادث كان التخوف من كونها هجمات سيبرانية مما زاد التأمين بشكل كبير وتم توجيه بعض الطائرات للهبوط الاضطراري تخوفا من تلك الهجمات تحسبا أنها تكون هجمة سيبرانية فضلا عن أنظمة المستشفيات حتى في أنظمة الطاقة تعطلت بشكل كبير وأنظمة الدفع الإلكتروني.

ولفت إلى أن ما حدث قد يكون له عدة تفسيرات مختلفة وقد يكون أنه تم اكتشاف ثغرة أمنية لدى أنظمة التشغيل من قبل "كراود سترايك" سواء من داخل الشركة أو خارجها، ولكن هذه التحديثات تتم بشكل دوري ولكن ما يتم دوما هو تجريب هذه النسخ على بيئة تجريبية قبل نقلها إلى البيئة الفعلية يتم تحديثها عبر الحوسبة السحابية.

وأوضح أن هناك الملايين من الدولارات تكبدتها القطاعات التي تأثرت بهذه الخلل التقني، وهذا ما دفع البعض إلى التفكير مستقبلًا على الاعتماد على أكثر من مقدم لخدمات أنظمة التشغيل وبشكل متنوع بدلا من الاعتماد على مقدم واحد.
ولفت إلى أنه سيعاد النظر في البناء الهيكلي والتشغيلي في كافة الأنظمة التكنولوجية والإلكترونية الحيوية نظرا لما تم تعطيله من أنظمة البنية التحتية الحرجة من الطيران والطاقة والنقل والاتصالات، قائلًا: "العالم الرقمي ما قبل الحادث مختلف تمامًا عن العالم ما بعد الحادث وسيتم دراسة الحدث بشكل دقيق".

وأوضح أنه عند سقوط الأنظمة الأمنية التكنولوجية، فإنه لا يعاد تشغيلها في نفس الوقت بشكل أمن وبنفس الدرجة والكفاءة، مما سيرفع درجات الطوارئ في الأجهزة والمؤسسات المنوط إليها حماية الأمن السيبراني في الدول كافة.

من جانبه، أكد دكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، أن الأمر يحتاج إلى استراتيجية متكاملة بشكل متقدم ومتطور يواكب العصر الرقمي.

وأشار إلى جهود الحكومة في إنشاء مركز البيانات والحوسبة السحابية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي تعد جوهر التحول الرقمي وأول مركز يقدم خدمات تحليل ومعالجة البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في مصر وشمال إفريقيا طبقا لأحدث التقنيات العالمية وتم انطلاقه في أبريل 2024

أوضح أن عطلا تقنيا عالميًا حدث أمس صاحبه خلل فني ببعض الخدمات لاسيما لمن يستخدمون أنظمة مايكروسوفت ولهذا فإن الأمر ليس اختراقًا أمنيا لكنه تحديث أمنى لشركة crowdStrike التي تقوم بتامين البيانات للشركات على نظام ويندوز الخاص بشركة مايكروسوفت. 

وأشار إلى أن هذا التحديث تسبب في عدم استجابة عديد من أجهزة الحاسوب، الأمر الذي جعلها عالقة على شاشات الاسترداد ما أضر بشدة على قطاعات المطارات والبنوك والشركات والمؤسسات الحكومية عالميًا.

وأوضح حجاج أن شركة "كراود سترايك" والمنوط إليها تقديم حلول أمنية للشركات ومنها شركة مايكروسوفت، قامت بعمل تحديث لنظام مايكروسوفت فحدثت مشكلة وهي ظهور ما يسمى بـ شاشة الموت الزرقاء وهذه الشاشة عندما تظهر يدل هذا أن الجهاز عنده تعطل ولأن نسبة المستخدمين لمايكروسوفت نحو 70% شريحة عريضة؛ الأمر الذي تسبب في ظهور المشكلة بهذا الحجم، مؤكد أن مايكروسوفت وكراود سترايك ستتحملان نتائج ما حدث حيث انخفضت اسهم كراود في البورصة بنسبة 11% وستكون هناك غرامات طبقا للاتفاقات والقوانين الدولية المنظمة.

بدوره، قال المهندس طارق شبكة رئيس مجلس إدارة شركة الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات MCS إن المؤسسات المصرية لم تتأثر بالخلل التقني العالمي الذي شهده العالم أمس نتيجة الاعتماد في تنفيذ خطط عمل الأمن السيبراني على أنظمة التأمين المركزية بشكل أساسي ولا نعتمد على تطبيقات التأمين عبر الحوسبة السحابية.

وأوضح أن الخلل التقني العالمي الذي شهده العالم ليس هجمات سيبرانية أو استهداف أمني رقمي وإنما هو خلل فني لدى القطاعات الرئيسية والخدمية التي تعتمد على تقنيات شركة "كراود سترايك".

وأشار إلى أنه بالرغم من أن حلول الأمن السيبراني أصبحت أحد الأعمدة الرئيسية في أنظمة تشغيل وإدارة كافة القطاعات الرئيسية، إلا إنها ربما أن تتحول هذه التطبيقات والتقنيات الدفاعية الرقمية إلى أحد الأسباب الرئيسية في حدوث الخلل التقني دون التعرض لهجمات سيبرانية مقصودة أو بفعل فاعل.

وأوصى بضرورة تبنى ممارسات متكاملة تضمن للمؤسسات منظومة حماية ذات معايير ومواصفات قياسية، موضحًا أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، ولابد من العمل على التوافق المتلاحق مع الحلول الأمنية بما يتناسب مع المتغيرات العالمية، بالإضافة إلى خطة تحليل البيانات وإدارة الأزمات لمنظومة عمل الأمن السيبراني في أي مؤسس.

وطالب بأهمية التدريب وتأهيل الكوادر البشرية على المستجدات التقنية ونقل الخبرة في تخطيط آليات ذكية وسريعة للخروج من الأزمة والاستعداد بأنظمة التشغيل البديلة، وأخيرًا الاعتماد على أنظمة الأمن السيبراني لدى القطاعات المختلفة من خلال تصميم نظام العمل بما يتوافق مع متطلبات القطاع وحجم المخاطر التي تواجه وتحليل نوعية الهجمات التي قد تستهدفه.

وأوضح إن الدرس المستفاد لكافة المؤسسات من هذا الخلل التقني يتجسد في أهمية تبني خطة مستقبلية واضحة للتطوير المستمر لأنظمة العمل الرقمية وتوفير حلول بديلة يمكن الاعتماد عليها في وقت الأزمات.

وكانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد أكدت عدم تأثر جمهورية مصر العربية بالعطل التقني الذي حدث على أحد أنظمة الأمن السيبرانى (crowd strike) العاملة على أنظمة الحوسبة السحابية نتيجة القيام ببعض أعمال التحديث الفني.

وأضافت أن جميع المطارات والموانئ المصرية والخدمات المصرفية على جميع البنوك الحكومية والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول ومنصة الخدمات الحكومية وأنظمة وشبكات الاتصالات داخل جمهورية مصر العربية تعمل بشكل طبيعي.

وأوضحت الوزارة أنها تتابع الأمر من خلال الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات وفريق عمل المركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات لحظة بلحظة.

يشار إلى أن شركة الأمن السيبراني "كراود سترايك" قد أعلنت مؤخرًا عن تحديث لمنتج فالكون، وبحسب بيان لها نشرته عقب الخلل التقني، ذكرت أن المشكلة قد تكون ناتجة عن هذا التحديث.

وفي وقت سابق، أعلنت شركة مايكروسوفت أنها تمكنت من حل السبب الجذري لانقطاع التكنولوجيا العالمي الكبير الذي أدى إلى تعطيل الخدمات في جميع أنحاء العالم، موضحة أنه لا يزال التأثير المتبقي يؤثر على بعض تطبيقات وخدمات مايكروسوفت 365، وتواصل هندسة الشركة اتخاذ إجراءات تخفيف إضافية لحل الأزمة.

وانهارت أسهم شركة "كراود سترايك" في تعاملات الليلة الماضية ببورصة وول ستريت بنسبة 1ر11 في المائة بمقدار 09ر38 دولار مسجلًا 96ر304 دولار للسهم في أسوأ أداء للسهم منذ 19 شهرا.

وتقدر القيمة السوقية للشركة المسؤولة عن العطل التقني الذي ضرب الشركات والمصالح حول العالم وهي شركة "كراود سترايك" للأمن الإلكتروني بنحو 125 مليار دولار، وأشارت التوقعات إلى خسارتها على الأقل 20 مليار دولار من قيمتها بمجرد فتح الأسواق الأمريكية للتعاملات.

كما تراجع سهم "مايكروسوفت" بنسبة 26ر3 في المائة بمقدار 74ر0 دولار مسجلًا 11ر437 دولار نتيجة العطل التقني الذي أصاب الأجهزة والكمبيوترات والخوادم التي تعمل بنظام "ويندوز".

وخسرت الشركة التي تقدر قيمتها السوقية بنحو 3.2 تريليون دولار ما يزيد على 23 مليار دولار على الفور بعد هبوط قيمة أسهمها بأكثر من ثلاثة في المائة.