الأحد 21 يوليو 2024

إبداعات الهلال.. «بنات» قصة قصيرة لـ تامر سمير سراج

تامر سمير سراج

ثقافة21-7-2024 | 09:35

دار الهلال

تنشر بوابة دار الهلال، ضمن باب "إبداعات" قصة قصيرة بعنوان "بنات" للكاتب تامر سمير سراج، وذلك إيمانا من المؤسسة بقيمة الأدب والثقافة ولدعم المواهب الأدبية الشابة وفتح نافذة حرة أمامهم لنشر إبداعاتهم.

نص القصة

يقتلني كل يوم عندما يتحدث إليها في الهاتف ويضحك عليها بالكثير من عبارات الحب والكلمات الوردية بل وتقتلني ابتسامته وغمزة عينه عندما تبادله كلماته بكلمات أخرى أكثر رومانسية.. لا أعلم ما ذنب هذه الفتاة التي كانت تعبر الشارع منذ شهرين وهي تبكي في أن تصبح هدف بيني أنا وصديقي للرهان عليه.. فقط عندما رأيتها منذ شهرين وهي تعبر الشارع باكية اقترحت على الشلة أن نتراهن على من يقدر على معرفة سبب بكاء هذه الفتاة ومنذ وقتها وصديقي يتملك كل شىء فيها.

 

لا أعلم مدى إدراكه بما سيفعله عندما قال لي في هدوء "اليوم سأنهي كل شىء.. فقد مللت تلك العبارات الرومانسية الكلاسيكية ومللت ذلك الرهان الذي لا يستحق".. لم أفهم مدى خطورة فعلته إلا وهو يقف أمامها في الشارع ويقول لها في هدوء "أنا لا أحبك.. فقط فرحت عندما تحدثنا أول مرة.. وفرحت أكثر عند ملامسة جسدك والعبث بأسرارك.. عزيزتي، لقد انتهى كل شىء الآن".. لا أعلم كم من القوة والشجاعة امتلَكَت وقتها حتى تمزق قميصه وتكسر نظارته أمام الجميع ولكن بالفعل كانت ثورتها شديدة وصوت إرتطام كعبها العالي بالأسفلت وهي مهرولة لعبور الطريق كان يعبر عن مدى تهورها .

 

أول مرة رأيت تلك الفتاة منذ شهرين وهي تعبر الطريق باكية وعيني تتابعها من خلف نافذة مطعمي المفضل أيقنت وقتها أن خلف هذا البكاء قصة حب مجروحة ولكني اليوم وهي تعبر الطريق بعد تشاجرها مع صديقي تساءلت أن يكون خلف دموعها منذ شهرين قصة رهان مماثلة.. لا أعلم ولكني متأكد بأني لم أقدر على كبح جماح هرولتي خلفها محاولا مساعدتها على عبور الطريق وإيقاف سيارة أجرة لتوصيلها وهي تغلق نافذة السيارة وأنا أردد "آسف.. آسف.. بالتأكيد لا يقصد ما قال".. حتى تترك السيارة المكان فأقف وسط المارة المتابعين للموقف منذ البداية وأنادي" من يراهنني على معرفة سبب بكاء تلك الفتاة ؟" .