قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن مصر والمنطقة العربية كلها عانت من الفكر المتطرف والمتشدد، الذي يشكل أخطر تحديات العيش المشترك، معتبرًا أن هناك أنواعا مختلفة من الإرهاب منها الإرهاب الديني والبدني، الإرهاب الفكري المتمثل في فرض الفكر والهجوم على ممارسات الآخرين، وهناك الإرهاب المعنوي الذي يمثل حالة التطرف الفكرية.
وأشار قداسة البابا، خلال كلمته في المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل"، الذي يعقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، بمشاركة وفود من أكثر من 50 دولة، إلى ضرورة تعزيز ثقافة احترام الآخر، مقترحًا عدة حلول لتحقيق العيش المشترك والقضاء على العنف والفكر المتطرف ، منها تقديم القيم الدينية في صورة مستنيرة، وإرساء خطاب بنائي عصري مستنير.
وأكد أن رجال الدين عليهم مسؤولية كبيرة في إرساء الخطاب العصري المستنير، وأن التنوع بين الإنسانية لا يعني الاختلاف بين الهوية الوطنية والمنهج الحضاري العصري، فالتنوع ينشئ الحوار، ويكون في دائرة من التعاون والتكامل والاستجابة لأسس وثقافة الحوار.
واختتم قداسة البابا كلمته بضرورة بالأخذ من مبادئ الأديان والقيم الإنسانية النبيلة، التي تساعد في إرساء قيم الاحترام والتنوع والعيش المشترك واحترام التعددية الدينية، مؤكدًا أهمية نشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك وحب الخير وحق قبول التعبير وتشجيع الحوار بصورة حضارية، وأهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتصحيح المفاهيم التي يثيرها أصحاب الفكر المتطرف، والتشارك في بناء الحضارة والوعي الإنساني، وتدعيم دور المرأة في التوعية حتى يتحقق الاستقرار ونقضي على التطرف ويسود السلام في كل دول العالم.