الإثنين 22 يوليو 2024

امتازت بالعديد من المعاني الدينية.. القبة في العمارة المملوكية والقوطية الأوروبية

مجموعة قلاوون العمارة المملوكية

ثقافة22-7-2024 | 01:45

إسلام علي

استخدمت القبة في العمارة في مختلف العصور وذلك بدءا من الحضارة اليونانية القديمة ومرورا بالحضارة الرومانية والإسلامية ووصولا إلى العصر الحديث، وتميزت كل حضارة بالإستخدام المختلف للمواد لبناء عنصر القبة، فضلا عن إدخال معاني رمزية ودينية تبعا للجانب الثقافي  لها.
تميزت الحضارتين المملوكية والقوطية باستخدام القباب بشكل موسع، فاسخدمتها في تغطية العديد من المساحات سواء المساحات الكبيرة المركزية أو المساحات الجانبية المختلفة، اذدهرت كل من الحضارتين تقريبا في نفس الفترة.
 برز نجم الحضارة المملوكية في عام 1250م، إي في منتصف القرن الثالث عشر وامتدت إلى نهاية العصور الوسطى، بينما على الجانب الأخر، برزت الحضارة القوطية منذ القرن الثاني عشر الميلادي، كتحول من الأسلوب الرومانسكي إلى نهاية العصور الوسطى. 

رمزية القبة في الحضارة المملوكية
اتخذت العمارة المملوكية القبة برمزية دينية وسياسية، بالنسبة إلى الرمزية الدينية، فكانت انعكاسا للإتجاه الديني الذي يسيطر عليه المتصوفة بداية من القرن الثالث عشر الميلادي، وبدورهم سيطر المتصوفة على جميع الحرف الأساسية مثل العمارة والزخرفة وغيرها مما عكس طريقة تفكيرهم وما وصلوا إليه في العلوم الدينية في العديد من العناصر المعمارية والفنية في ذلك الوقت.
ورمزت القبة لديهم إلى الإتجاه الرأسي التصاعدي "تجاه السماوات" إلى عودة الإنسان إلى فطرته السليمة وذلك لن يحدث إلا بإتباع سنة النبي الكريم والوحي والمنزل عليه، وانتشرت الآيات القرآنية في هذه القباب، والتي رمزت إلى المعنى الذي لأجل صممت القبة، فاحتوت القباب نتيجة لذلك على العديد من المعاني.
أما في الجانب السياسي، فرمزت إلى قوة السلطة في ذلك الوقت وامتداها الشاسع الذي يحتضن كل الأراضي والأقاليم بداخلها، فضلا عن القوة الإقتصادية التي وصلت لها مصر في ذلك العصر، وكانت تستخدم القباب في العصر المملوكي عادة لتغطية الأضرحة الخاصة لولي من الأولياء مما يظهر معنى القباب هنا بشكل أوضح، بالإضافة إلى الأضرحة داخل المساجد المختلفة.
 

 

 

 


رمزية القبة في الحضارة القوطية في أوروبا
ترمز القبة في الحضارة القوطية الأوروبية إلى التقرب إلى الله والذي لن يحدث إلا بالتقرب من المسيح عليه السلام، وعلى الرغم من أن القبة كانت قليلة الإستخدام وذلك بالمقارنة بالإستخدام الشائع للأقواس المدببة والأقبية المضلعة والأبراج الطويلة، إلا أنه تم استخدامها وانعكست عليها العديد من الأفكار الدينية المسيحية والغنوصية التي انتشرت هناك في ذلك الوقت. 
وعلى غرار تقاليد معمارية أخرى، رمزت القباب في العمارة القوطية إلى السماء والجانب الألهي، يخلق انحناء القبة وامتدادها شعورا بالنظر إلى السماء، ويسحب عيون وأفكار المؤمنين إلى أعلى نحو الخالق، وتمثل القبة، كشكل هندسي مثالي، الوحدة والاكتمال والطبيعة اللانهائية لله، لقد اعتُبرت نموذجًا مصغرًا للكون، حيث تغلف النظام الإلهي والإنسجام بينه.
أكدت العمارة القوطية على استخدام الضوء خاصة في النوافذ التي توجد في القباب، كرمز للوجود الإلهي، مما يضفي عليها طابعا  سماويًا، فكانت الألوان المستخدمة في النوافذ تكمل المعنى العام للقباب. 

الاكثر قراءة