تتوالى الأصداء المتعلقة بإعلان الرئيس الأمريكي جوبايدن تنحيه عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، الذي أعلن في الوقت نفسه، دعمه لنائبته كاملا هاريس كمرشح عن الحزب الديمقراطي، مطالبًا أنصاره بالتبرع لحملتها، أعقب ذلك سجال واسع في الأوساط السياسية في البلاد بين مؤيد للخطوة التي أقدم عليها، ومشكك في قدرته على مواصلة صلاحياته الرئاسية.

بدورها، تعهدت كاملا هاريس، بكسب ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتغلب على مرشح الجمهوريين دونالد ترامب في الإنتخابات المقرر لها في الخامس من نوفمبر.

وأفادت شبكة "سي إن إن" عن مصادر، بأن هناك تحركًا عاجلًا في الحزب الديمقراطي لحث المسؤولين المنتخبين والمجموعات المتحالفة لدعم هاريس، في حين قالت شبكة "إن بي سي" إن المرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي جونيور دعا الحزب الديمقراطي إلى إجراء عملية ترشيح مفتوحة لمرشحه للانتخابات الرئاسية.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، عن دعمها ترشيح هاريس، حيث تعهدا ببذل كل ما في وسعهما لدعمها.

وتابعا:"لا شيء جعلنا أكثر قلقًا على بلادنا من التهديد الذي تشكله ولاية ثانية لترامب، لقد وعد بأن يكون دكتاتورًا من اليوم الأول".

بدوره، قال النائب الديمقراطي تيد ليو، إن كامالا هاريس ستكون مرشحة الحزب الديمقراطي وستفوز في الانتخابات الرئاسية، فيما قالت لجنة الانتخابات الفدرالية، إن لجنة انتخابات الحزب الديمقراطي تطلب تغيير اسم الحملة من بايدن إلى هاريس.

وبرغم من ذلك، أحجم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، عن إعلان دعمه لـ هاريس، إلا أنه أشاد بقرار بايدن، الذي وصفه بأنه ربما يكون أحد أصعب القرارات في حياته.

وعد هذا القرار "دليل على مدى حب بايدن" لبلاده، وقال إن الأخير "قدم نموذجًا تاريخيًا جديدًا لخادم حقيقي يضع مصالح الشعب الأمريكي فوق مصالحه الخاصة"، مؤكدًا على ثقته في قادة الحزب وقدرتهم على إنشاء عملية سيظهر من خلالها مرشح استثنائي.

وطرحت وسائل الإعلام الأمريكية، في الآونة الأخيرة، اسم ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق، كمرشحة بديلة عن بايدن في ظل ظروفه الصحية المتدهورة لخوض السباق في مواجهة ترامب.

 بايدن يجب أن يستقيل

على الجانب الآخر، أكد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، على أن هزيمة هاريس ستكون أسهل من هزيمة الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي أعلن انسحابه من خوض سباق الرئاسة.

وقال ترمب، إن بايدن لم يكن مرشحًا مناسبًا أبدًا للرئاسة، ووضعه لم يكن مناسبًا للاستمرار كرئيس، زاعمًا أنه فاز بالرئاسة بانتخابات عام 2020، بسبب "الأكاذيب والأخبار الكاذبة" دون تفاصيل.

وبهذا الخصوص، قال الجمهوري مايك جونسون، رئيس مجلس النواب بالكونجرس الأمريكي، إن الحزب الديمقراطي أزاح مرشحه قبل 100 يوم من الانتخابات، مضيفًا:"إذا كان جو بايدن غير مؤهل للترشح للرئاسة، فهو غير مؤهل للعمل كرئيس، يجب أن يستقيل على الفور".

كما انتقد جونسون، نائبة الرئيس كاملا هاريس، التي وصفها بأنها شريكة في ملكية الإخفاقات السياسية الكارثية لإدارة بايدن، كذلك انتقد زعيم الأغلبية في مجلس النواب الجمهوري ستيف سكاليز القيادة العليا للحزب الديمقراطي بشأن انسحاب بايدن من الترشح.

 انسحاب بايدن

وقال بايدن إنه قرر التنحي عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية، موضحًا أنه سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق هذا الأسبوع بشأن قراره الانسحاب من السباق في منافسة المرشح الجمهوري.

وأضاف:"أعتقد أنه من مصلحة حزبي والدولة أن أتنحى وأن أركز فقط على أداء واجباتي كرئيس للفترة المتبقية من ولايتي".

وعلى وقع أداء بايدن الضعيف في المناظرة التي جمعته مع منافسه الجمهوري وسلفه دونالد ترامب، تعالت الأصوات في الحزب الديمقراطي المشككة في قدرته على حسم السباق الإنتخابي، خاصة أن استطلاعات الرأي تظهر تراجع بايدن خلف منافسه بـ6 نقاط.

وقال الرئيس الأمريكي"أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لهاريس لتكون مرشحة حزبنا"، مطالبًا أنصاره بالتبرع لحملتها.