تميز هنريك بونتوبيدان الكاتب الدنماركي، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، بأسلوب ساخر، ولغة المليئة بالرموز والحكم، حيث كان ناقدًا لاذعًا للأوضاع في الدنمارك في ذلك الزمن، بنثره الشعري صوَّر الشك والتشاؤم اللذين سادوا عالمه، وعالج الموضوعات الوجودية بحثًا عن الحقيقة، يعتبر يُعتبر بونتوبيدان واحدا من أبرز روائيي بلاده وعصره، حيث حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1917م، وتقاسم هذه الجائزة مع الكاتب الدنماركي كارل كيلروپ.
ولد هنريك بونتوبيدان في يوم 24 يوليو 1857م، في مدينة فريديريكيا في وسط الدنمارك، حيث كان والده راعيًا للكنيسة، درس الهندسة في كوبنهاجن، لفترة قصيرة قبل أن يتجه نحو مجال الصحافة، وفي سن العشرين ترك كل ذلك ليتفرغ للكتابة، تزوج عام 1881، ورغم فشل هذا الزواج، كتب روايته الأولى "صور ريفية" عام 1883 التي أظهرت قدرته وقوته في تصوير الشخصيات وتعاطفه مع الطبقات البسيطة.
تحت تأثير الأسقف نيكولاي غروندفي المصلح الاجتماعي، كتب بونتوبيدان روايته الثلاثية الكبرى "الأرض المسحورة" (1891-1895)، التي استكشفت شرائح المجتمع الدنماركي والتحديات التي تواجهها، مظهرًا فيها الصراعات بين الإقطاع والدين.
زواجه الثاني في عام 1892 كان نقطة تحول في حياته الشخصية والأدبية، حيث تحول في موضوعاته إلى المدينة، وكتب روايته الشهيرة "بير المحظوظ" بين عامي 1898 و1904، والتي تناولت الصراع بين المثالية والواقعية وكشفت عن حياة المدينة بأبعادها الاجتماعية والسياسية والدينية.
في روايته الخماسية "مملكة الموتى" (1912-1916)، تجلى أسلوبه الشعري ونقده اللاذع للسلطة وسوء استخدامها في العصر الحديث. ترك بونتوبيدان كوبنهاجن ليعيش في منطقة شارلوتن لوند حتى وفاته في 21 أغسطس 1943م، حيث كتب مذكراته التي جمعت ونُشرت في 4 مجلدات عام 1943 بعنوان "الطريق إلى ذاتي".