السبت 27 يوليو 2024

نساء من مصر| منيرة ثابت.. أول صحفية نقابية

منيرة ثابت

ثقافة25-7-2024 | 10:33

فاطمة الزهراء حمدي

لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع منذ القدم، بداية من بداية الدولة المصرية القديمة في عهد الملكات الفرعونية كحتشبسوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.

لم يقتصر دور المرأة على ذلك فحسب، فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الكاتبات والمؤلفات المشهورين.

ناضلت من أجل مصر، تمت محاكمتها من أجل نضالها وهي في سن صغيرة، كما نادت بتحرير المرأة، وحقها بالمشاركة في الانتخابات، فهي تُعد أول فتاة مصرية تحصل على شهادة الليسانس من مدرسة الحقوق الفرنسية، وأول صحفية نقابية وأول رئيسة تحرير لجريدة سياسية، إنها المحامية والصحفية منيرة ثابت.

وُلدت منيرة ثابت عام 1906، بالإسكندرية، كان والدها يعمل موظفًا في وزارة الداخلية، كان لصداقته بسعد زغلول أثرًا كبيرة في حياتها، حسب ما ورد في مذكراتها، فكان يروي لها والدها تاريخ الحركة النسائية في إنجلترا، كما تأثرت بالزعيم الراحل سعد زغلول.

التحقت ثابت بمدرسة إيطالية بالقاهرة، تعلمت بها مبادئ اللغتين الإيطالية والإنجليزية، ثم حصلت على المرحلة الإبتدائية من مدرسة حكومية، ونالت الشهادة الثانوية، درست القانون بمدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة، وحصلت على ليسانس الحقوق من باريس عام 1933 لتصبح أول امرأة مصرية تحصل على هذه الشهادة، ثم عملت بالمحاماه وواجهت صعوبة في الترافع في القضايا فلم يكن يسمح لها إلا أمام المحاكم المختلطة، حتى قررت ترك المحاماه واتجهت إلى الصحافة.

بدأت ثابت رحلتها مع الصحافة، والكفاح من أجل تحرير مصر من الاحتلال في سن صغيره فكتبت المقالات في جريدتي "الصباح" و"أبو الهول"، تتطالب برحيل الاستعمار، كما تمت محاكمتها وهي بعمر الـ17، بأمر من المندوب السامي البريطاني بالتحقيق معها بتهمة التنديد بالتدخل الأجنبي في شئون البلاد بالاستعمار، فكانت أول فتاة مصرية تتم محاكمتها وهي لم تبلغ السن القانونية، وقالت أثناء محاكمتها عبارتها الشهيرة: "إنها تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه"، حتى انتهت المحاكمة بإعفائها من المسئولية لعدم بلوغها السن القانونية، كما طالبت ثابت بمشاركة المرأة في الانتخابات، وأجيب طلبها، وأدلت النساء بأصواتهن.

أصدرت ثابت جريدتين، إحداهما تصدر بالفرنسية وتسمى "الأمل" وهي جريدة يومية، والأخرى بنفس الاسم لكنها تحرر بالعربية وتصدر أسبوعيًّا، وكلاهما يحملان نفس الأفكار، ينادوا بتحرير البلاد من الاستعمار ويطالبوا بحقوق المرأة، وتبنت الجريدة حق المُعلمات في العمل والاحتفاظ بوظيفتها بعد الزواج، حتى نجحت الجريدة في تحقيق ذلك.

مثلت ثابت مصر في مؤتمر بكولونيا بألمانيا عام 1928؛ أثناء  دراستها للقانون في فرنسا، وذلك لكونها أفضل صحفية في مصر وقتها، كما ساهمت في إنشاء نقابة الصحفيين المصرية.

أشادت منيرة ثابت بالحركة النسائية المصرية وذلك في حوار لها مع جريدة الهلال، كما دافعت عن حقوق المرأة السياسية وضرورة مشاركتها بالحياة السياسية، وطالبت بحق المرأة في الإدلاء بصوتها وعملها في الوظائف الأميرية والحرة، لتتمكن في تولى المناصب في المجالس والهيئات النيابية.

طالبت ثابت أن يكون للمرأة الحق في تقرير مصيرها في الزواج والطلاق،  كما دعتها هدى شعراوي رئيسة الاتحاد عام 1939 هي والصحفية البارزة سيزا نبراوي لحضور مؤتمر التحالف الدولي للمرأة في كوبنهاغن.

رحلت منيرة ثابت في سبتمبر عام 1967، بعدما تركت مذكرتها، ومؤلفاتها التي تتطالب بحق المرأة وتحدثت عن فلسطين ومنها: قضية فلسطين: رأي المرأة المصرية في الكتاب الأبيض الإنجليزي، ثورة في البرج العاجي: مذكراتي في عشرين عاماً عن حقوق المرأة السياسية.