الخميس 25 يوليو 2024

مدير مركز الآثار البحرية: المراكب الشراعية العاملة مثّلت عصب الاقتصاد حتى الستينيات

جانب من الندوة

ثقافة25-7-2024 | 19:08

دعاء برعي

نظمت اليوم الخميس مكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان "التراث البحري.. ذاكرة مصر الزرقاء"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في نسخته التاسعة عشرة.

 حضر الندوة د.عماد خليل؛ أستاذ كرسي اليونسكو للتراث الثقافي المغمور بالمياه، ومدير مركز الآثار البحرية والتراث الثقافي الغارق بجامعة الإسكندرية، وقدمتها أمنية فتح الله.

وقال الدكتور عماد خليل أن التراث الثقافي هو تعبير عن سبل المعيشة التي وضعت من قبل المجتمع وانتقلت عبر الأجيال سواء كانت مادية، مثل الأماكن والمواقع الأثرية والمباني، أو غير مادية كالقصص وأنماط الموسيقى والفنون.

وأضاف أن الاهتمام بالتراث يبدأ بمعرفته ومحاولة فهمه وإدراك أهميته والسعي للحفاظ عليه، وكذلك الانتفاع به والرغبة في معرفة المزيد عنه موضحًا أن تلك الآلية تسمى إدارة التراث.

ولفت إلى أن الذاكرة الزرقاء أو التراث الثقافي البحري هو الناتج المادي وغير المادي لتفاعل الإنسان مع البحار والأنهار والبحيرات عبر العصور، وأن علاقة المصريين بالبحرين المتوسط والأحمر تعود إلى ما يزيد عن 5 آلاف عام، فيما تمتد علاقتهم بالنيل إلى أكثر من  300 ألف عام.

وأشار إلى أن تلك العلاقة الممتدة عبر آلاف السنين أنتجت التراث الثقافي البحري، موضحًا وجود مئات النقوش والرسوم الصخرية التي تصور أشكال المراكب ويرجع عمر بعضها إلى نحو 5 آلاف سنة.

وأوضح أن أبرز أشكال التراث البحري في مصر هو اختراع شراع المركب والذي يعتبر أمرا معجزًا وأن ذلك الاختراع جاء نتيجة آلاف السنين من التجارب في الملاحة النهرية، وأن الشواهد تشير إلى أن المصريين هم من اخترعوا الشراع، مضيفًا أن المراكب الشراعية العاملة مثلت عصب الاقتصاد المصري حتى فترة الستينات من القرن العشرين.

وتابع: "أهمية السفن والمراكب عند المصريين القدماء الذين لم يعرفوا وسيلة للانتقال الطويل سوى المركب لذلك ترجموا هذا في الانتقال للحياة الأخرى عند تصوير مشاهد ما بعد الوفاة والمراسم الجنائزية".

واستعرض عددا من الصور للمراكب عبر العصور الحديثة ومقارنتها برسوم المراكب في العصور المصرية القديمة والتي تظهر الموروثات في هذا الشأن سواء في طرق صناعة المراكب أو في المهن المرتبطة بها.