الجمعة 26 يوليو 2024

رشيدة طليب .. عصفور يُغرد ضد جرائم الاحتلال

رشيدة طليب

تحقيقات26-7-2024 | 15:32

محمود غانم

بينما كان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يلقى خطابه أمام الكونجرس الأمريكي، الأربعاء الماضي، ظهرت من خلفه النائبة الديمقراطية رشيدة طليب وهي تحمل لافتة تضم كلمتين فقط، هما: "مجرم حرب"، في إشارة منها إلى مسؤوليته عن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي خلفت أكثر من 129 ألف بين شهيد وجريح، جلهم من النساء والأطفال.

وقالت "طليب" التي كانت ترتدي الكوفية الفلسطينية:"إنه كان من المثير للاشمئزاز أن نتنياهو يحظى بحفاوة بالغة بعد خطابه".

 رشيدة طليب

ولدت رشيدة حربي أحمد النجار طليب، في عام 1976، في مدينة ديترويت بمقاطعة وين في ولاية ميشيجان بالولايات المتحدة الأميركية لأسرة كانت من أوائل المسلمين المهاجرين الأميركيين تنحدر أصولها من فلسطين.

درست العلوم السياسية في جامعة "وين ستيت"، وتخرجت منها بدرجة البكالوريوس عام 1998، ومن بعدها نالت درجة الدكتوراه في القانون من كلية كولي بجامعة ويسترن في ميشيجان عام 2004.

الدخول إلى المعترك السياسي

بعد أن أكملت "طليب" تعليمها الأكاديمي، عملت كمحامية، ونشطت في العمل الاجتماعي والبيئي في ولاية ميشيجان، وفي عام 2008، التقت ستيف توبوكمان عضو مجلس النواب السابق عن الولاية، والذي أقنعها بالترشح لمقعد في المجلس التشريعي، وعينها للعمل معه بعد أن أصبح رئيس الحزب الديمقراطي.

وبالفعل، خاضت الانتخابات العامة لعضوية المجلس التشريعي لولاية ميشيجان، وحصلت على نسبة 44 في المائة من الأصوات، لتصبح أول امرأة فلسطينية مسلمة تتولى هذا المنصب بالولاية.

وفي عام 2018، انتخبت "طليب" في مجلس النواب الأميركي عن منطقة الكونجرس الـ12 لولاية ميشيجان مرشحة عن الحزب الديمقراطي، لتصبح أول نائبة فلسطينية أميركية مسلمة في الكونجرس.

 دعم الشعب الفلسطيني

مع قيام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في الـ7 أكتوبر 2023، أظهرت دعمها الصريح لسكان قطاع غزة في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، وفي ظل ذلك أعلن "الآيباك"(لوبي الضغط اليهودي) عن تقديم الدعم اللازم للمرشحين المنافسين أمامها في انتخابات مجلس النواب سعيًا لخسارتها.

وبرغم من ذلك، لم تتوقف "طليب" عن نهجها، حيث انتقدت سياسات الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه الحرب على غزة، ودعمه غير المشروط لإسرائيل وتمويله جرائم الحرب وعدم دعوته إلى وقف إطلاق النار، ودعت إلى عدم انتخابه لفترة رئاسية ثانية عام 2024.

ففي نوفمبر الماضي، أعربت عن استغرابها من رفضه عدم الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وإنقاذ المدنيين من سكان قطاع غزة.

وقالت:"تحقيق سلام عادل ودائم يتمتع فيه الإسرائيليون والفلسطينيون بحقوق وحريات متساوية، وحيث لا يعيش أي شخص في خوف على سلامتهم، يتطلب إنهاء الحصار والاحتلال ونظام الفصل العنصري اللاإنساني".

في المقابل، قامت جماعة الأغلبية الديمقراطية المؤيدة لإسرائيل "دي إم إف آي"، بتمويل إعلانًا تلفزيونيًا بث في المحطات المحلية في ديترويت وضواحيها حيث تقع دائرة النائبة رشيدة طليب، تعرضت طليب فيه لهجوم شديد، بسبب دعواتها لوقف إطلاق النار، وانتقادها للحكومة الإسرائيلية.

وتطرق الإعلان إلى تصويت رشيدة ضد مشروع قانون لتجديد نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية" عام 2021، وضد قرار بالوقوف مع إسرائيل وسط الحرب الجارية.

وفي الشهر ذاته، نشر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، تسجيلات صوتية لنشطاء يدعمون إسرائيل، توثق مناقشتهم "سبل قتل" طليب، عبر استهدافها خلال زيارتها إلى ولاية أريزونا، كما ناقشوا سبل التحرش جنسيًا برشيدة ومضايقتها.

 خطاب نتنياهو أمام الكونجرس

ولم تكن النائبة ذات الأصول الفلسطينية الوحيدة المعترضة على خطاب نتنياهو، إذ قاطع نحو نصف الأعضاء الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، خطاب الأول أمام الكونجرس.

وبلغ عدد الديمقراطيين المقاطعين لخطاب نتنياهو 96 عضوًا، وهو تقريبًا ضعف عدد المقاطعين له عام 2015 البالغ آنذاك 58 ديمقراطيًا.

ورأى بعض الديمقراطيين دعوة رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، نتنياهو بأنها "نفاق" في وقت يتزايد فيه عدد القتلى في غزة.

بدورها، قالت عضو مجلس النواب الديمقراطي سومر لي -التي قاطعت نتنياهو- إن الجيش الإسرائيلي دمر معظم غزة بأسلحة قدمتها الولايات المتحدة.

وتابعت:"قُتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وما زالوا يقتلون كل يوم"، متسائلة.. ماذا نفعل؟ نحن نرحب بنتنياهو، المسؤول عن كل هذا، بأذرع مفتوحة في الكونجرس.

وفي وقت سابق لـ خطاب نتنياهو، قالت: "عندما يرتكب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جريمة حرب، فإننا ندينه. وعندما يأتي دور نتنياهو، نختلق الأعذار، وتتطاير القنابل في الهواء. للأسف، هذا النفاق لا يزول".

من جانبها، قالت النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي، التي كانت رئيسة مجلس النواب في الولاية السابقة:"كان العرض الذي قدمه نتنياهو أمام الكونجرس أسوأ خطاب على الإطلاق يلقيه زعيم أجنبي يحظى بشرف مخاطبة الكونجرس الأمريكي".