نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة تحت عنوان «البرامج الثقافية المصرية.. نماذج إبداعية»، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة، تحدثت بها والإعلامية د. صفاء النجار، والإعلامي محمود شرف، وقدمها الكاتب الصحفي زين العابدين خيري.
وقال الكاتب الصحفي زين العابدين خيري إن البرامج الثقافية بدأت مع إنشاء الإذاعة المصرية الرسمية، وكان هناك اهتمام بالمسرح والسينما والثقافات المختلفة، فبعد ثورة يوليو أصبح الاهتمام بإذاعة البرامج الثقافية أكبر، وكانت هناك ثقافة جماهيرية ساهمت في أن يكون للبرامج الثقافية جمهور حقيقي، ومع تأسيس التلفزيون المصري وفكرة التوعية والاهتمام بالثقافة رأينا لأول مرة أدبائنا الكبار على الشاشة، حتى فترة الثمانينيات ظل الاهتمام بالبرامج الثقافية كبير، من برامج تهتم بالموسيقى العربية والفن التشكيلي وكلاسكيات المسرح العالمي، والبرامج الترفيهية الثقافية، ومع تأسيس القنوات المتخصصة عاد الاهتمام بالثقافة بشكل كبير.
وتحدث الإعلامي محمود شرف، المذيع والشاعر، ومدير عام قناة النيل الثقافية عن نشأته، حيث تأثر بالتجمعات الثقافية في قريته وفي منزل والده، الذي كان يشبه الصالون الأدبي المفتوح، مرورًا بالإذاعة المدرسية، ومتابعة محطة البرنامج الثاني الإذاعي الذي شكَّل وعي أجيال.
كما تناول "شرف" مشواره الإعلامي الذي بدأ قبل خمسة وعشرين عامًا، من خلال العمل في البداية معدًّا ومقدمًا للبرامج بإذاعة صوت العرب، ثم الانتقال للعمل كمذيع بقناة النيل الثقافية، والتي قدم عبر شاشتها خلال هذه الأعوام عشرات البرامج الثقافية، وأجرى حوارات مع مئات الضيوف من أعلام الفكر والأدب والثقافة المصرية والعربية، عبر برامج كثيرة، منها: المنتدى، الدفاتر القديمة، شارع الكلام، شاعر العرب، وغيرها.
وأضاف شرف إن قناة النيل الثقافية، تعاني ما يعاني منه التلفزيون المصري من تراكمات كبيرة، فضلا عن الإمكانيات المتاحة الآن، مشيرًا إلى أننا بحاجة إلى برامج ثقافية جادة لاستعادة مشهد كان موجودًا بالتلفزيون المصري قبل 20 عامًا.
و أكَّد الإعلامي محمود شرف على أهمية الثقافة في بناء المجتمع، وأشار إلى ضرورة اقتناع صانع القرار بهذا الأمر، حيث يمكن عندها دعم المشهد الثقافي ورفده بالبرامح الثقافية التوعوية التي تنهض بالمجتمع، وحذَّر "شرف" من الانسياق وراء الأهداف المادية في ملف الدراما المقدَّمة؛ لما لها من تأثير سلبي عنيف على بنية المجتمع الأخلاقية والثقافية أيضًا.
واختتم الإعلامي المصري محمود شرف مشاركته بالحديث حول الدور الذي أصبح مُناطًا بالشركة المتحدة وتسلمها الراية من ماسبيرو، مؤكدًا على أهمية الدور الذي تلعبه الشركة المتحدة، وضرورة الانتباه لخطورة التحديات التي تواجه الوطن في هذه المرحلة، ووجوب اضطلاع الإعلام بمهامه الجسام في هذا الإطار.
وقالت الدكتورة صفاء النجار، أنها كانت تحلم بأن تصبح مذيعة منذ طفولتها مع الإذاعة المدرسية، وكان والدها يتمني أن تكون مثل الإذاعية مديحة نجيب، مشيرة إلى أن الإذاعة والتقديم الإذاعي كان طموحها، والتحقت بشعبة راديو في الفرقة الرابعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
وتابعت «النجار» أنها إنتبهت لميولها الكتابية، وبدأت مسيرتها مع الكتابة، وكان التقديم الإعلامي داعما لها في الكتابة، لتحصل عقب ذلك على الماجستير ثم الدكتوراه، والاستمرار في الكتابة بمجموعات قصصية ورويات، حتى جاءت فرصة برنامج أطياف، مشيرة إلى أنه يعد البرنامج الثقافي الوحيد في القناة، وهو ما يميز أطياف في قناة الحياة المقدم للجمهور العام وليس الجمهور المتخصص.
وقالت النجار إنها مشفقة على الجيل الحالي، لعدم وجود الجرعة الثقافية الكافية، التي تساعد الشباب على التفكير وبذل الجهد، مشيرة إلى أن الثقافة كانت في بيوتنا بشكل أساسي وطبيعي وكانت تقدم بشكل بسيط وعميق في آن واحد من خلال البرامج الإذاعية والتلفزيونية حتى في البرامج الخفيفة التي عاصرناها.
وتحدثت «النجار» حول تجربتها مع البرامج الثقافية وتأثرها بها والتي بدأت منذ طفولتها، من خلال الإذاعة المصرية التي كانت تستضيف القامات وكبار الكتاب والمفكرين، حيث كان هناك وسط ومناخ عام للسمع والوعي، لافتة الى أن البرامج غير الثقافية كانت ترتقي هى الأخرى بالمستمع، وفي التلفزيون ارتبطنا ببرنامج عديدة في السهرة التلفزيونية، «البرامج الثقافية المصرية.. نماذج إبداعية" ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.