في اليوم الـ294 للعدوان على غزة، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل محدود في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، مع تصدي المقاومة الفلسطينية للقوات المتوغلة، معلنة عن إلحاق خسائر في صفوفه في المعتاد والأفراد.

إجمالًا، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 39.175 شهيدًا، فضلًا عن 90.403 مصابًا، جلهم من النساء والأطفال، وفق آخر إحصائيات وزار الصحة بغزة، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

صحيًا، تعهدت منظمة الصحة العالمية، بإرسال أكثر من مليون لقاح ضد شلل الأطفال إلى غزة، وذلك بعد أن ظهرت فحوصات وزارة الصحة بغزة، وجود فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في القطاع جراء تدمير الاحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية، مما يثير المخاوف من كارثة صحية حقيقية.

العدوان على غزة 

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن 9 من كل 10 فلسطينيين نزحوا قسرا في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، مشيرة إلى أن العائلات النازحة تبحث عن مأوى أينما تستطيع، سواء في المدارس المكتظة أو المباني المدمرة أو الخيام المتواضعة على الرمال أو وسط أكوام القمامة، مؤكدة أن أيًا من تلك الأماكن ليس آمنًا، ولم يعد لدى الناس مكان يذهبون إليه.

بدوره، طالب المنسق الأممي للشؤون الإنسانية، بإعادة فتح معبر رفح البري لإجلاء المرضى من قطاع غزة وتسهيل دخول السلع إليه، لافتًا إلى أن عشرات الآلاف من مرضى القطاع بحاجة إلى إجلاء فوري لتلقي العلاج بالخارج.

من جهته، قالت منظمة الصحة العالمية، إنها سترسل أكثر من مليون لقاح ضد شلل الأطفال إلى غزة، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن، ولكن دون اتخاذ إجراءات فورية، فإن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يصل إلى آلاف الأطفال الذين تركوا دون حماية.

وأبدى عاملون في المجال الإنساني قلقهم العميق بشأن تأثير حالة الطوارئ المحتملة لمرض شلل الأطفال في غزة، وسط ظروف صحية كارثية تميزت بتفشي التهاب الكبد (A)، وعدد لا يحصى من الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها، إلى جانب عدم إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، بسبب الحرب، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية(وفا).

 مسار المفاوضات

دعت حركة حماس، الولايات المتحدة إلى إجبار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف الحرب على قطاع غزة.

وتابعت حماس:"ادعاء الحرص على الوضع الإنساني والحزن على المعاناة التي أصابت أهلنا في غزة، كذبة أمريكية متجددة، فلو أرادوا وقف الحرب لأوقفوها، وحجبوا دعمهم العسكري والأمني والسياسي والاستخباري عن الجيش النازي".

وأضافت:"تبدأ كامالا هاريس حملتها الانتخابية بالأكاذيب الملفقة، المستهترة بحقوق الإنسان التي تدعي حمايتها، وبحق مقاومة المحتل المكفول بالقانون الدولي، وبرؤية منحرفة لصالح الكيان الصهيوني، وضد شعبنا الفلسطيني وحقه في الحياة".

وعقب لقاء جمعها بـ نتنياهو، قالت هاريس، إن هناك اتجاهًا متفائلًا بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن محادثتها مع نتنياهو كانت صريحة.

وأكدت هاريس أن الوقت حان لإنهاء الحرب على غزة، موضحة أنها عبرت لنتنياهو عن قلقها الشديد من مقتل عدد كبير جدًا من المدنيين الأبرياء والوضع الإنساني المزري في غزة، قبل أن تؤكد على التزامها الراسخ بدعم إسرائيل وأمنها وحقها في الدفاع عن نفسها.

ورأت أن ما حدث في غزة على مدى الأشهر التسعة الماضية كان مدمرًا، لافتة إلى أن نصف مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتتعارض تصريحات "هاريس" مع دعم مطلق تقدمه بلادها لتل أبيب في حربها المتواصلة على قطاع غزة، من خلال صفقات الأسلحة والدعم الاستخباراتي واللوجستي.

 التطورات الميدانية

ميدانيًا، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها دمرت دبابتي "ميركافا-4" صهيونيتين حولهما عدد من الجنود بعبوتي "شواظ" في تل الهوى جنوبي مدينة غزة، مشيرة في الوقت ذاته، إن مقاتليها فجروا عبوة رعدية مضادة للأفراد في قوة مشاة صهيونية، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح في الحي ذاته.

 

وفي تطور لافت، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت مدينة عسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية.

كذلك ذكرت أنها قصفت بوابل من قذائف "الهاون" جنود العدو الصهيوني وآلياته في شرق خان يونس بقطاع غزة، كما أعلنت عن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية بتفجير عبوة برميلية من نوع ثاقب في حي تل الهوى.

وقالت السرايا، إنها مقاتليها اشتبكوا مع قوة صهيونية خاصة تحصنت داخل مدرسة بمدينة غزة وحققوا في صفوفها إصابات مباشرة.

في المقابل، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بإصابة 13 جنديًا في المعارك بقطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.