السبت 27 يوليو 2024

نتنياهو يحيط "مفاوضات روما" بالعقبات.. هل تنجح؟

الحرب على غزة

تحقيقات27-7-2024 | 15:15

محمود غانم

تعقد جولة جديدة من المفاوضات، في العاصمة الإيطالية روما، بين حركة حماس وإسرائيل بحضور الوسطاء، بهدف الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة تبادل، وسط أنباء تشير إلى أن نتنياهو يبذل جهود حثيثة لإفشال المسار التفاوضي من خلال إضافة شروط جديدة للخطوط العريضة للاتفاق.

ومن المقرر، أن يلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز في روما، الأحد، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، بحسب ما نقله موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، الذي أوضح، أن اجتماع روما لن يتضمن مفاوضات تفصيلية لكنه سيركز على إستراتيجية للمضي قدمًا.

وكان بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، قد ذكر أنه سيرسل وفدًا إلى محادثات جديدة من المقرر عقدها في العاصمة الإيطالية روما، غدًا الأحد، لبحث وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، مضيفًا أنه يعتقد أن هناك بعض التقدم في المحادثات بسبب الضغط العسكري، لكنه استدرك قائلًا:"الوقت سيظهر ما إذا كنا قريبين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".

وفي هذا الإطار، ذكرت "القاهرة الإخبارية" عن مصدر رفيع، أن هناك اجتماعًا رباعيًا يجمع المسئولين المصريين ونظرائهم الأمريكيين والقطريين بحضور رئيس المخابرات الإسرائيلية فى روما، يوم الأحد، وذلك في إطار استمرار جهود الوسطاء للوصول لاتفاق هدنة بقطاع غزة.

وأكدت مصر لكافة الأطراف المشاركة فى اجتماع روما تمسكها بضرورة الوصول لصيغة تقضى بضمان حرية حركة المواطنين بغزة، والانسحاب الكامل من منفذ رفح، بحسب المصدر.

 عرقلة الإتفاق

وبرغم من التصريحات الأمريكية التي تشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق، إلا أن موقع "أكسيوس" نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن نتنياهو غير مستعد للتحرك من أجل التوصل إلى اتفاق، وبالتالي "فإننا قد نكون متجهين نحو أزمة في المفاوضات"، وهو تصريح تكرر أيضا عبر وسائل إعلام إسرائيلية عدة.

وذكر المسؤول، أن نتنياهو ناقش مطالبه الجديدة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال لقائهما في البيت الأبيض الخميس، وتعهد بإرسال مقترحًا محدثًا للصفقة خلال يومين إلى الوسطاء لتسليمه إلى حركة حماس.

وكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن رئيس الشاباك ومسؤول ملف الأسرى يرفضان المشاركة بمفاوضات الأحد، موضحة أن رئيس الموساد سيلتقي الوسطاء منفردًا، ونقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي مشارك في المفاوضات قوله:"إن نتنياهو يتصرف كمن تخلى عن المختطفين".

في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤول كبير في مفاوضات صفقة التبادل:"أن نتنياهو يقود إلى أزمة في المفاوضات ويغامر بحياة المختطفين".

في غضون ذلك، كشف تقرير لـ"رويترز"، أن إسرائيل تطالب بفحص جميع السكان الذين يعودون إلى شمال قطاع غزة من خلال آلية انعكاسية تقوم بفحصهم، بالإضافة إلى أنها تريد حق النقض على عودة بعض التجمعات السكانية إلى شمال قطاع غزة، خوفًا من تشكيل منظمة دعم لوحدات حماس في المستقبل، مشيرة إلى أن حركة حماس رفضت تلك الشروط.

في الموازة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤول الاتصالات في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن هناك فجوات لا تزال قائمة بين الجانبين، لكن نعتقد أنه يمكن سدها ببعض التنازلات، مضيفًا:"نريد من الجانبين أن يقولا نعم لصفقة الرهائن وهذا يشمل نتنياهو".

وأكد كيربي، على ضرورة أن يتفاوض الطرفين بحسن نية، مشددًا على أن الوقت حان لاستعادة الرهائن وإنهاء الحرب.

من جهتها، تقول حركة حماس، إن نتنياهو من أفشل كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، رغم جهود الوسطاء المتواصلة من الأشقاء في مصر وقطر، ورغم المرونة والإيجابية التي أبدتها.

وحملت نتنياهو المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الموقف، وعن مصير الأسرى في قطاع غزة. 

ومنذ أشهر، تجري مصر وقطر بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تشدد على تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

وفي السادس من مايو الماضي، أكد مجلس الحرب الإسرائيلي مواصلة العمل العسكري في القطاع، رغم قبول حماس مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، الذي صاغته "تل أبيب".