الأحد 28 يوليو 2024

مفاوضات روما.. هل تنجح في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة؟

الحرب على غزة

تحقيقات28-7-2024 | 11:25

محمود غانم

وسط عقبات وضعها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بغية إفشال مسارالمفاوضات، تنطلق جولة جديدة من المفاوضات، اليوم الأحد، في العاصمة الإيطالية روما، بين حركة حماس من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بحضور الوسطاء، لبحث وقف إطلاق النار في غزة.

تعقيد المفاوضات 

يعتزم نتنياهو تقديم شروطًا جديدة للخطوط العريضة للإتفاق مع حركة حماس، اعتبرتها الأصوات في الداخل الإسرائيلي أنها ستعرقل التوصل إلى صفقة.

وقال أحد كبار المفاوضين الإسرائيليين، إن مطالب "نتنياهو" بشأن المباحثات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، تشكل ضربة قاضية للمفاوضات، بحسب ما نقلته صحيفة "هآرتس" العبرية.

وأشار المفاوض، إلى أن نتنياهو يقود عن علم إلى أزمة في المحادثات مع حماس في محاولة لتحسين المواقف، محذرًا من أن ذلك يشكل مخاطرة غير محسوبة على حياة المختطفين.

وأكد على أن الطلب الإسرائيلي الجديد بإنشاء آلية تفتيش أمني في وسط قطاع غزة لمنع مرور المسلحين إلى شمال قطاع غزة، يشكل ضربة قاضية للمفاوضات.

وأضاف: "أن فريق التفاوض أبلغ نتنياهو أنه لن يتم إيجاد آلية في الأسابيع المقبلة من شأنها أن تمنع مرور مسلحين تكون مقبولة لدى حماس"، موضحًا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ستعرف كيفية التعامل مع التحديات الأمنية حتى من دون هذه الآلية.

أما الطلب الآخر الذي طرحه نتنياهو مؤخرًا هو التزام الولايات المتحدة بالسماح لإسرائيل بالعودة إلى القتال في القطاع بعد المرحلة الأولى من الصفقة، إذا لم تنجح المفاوضات الخاصة بالمراحل اللاحقة منها، وفقًا لـ"هآرتس".

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو رفض خلال الأسبوعين الماضيين تقديم رد رسمي مكتوب على الملاحظات التي قدمتها حماس بشأن الخطوط العريضة الأخيرة التي تم طرحها، والمعروفة باسم "صفقة نتنياهو"، مؤكدة على أنه لاجدوى من إرسال الوفد قبل أن ترد إسرائيل على ملاحظات حماس.

مقترح محدث 

وسلمت إسرائيل، أمس السبت، مقترحها المحدث بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة إلى الولايات المتحدة، بحسب ما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر، الذي أشار إلى أنه تضمن مطالب جديدة قد تعقد إبرام الصفقة.

وأوضح "أكسيوس"، أن نتنياهو شدد موقفه بشأن الصفقة، وأضاف مطالب جديدة، مثل إنشاء آلية لمراقبة حركة الأسلحة والمسلحين الفلسطينيين من جنوب غزة إلى الشمال، والحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على الحدود بين غزة ومصر.

وتعليقًا على ذلك، قالت عائلات عدد من الأسرى الإسرائيليين في غزة، إن شروط نتنياهو الجديدة تهدف إلى إفشال صفقة التبادل، وتضع المختطفين في دائرة الخطر.

وأضافت العائلات: "سياسات نتنياهو تؤدي لمقتل المختطفين وأنهم لن يسمحوا له بإجهاض صفقة التبادل"، مؤكدة على أنه يعمل على إفشال صفقة تبادل الأسرى من أجل طموحه السياسي.

من جهة أخر، تظاهر آلاف الإسرائيليين، أمس، في تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس، وإجراء انتخابات مبكرة.

مفاوضات روما 

ومن المقرر، أن يجتمع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، اليوم، في روما، مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والقطريين والمصريين في محاولة لإنهاء صفقة الرهائن في غزة واتفاق وقف إطلاق النار، حسبما كشف مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لموقع أكسيوس.

وتقول حركة حماس، إن نتنياهو من أفشل كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، رغم جهود الوسطاء المتواصلة من الأشقاء في مصر وقطر، ورغم المرونة والإيجابية التي أبدتها.

وحملت نتنياهو المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الموقف، وعن مصير الأسرى في قطاع غزة. 

ومنذ أشهر، تجري مصر وقطر بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تشدد على تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

وفي السادس من مايو الماضي، أكد مجلس الحرب الإسرائيلي مواصلة العمل العسكري في القطاع، رغم قبول حماس مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، الذي صاغته "تل أبيب".