الإثنين 29 يوليو 2024

مجلس كنائس الشرق الأوسط والطائفة الإنجيلية يدينان الاستهزاء بالمقدسات المسيحية بحفل افتتاح الأولمبياد

الأولمبياد

أخبار28-7-2024 | 12:40

دار الهلال

أدان مجلس كنائس الشرق الأوسط ، والطائفة الإنجيلية في مصر، ما تضمنه حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024"، من مشهد يجسد رمزية صورة "العشاء الأخير" بشكل غير لائق ، بما يحمل استهزاء بالمقدسات المسيحية.

وأعربت الطائفة الإنجيلية في مصر، برئاسة الدكتور القس أندريه زكي، عن حزنها العميق إزاء العمل الفني غير اللائق الذي شهدته مراسم افتتاح الأولمبياد والذي احتوى على مشهد يجسد رمزية صورة "العشاء الأخير"، والتي تحمل أهمية كبرى في تاريخ العقيدة والإيمان المسيحيين.

وشدد بيان صادر اليوم الأحد عن الطائفة على أن احتفالات الألعاب الأولمبية يجب أن لا تُستغل أبدًا كمنصة للصراع الديني والثقافي، أو محاولة للإساءة بأي شكل، بل على العكس، عليها أن تقوم بدورها التاريخي في استيعاب وتشجيع الرياضيين من كل أنحاء العالم، واحترام التنوع وتعزيز التفاهم بين الشعوب والأمم والثقافات.

وذكر البيان أن ما حدث في باريس يضرب جذور القيم الأخلاقية التي تسعى لها الروح الرياضية للألعاب الأولمبية، محذرا من أن مثل هذه المواقف قد تفقد اللجنة الأولمبية الدولية هويتها الرياضية المميزة ورسالتها الإنسانية.

وأوضح البيان أن الحفاظ على كرامة الإنسان هو أساس القيم الأخلاقية الأصيلة للأديان، وحرية الفن والإبداع هو المصدر الأساسي لبناء السلام العالمي والتقارب بين البشر، وهذا يتطلب احترامًا دوليًّا من الجميع، واعتبارًا لكل المقدسات والخلفيات الإنسانية المختلفة.

من جانبه، أدان مجلس كنائس الشرق الأوسط ما حدث خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة الفرنسية باريس، والذي شهد استهزاء بالمقدسات المسيحية، وهو الأمر الذي ترفضه كافة الكنائس بمنطقة الشرق الأوسط.

وذكر المجلس، في بيان اليوم، "بكثير من المحبة الممزوجة بالاستغراب والاستهجان، شاهدنا ما جرى خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في فرنسا، من الاستهزاء بسر الأسرار في المسيحية، وبما هو مقدس لدى مليارات الناس حول العالم".

وأضاف: "أن الحرية والتنوع والإبداع لا تتماشى مع إهانة معتقدات الغير، ولا مع السخرية منها، بأساليب لا تمتّ إلى الرقي الإنساني بِصِلة، لقد كانت المسيحية هي السباقة في صون الحريات، وحماية التنوع، والحفاظ على كرامة الإنسان وحقوقه، لذلك لا نقبل تعريضها للامتهان من بعض الجماعات".

وتابع البيان: "إذا كان الاحترام والصداقة هما قيمتان أساسيتان في ثقافة الألعاب الأولمبية، فكيف تقبل اللجنة الأولمبية أن تَنقُض قيمها؟"، مشددا على أن الحرية مسؤولية كبرى في تاريخ الإنسانية، ولا بد لمن يمارسها أن يشعر بمسؤولية احترام الغير ومعتقداته، والدخول في حوار معه، كما أن السخرية من معتقدات الغير تكشف عن نزعة دفينة نحو قمعه، قد تقود الذي يقوم بها إلى ممارسات لا تقبلها قيم الديمقراطية.

وشدد على "أن ما جرى إنما يدل على جهل تام لمفهومي الحرية والكرامة الإنسانية، وهذا أمر مقلق جدا بالنسبة إلى مستقبل الإنسانية، لأن استغلال منبر عالمي بهذا الأسلوب، إنما يعني الانحدار بالتلاقي الإنساني الحضاري العالمي إلى أدنى مستوى في العلاقات الإنسانية، وتاليا إلى انتفاء القبول بالتنوع في الحياة الاجتماعية مما يفضي إلى بروز النزعة الإلغائية والإقصائية تجاه الآخر".

وأشار البيان إلى "أن المسيحية ألهمت عبر تاريخها، التطور الإنساني في مجالات العلوم والثقافة والفنون، وهي مستمرة في رسالتها هذه إلى منتهى الدهر، و"أبواب الجحيم لن تقوى عليها"، مشددا على أن احترام حريات الغير، وصيانة كرامته الإنسانية، وبناء علاقات سليمة بين البشر، تفترض الرجوع عن الخطأ، وتقديم الاعتذار العلني والصريح لمن جرحت مشاعرهم وتم الاستهزاء بمقدساتهم حول العالم.