الأحد 28 يوليو 2024

بعد الهجوم على مجدل شمس.. قادة الاحتلال لـ حزب الله: ستدفعون ثمنًا باهظًا

هجوم مجدل شمس

تحقيقات28-7-2024 | 13:09

محمود غانم

تتلاحق التطورات ما بين حزب الله اللبناني من جهة، وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، على الجبة الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، عقب الهجوم على ملعب كرة قدم بمجدل شمس في الجولان، ما أسفر عن مقتل 12 إسرائيليًا، فضلًا عن إصابة نحو 40 آخرين.

ووجهت إسرائيل إصبع الاتهام تجاه حزب الله، الذي أكد بدوره عدم ضلوعه في الهجوم على مجدل شمس، نافيًا بشكل قطعي كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص.

وأبلغ الحزب، الأمم المتحدة أن حادث مجدل شمس سببه سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي، بحسب ما ذكره موقع أكسيسوس عن مسؤول أميركي.

ودفع الهجوم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تعجيل عودته من واشنطن إلى تل أبيب، بعد أن كان من المفترض عودته مساء الأحد.

وعقب الهجوم على مجدل شمس، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات كثيفة على عدة مناطق جنوب وشرق لبنان، مخلفًا عدد من الجرحى، وأضرار مادية كبيرة.

وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فإن الطيران الإسرائيلي شن بُعيد منتصف الليل وحتى قرابة الفجر، عددًا من الغارات المتتالية على أطراف العباسية وطيردبا وطورا في قضاء صور، مستهدفًا منطقة مفتوحة، دون أن تؤدي إلى إصابات.

وفي الوقت نفسه، شن غارة على منزل في بلدة برج الشمالي ما أدى إلى سقوط جرحى من السكان، وأضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية والمنازل المحيطة بالمكان المستهدف، وفق المصدر ذاته، الذي بين أن الطيران شن غارات أيضًا على بلدة طيرحرفا، ما أدى إلى أضرار جسيمة بالممتلكات والمزروعات.

في غضون ذلك، ذكر موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "إدارة الرئيس جو بايدن قلقة جدًا من أن يؤدي هجوم مجدل شمس لاندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله".

وأكد أحد المسؤولين لـ"أكسيوس"، أن الهجوم على مجدل شمس قد يكون الشرارة التي كنا نخشاها ونحاول تجنبها منذ 10 أشهر.

التوجه نحو التصعيد

وتوعد نتنياهو حزب الله اللبناني بأنه سيدفع ثمنًا باهظًا لم يدفعه من قبل بعد الحادث، وأبلغ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، أن تل أبيب لن تضيف الهجوم على مجدل شمس إلى جدول الأعمال، في إشارة إلى أنها لن تتعامل معه كحدث عابر.  

فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يؤاف جالانت، إن حزب الله هو المسؤول عن إطلاق الصاروخ تجاه بلدة مجدل شمس الدرزية، متعهدًا بأنه "سيدفع الثمن".

وأضاف -خلال تفقده ساحة سقوط الصاروخ مخاطبًا أهل البلدة-: "ما حدث هنا مأساة رهيبة، وأريدكم أن تعرفوا أن الجيش ودولة إسرائيل، الجميع معكم".

بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الذي زار مجدل شمس في وقت سابق صباح الأحد: "نعرف بالضبط من أين أطلق الصاروخ"، مدعيًا أن هذا صاروخ من صواريخ حزب الله، مضيفًا:" من يطلق مثل هذا الصاروخ على منطقة مبنية يريد قتل المدنيين ويريد قتل الأطفال".

في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن "الحكومة اللبنانية تدين أعمال العنف ضد المدنيين وتدعو لوقف فوري للأعمال العدائية على كل الجبهات"، مضيفًا أن استهداف المدنيين يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية.

في حين قال وليد جنبلاط، الزعيم الدرزي اللبناني: "في ضوء بيان حزب الله الذي ينفي علاقة المقاومة الإسلامية بما حصل في مجدل شمس، فإننا نشدد التحذير والتنبيه مما يعمل عليه العدو الإسرائيلي منذ زمن بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوناتها".

 وأضاف: "أسقطنا هذا المشروع في السابق، وإذ يطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد إلى جانب المقاومة وكل المقاومين الذين يواجهون الإجرام والاحتلال الإسرائيلي".

أمميًا، حذرت بعثتا الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام "يونيفيل" في لبنان، من اشتعال صراع أوسع بين إسرائيل وحزب الله قد يغرق المنطقة في كارثة، على خلفية هجوم مجدل شمس.

وطالبا الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووضع حد للتبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار، الذي قد يشعل صراعًا أوسع نطاقًا من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها.

وفي أعقاب عملية طوفان التي شنتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، تشهد الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية -ما يعرف بالجبهة الشمالية- مناوشات شبه يومية بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهه وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، تتزايد وتيرتها يومًا تلو الآخر.

فمن ناحية ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات اغتيال ميدانية لقادة من الحزب اللبناني، إلى جانب شن عشرات الغارات على الأراضي اللبنانية، ومن الناحية الأخرى، يرد الحزب والفصائل بقصف بلدات الشمال الإسرائيلي.

ويقول الحزب اللبناني إنه يؤازر المقاومة الفلسطينية ضد آلة الحرب الإسرائيلية، ويرهن وقف هجماته بوقف الحرب على غزة.

وبفعل المواجهات، نزح أكثر من 62 ألف إسرائيلي من المستوطنات بالقرب من الحدود اللبنانية، في حين نزح 90 ألف لبناني من المناطق الحدودية، فضلاً عن سقوط مئات القتلى، جلهم من الجانب اللبناني.