الإثنين 29 يوليو 2024

لبنان ساحة للصراع.. تحذيرات مصرية من خطورة التصعيد واتساع رقعة الصراع في المنطقة

أحداث مجدل شمس

تحقيقات29-7-2024 | 16:21

باتت لبنان بؤرة جديدة للصراع في المنطقة، مهددة بالاشتعال، في ظل التصعيد المستمر بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، وخاصة بعد واقعة مجدل شمس التي وقعت صباح أمس الأحد، لينضم إلى بؤر مشتعلة في المنطقة التي تشهد تصاعدا في الأحداث منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، فطال أنحاء اليمن والبحر الأحمر والعراق وسوريا، مما يهدد بتوسع رقعة الصراع في المنطقة.

وفي تحذير جديد لها، حذرت جمهورية مصر العربية من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها قرية "مجدل شمس" بالجولان السوري المُحتل، بما قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.

وأكدت مصر، في بيان أصدرته وزارة الخارجية، أهمية دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب، كما تُناشد القوى المؤثرة في المجتمع الدولي التدخُل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، والتي قد تُشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، مجددة التحذير من مخاطر استمرار إسرائيل في حربها ضد قطاع غزة، مُطالبةً بضرورة التوصل لوقف فوري وشامل لإطلاق النار يُنهي المُعاناة الإنسانية في قطاع غزة في أسرع وقت، وتمكين المجتمع الدولي من احتواء تداعيات الأزمة السلبية على الشعب الفلسطيني الشقيق وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة.

مخاطر توسع رقعة الصراع

وأكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن مسرح العمليات في المنطقة توسع جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، فطال أنحاء لبنان كما أصبح مفتوحا في سوريا العراق والبحر الأحمر نتيجة الضربات الحوثية، مما يؤدي لاتساع عالي للصراع في المنطقة، مضيفا أن تبادل الضربات بين لبنان وإسرائيل يدفع ثمنه المدنيين، وهو ما اتضح من عدد الشهداء الضخم من المدنيين في مسارح العمليات الخمسة وهي غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن أو البحر الأحمر.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن التصعيد في لبنان خطر، في ظل امتلاك حزب الله لترسانة من الصواريخ الكبيرة والطائرات بدون طيار، وفي الوقت نفسه يواجه الشعب اللبناني صعوبات اقتصادية شديدة وسياسية، فالوضع لا يحتمل، مؤكدا أن امتداد التصعيد إلى البعد البري العسكري، سيجعل الصراع يمتد إلى الأرض وشرق البحر المتوسط وهو ما سيؤدي لمردود سيء على لبنان وإسرائيل والمنطقة ككل.

وأشار إلى أن أي اضطراب في شرق المتوسط سيؤدي لارتفاع تكلفة التأمين على سلاسل الإمداد والنقل البحري والنقل الجوي أيضا، حيث أن بعض الخطوط وشركات الطيران المدينة ألغت رحلاتها إلى لبنان اليوم، وهو ما سيزيد المشكلة الاقتصادية للبنان، لأن عزل الدولة عن العالم وصعوبة الوصول بإمكانيات بحرية أو جوية إليها سيجعل سلاسل الإمداد ترتفع تكلفتها على لبنان والمنطقة كلها.

وشدد الحلبي على أن هذا التوسع في الصراع، حذرت منه مصر منذ بداية الحرب على غزة، وكانت تحاول جاهدة إن الصراع لا يتوسع، وفشلت الولايات المتحدة الأمريكية في الضغط على إسرائيل، لأن الحكومة الإسرائيلية ترغب في التوسع، مشيرا إلى أن فشل واشنطن في الضغط على إسرائيل ورغبة الاحتلال في توسيع نطاق الحرب في ظل الحكومة الاسرائيلية الحالية هو أمر له تداعيات خطيرة.

ولفت إلى أن الدور المصري حذر من قبل من هذا التصعيد، وتعمل الجهود المصرية على إحياء الأمل في المفاوضات باستمرار برغم الصعوبات، فكلما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود يعمل الجانب المصري على إحيائها، وهذه نقطة قوة، فتعمل على استمرار تكرار المحاولة في إحياء المفاوضات لأن ذلك هو الحل الوحيد، في ظل عدم قدرة أحد على حسم الصراع عسكريا، لا إسرائيل قادرة تحسم الصراع عسكريا لا في غزة ولا في لبنان ولا في البحر الأحمر.

وأكد أن عدم القدرة على حسم الصراع العسكري تجعله يمتد لفترات طويلة، والحل الوحيد هو الوصول بالمفاوضات إلى حل سلمي، والدور المصري واضح للغاية في هذا الأمر، إلا أن بقية الدول لا تملك أي تأثير في هذا الأمر، وخاصة الجانب الأمريكي فعندما اقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن رؤيته لوقف إطلاق النار لم تمتثل إسرائيل للمقترح، مشيرا إلى أن أوراق الضغط الدولية على إسرائيل تكاد تكون منعدمة.

ولفت إلى أن امتداد الصراع إلى البحر الأحمر جعل تكلفة النقل البحري عالية وهو ما أثر على العالم كله، وامتداد الصراع مرة أخرى ليشمل شرق المتوسط، سيؤدي لنفس التداعيات بارتفاع تكلفة سلاسل الإمداد والأسعار في العالم ويهدد أرواح المدنيين، مشيرا إلى أن وقف هذا السيناريو يتطلب تضافر جهود عالمية ودولية في الضغط على إسرائيل وخاصة من الجانب الأمريكي، إلا أن الانتخابات الرئاسية المرتقبة تجعل أولوية كلا المرشحين الحاليين كامالا هاريس ودونالد ترامب في التركيز على ما يهم المواطن الأمريكي وهو الأزمات الداخلية والتضخم والإجهاض وفرص العمل وغير ذلك من الشئون الداخلية دون التركيز على ملفات السياسة الخارجية والصراع في العالم.

وحذر من تداعيات استمرار الصراع للفترة المقبلة لأن ذلك سيكون على حساب المدنيين من الضحايا، لأن الحرب على غزة وتبعاتها خسائرها من المدنيين أكبر بكثير من العسكريين أو الجيوش النظامية.

الاكثر قراءة