مدن الجيل الرابع هي المدن التي تُبنى وتُصمم باستخدام أحدث التقنيات والمفاهيم لتلبية احتياجات العصر الحديث، هذه المدن تعتمد على التكنولوجيا الذكية والابتكار لتحسين جودة الحياة، وتعزيز الاستدامة، وزيادة الكفاءة، كما أنها مصممة على طراز معماري يعتمد على التخطيط السليم واستخدام الطاقة الحديثة، ووسائل التكنولوجيا، ويخلو من العشوائية، وذلك وفقا لما أوضحته وزارة الإسكان.

في السطور التالية، تعرض لكم بوابة "دار الهلال" تحليلات وآراء خبراء الاقتصاد والسياحة لتوضيح كيفية تعزيز مدن الجيل الرابع للتنمية الاقتصادية على المدى الطويل، بالإضافة إلى استعراض أهداف هذه المدن وتعريفها في مصر.

مدن الجيل الرابع ضرورية لاحتواء الفائض السكاني

في هذا السياق، قال الدكتور محمد الشوادفي، أستاذ الاستثمار وإدارة الأعمال، إن استراتيجية إنشاء المدن الجديدة أصبحت ضرورية بسبب الزيادة السكانية والتحديات المتعلقة بالمساحة السكانية في مصر، مشيرا إلى أن الدراسات السكانية تؤكد وجود فائض سكاني يتجاوز 70 مليون نسمة مقارنة بسنة 1980، مما يبرز الحاجة إلى بناء مدن جديدة وتوسعات سكانية لاحتواء هذا الفائض.

وأضاف أستاذ الاستثمار في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال، أنه لإنشاء مدن الجيل الرابع يجب توافر بنية تحتية متطورة وشبكة طرق حديثة، بالإضافة إلى مراعاة الطابع العصري والمعاصر في تصميم المدن، وأكد على ضرورة أن تكون هذه المدن جاذبة للسكان والمستثمرين، وأن تشمل روافد صناعية وإنتاجية لخلق فرص عمل، بالإضافة إلى توفير خدمات صحية وتعليمية.

أوضح أستاذ إدارة الأعمال أن مصر أنشأت أكثر من 14 مدينة جديدة في مختلف أنحاء البلاد، ومن أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، فقد تم تصميم العاصمة الإدارية الجديدة لتكون المركز الاستراتيجي للمال والأعمال في منطقة الشرق الأوسط ومركزاً للخدمات الإدارية للحكومة المصرية، خاصة بعد نقل الوزارات إليها.

وأضاف الشوادفي أن مدينة العلمين الجديدة تركز على السياحة وجذب الاستثمارات، مشيراً إلى أن الهدف من هذه المدن على المدى البعيد، هو أن تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام عبر جذب الاستثمارات، وتعزيز الإنتاجية، وزيادة معدل الناتج الإجمالي إلى ما بين 5.5% إلى 6%، وتحقيق نمو اقتصادي يتجاوز 5%، كما أن هذه المدن تسهم في حل مشاكل الاقتصاد الكلي مثل توفير النقد الأجنبي وتعزيز السياحة، مما يساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي الوطني وتطوير الاقتصاد المحلي.

مدن الجيل الرابع قادرة على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية

وقال رمزي الجرم، الخبيرالاقتصادي والمصرفي، إن الهدف من إنشاء مدن الجيل الرابع في مصر كان نقل الكتل السكانية إليها لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة، بالإضافة إلى تقليل الهجرة الداخلية من القرى والمحافظات إلى القاهرة والمدن الكبرى والتخفيف من التكدس على الخدمات، موضحا أن هذه المدن تساهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة مستويات التوظيف على المدى القصير والمتوسط.

وأضاف الجرم في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال، أن المدن الجديدة توفر سكنًا لكافة فئات المجتمع، مما يعزز التنمية الاجتماعية المستدامة، كما تسهم هذه المدن في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وضخ العملات الأجنبية في الاقتصاد، وبدأت العوائد الاقتصادية لهذه المدن تظهر، لاسيما في مدينة العلمين الجديدة.

وأكد الخبير الاقتصادي على قدرة مدن الجيل الرابع على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وجذب انتباه العالم، ونجاح هذه المدن في تحقيق هدفها المتمثل في التحول إلى مراكز عالمية لريادة الأعمال، فمدينة العلمين، على سبيل المثال، أصبحت تمثل بوابة مصر لأفريقيا لجذب الاستثمارات الأجنبية، ولديها القدرة على جذب أكثر من مليون سائح إلى مصر خلال شهر واحد فقط.

مدن الجيل الرابع ذات أهمية في مجال الاستثمار السياحي العقاري

وقال الدكتور حسام هزاع، الخبير السياحي وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن مدن الجيل الرابع الجديدة تعتبر ذات أهمية كبيرة في مجال الاستثمار السياحي العقاري، على سبيل المثال، مدينة العلمين تحتوي حالياً على حوالي 4000 غرفة فندقية، ولكن لجذب عدد أكبر من السياح، يتطلب الأمر زيادة عدد الغرف إلى ما بين 25 و30 ألف غرفة، هذا التوسع سيمكن مدينة العلمين من استقطاب حوالي 3 ملايين سائح خلال 10 أشهر، إذا تم تعزيز الطاقة الفندقية.

وأوضح الخبير السياحي في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال، أن مشاريع رأس الحكمة وساوث ميد أبرزت السياحة في الساحل الشمالي وعلى مستوى مصر ككل، بالإضافة إلى ذلك، كان مهرجان العلمين الجديدة في نسخته الأولى له تأثير كبير على السياحة الوافدة من السوق العربية والمصريين، مما ساهم في تسليط الضوء على مصر وزيادة جاذبية المدينة للسياح بفضل موقعها المميز على البحر المتوسط.

مدن الجيل الرابع في مصر

وبحسب بيانات هيئة المجتمعات العمرانية، فإن مدن الجيل الرابع في مصر هي:

مدينة العلمين الجديدة.

العاصمة الإدارية الجديدة.

مدينة النوبارية الجديدة.

مدينة حدائق العاصمة.

مدينة السلام شرق بورسعيد.

امتداد مدينة الشيخ زايد.

مدينة ناصر غرب أسيوط.

مدينة توشكى الجديدة.

مدينة أسوان الجديدة.

مدينة 6 أكتوبر الجديدة.

حدائق أكتوبر.

مدينة العبور الجديدة.

مدينة ملوي الجديدة.

مدينة الفشن الجديدة.

مدينة رشيد الجديدة.

منطقة غرب كارفور في الإسكندرية الجديدة.

مدينة سفنكس الجديدة.

مدينة الأقصر الجديدة.

مدينة بني سويف الجديدة.

مدينة أسيوط الجديدة.

مدينة طيبة الجديدة.

مدينة سوهاج الجديدة.

مدينة أخميم الجديدة.

مدينة الفيوم الجديد.

مدينة السويس الجديدة.

الهدف من إنشاء مدن الجيل الرابع

• خلق مراكز حضارية جديدة تحقق الاستقرار الاجتماعي والرخاء الاقتصادي.
• إعادة توزيع السكان بعيداً عن الشريط الضيق لوادي النيل، وإقامة مناطق جذب مستحدثة خارج نطاق المدن والقرى القائمة، بالإضافة إلى مد محاور العمران إلى الصحراء والمناطق النائية.
• تستهدف الدولة من خلالها تطبيق معايير استدامة الطاقة وتدوير المخلفات لتصبح مدنا خضراء، يتعدى نصيب الفرد فيها من المسطحات الخضراء والمفتوحة 15 مترا مربعا. –
• المدن الجديدة من المقرر أن تكون مدن ذكية يقدم بها جميع الخدمات إلكترونيا وتغطيها شبكة المعلومات العالمية؛ بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية التنمية المستدامة 2052 وستصبح هذه المدن مركزا لريادة المال والأعمال على المستوى القومي والإقليمي، وتؤدى جميع الخدمات الحكومية لقاطنيها ومحيطها العمران بشكل بسيط وحضاري.