الأربعاء 7 اغسطس 2024

إبداعات الهلال.. «الغائبون» قصة قصيرة لـ مريم صموئيل

مريم صموئيل

ثقافة31-7-2024 | 12:31

دار الهلال

تنشر بوابة دار الهلال، ضمن باب "إبداعات" قصة قصيرة بعنوان "الغائبون" للكاتبة مريم صموئيل، وذلك إيمانا من المؤسسة بقيمة الأدب والثقافة ولدعم المواهب الأدبية الشابة وفتح نافذة حرة أمامهم لنشر إبداعاتهم.

نص القصة:

في إحدى القرى البعيدة عن زحام المدن، حيث ينام الناس مع آخر ضوء للشمس ويبقى فقط العاشقين والوحيدين، هناك في آخر بيت بجوار الترعة، في تلك الغرفة تحديدًا تجلس "سمر" على الأرض تفرك بأطراف أناملها بردي الحصير، تتذكر كيف كانت الأصوات في هذا البيت، كيف كانت ضحكاتها تحسدها عليها جاراتها.. تذكرت صديقة طفولتها فراحت تبكي وتضع يدها على فمها كي لا يسمعها أحد، تبكي كأنها تُرثي المفقودين كلهم، تنظر إلى صورة أبيها الراحل وتشكو إليه قسوة الأهل من بعده وغدر الأيام وكل ما اضطرت إلى مُقاساته بعد رحيله

وبينما هي تنتحب إذ سمعت صوتًا يقترب من غرفتها، فجمعت رباط جأشها ومسحت دموعها وعندما رأت جدتها بادرتها بالقول :

- "أرجوكِ يا جدتي لا تنيري الغرفة"

فأتى صوت جدتها دافئًا عميقًا

= "حسنًا يا بنيتي"

وجلست بجانبها تربت على كتفها وتضع شعراتها النافرة خلف أذنها وتقول:

= "كفاكِ بكاءً ياجميلتي، كل شيء سيغدو أفضل، فقط اصبري"...

فتجيبها:

- "كيف؟ لقد انطفأ قلبي، لم يُعد بي شغفٌ لشيء... أنا وحيدة تمامًا، كلما اقتربت من أحد يغادرني، أشعر كما لو أنها لعنة عليّ أن أظل وحدي، وكأنني أبرمت عقدًا مع الموت ألا أكون إلا له فكلما اقترب مني أحدهم أخذه الموت حتى صرت أخاف على من يريد الاقتراب مني... أتعلمين يا جدتي ماذا قال لي الطبيب في أخر زيارة له؟

....

جدتي... جدتي أين أنتِ؟

بدأت تنظر حولها بجنون ولكن لم تجد أحدٌ في الغرفة، فتذكرت أن جدتها توفت منذ عامين... فعادت تبكي ولكن هذه المرة لم تستطع أن تكتم صوت نحيبها...

(احتوي مشاعرك جيدًا إذا اشتد البرد حولك)