على مدار نحو ثلاثة عقود أو يزيد منذ تأسيس حركة حماس عام 1987، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من قادتها بالاغتيال، كان آخرهم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، الذي اغتيل في مقر إقامته في طهران، في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء.
ومن أبرز قادة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل، خلال السنوات الماضية، يأتي زعيم حماس ومؤسسها الشيخ أحمد ياسين، وكذلك القيادي عبد العزيز الرنتيسي، وكذلك صلاح شحادة مؤسس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، ويحيى عياش المهندس العسكري وأحد قادة القسام، وصالح الجعبري، فضلا عن عدد من القادة الذين اغتالهم الاحتلال بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.
إلا أن عمليات الاغتيال كان هنية دائما ما يصفها هنية بأنها لن تثني الحركة عن مقاومة الاحتلال، ففي تصريحات له بعد اغتيال صالح العاروري، القيادي في الحركة، أكد هنية "إن حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبداً".
وفي آخر حديث له قبل ساعات من اغتياله، أكد هنية أن القدس في القلب وهي محور الصراع مع الكيان الصهيوني، موضحًا أن الحضارات الزائفة التي قامت على احتلال أراضي الغير ستنتهي لا محالة.
اغتيال إسماعيل هنية
واغتيل إسماعيل في غارة إسرائيلية على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، عقب مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، حيث أدت الغارة الإسرائيلية لاستشهاده وأحد مرافقيه.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إن اغتيال هنية وقع حوالي الثانية من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، أي نحو (التاسعة والنصف بتوقيت جرينتش مساء الثلاثاء)، مشيرة إلى أنه كان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين بطهران.
فيما ستقيم طهران مراسم تشييع رسمي وشعبي لإسماعيل هنية، غدا الخميس، قبل نقل الجثمان إلى الدوحة، حسبما أعلنت حركة حماس، ومن المقرر أن يواري جثمان إسماعيل هنية الثرى في العاصمة القطرية الدوحة بقطر بعد صلاة الجمعة وبمشاركة جماهيرية كبيرة.
الشيخ أحمد ياسين
القائد الأبرز والمؤسس لحركة حماس، الذي كرس حياته لبناء جيل جديد من المقاومة برغم إصابته بالشلل إثر حادث تعرض له في مرحلة الشباب، الشيخ أحمد ياسين، الذي ولد في 1938 حين كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وبعدها كرّس حياته للدراسات الإسلامية، وأسس حماس ثم ألقى الاحتلال الإسرائيلي القبض عليه عام 1989، وصدر بحقه حكما بالسجن مدى الحياة، حتى أُطلق سراحه عام 1997، في عملية تبادل للأسرى، حيث أفرج عنه الاحتلال مقابل إطلاق سراح عميلين إسرائيليين كانا قد حاولا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل حينها في العاصمة الأردنية عمان.
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ظل يستهدفه، فتعرض لمحاولة اغتيال في 6 سبتمبر 2003، حين استهدفت مروحيات الاحتلال شقة سكنية في غزة كان يوجد بها برفقة هنية، وأصيب خلالها بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن، وفي المرة التالية تمكن الاحتلال من اغتياله وكان ذلك في 22 مارس 2004، إثر إطلاق مروحيات 3 صواريخ عليه وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
عبد العزيز الرنتيسي
والقائد الأبرز لحماس بعد الشيخ أحمد ياسين، كام عبد العزيز الرنتيسي، وهو من مؤسسي حماس وتولى قيادة الحركة في أعقاب اغتيال الشيخ ياسين، حيث تولى مناصب عدة مثل عضوية الهيئة الإدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني، وتعرض للاعتقال لفترات متباينة بسبب أنشطته المناهضة للاحتلال، وأبعد مع عدد من القادة من حماس من بينهم إسماعيل هنية إلى مرج الزهور جنوبي لبنان عام 1992، وما أن عاد إلى غزة مرة أخرى عام 1993، حتى ألقي القبض عليه، وظل قيد الاعتقال حتى 1997.
وتعرض لمحاولة اغتيال، كانت إحداها في يونيو 2003، عندما أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخًا على سيارة كان يستقلها في قطاع غزة، لكنه أصيب بجروح، ثم كانت المرة التالية بعد أقل من شهر من توليه قيادة حماس، حيث استهدفت في 17 أبريل 2004، مروحية إسرائيلية بصاروخ على سيارته بمدينة غزة أودى بحياته.
صلاح شحادة
كان صلاح شحادة أحد قادة الجناح العسكري لحماس، حيث ولد في فبراير 1952 بمخيم الشاطئ في قطاع غزة، ودرس في مصر، ثم عاد للقطاع بعد حصوله على درجة البكالوريوس، ويوصف بأنه المؤسس الفعلي لكتائب القسام، حيث أسس في 1984، قبل ثلاث سنوات من إعلان تأسيس حماس، جهازا عسكريا باسم "المجاهدون الفلسطينيون"، والذي كان يقوم بعمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ثم تحول التنظيم إلى كتائب عز الدين القسام في 1991، وكان شحادة قائده، واعتقلته إسرائيل من 1988 إلى 2000، وبعدها في يوليو 2002، استهدفته غارة إسرائيلية في منزله بحي الدرج شرقي مدينة غزة؛ ما أدى إلى اغتياله و18 شخصا بينهم زوجته ومرافقه القيادي في كتائب القسام زاهر نصار.
رائد العطار
كان رائد العطار، عضو المجلس العسكري لكتائب القسام، وأحد مؤسسيها، من بين أبرز المطلوبين للاغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهو الذي وصفه جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" بأنه أحد أقوى قادة القسام، والمسؤول عن منطقة رفح عسكريا بكاملها، وكان الاحتلال يعتبره مسؤولًا عن بناء منظومة أنفاق حماس تحت الأرض، حيث انضم لصفوف كتائب القسام عام 1994،
وحلمه الاحتلال مسؤولية عدد من العمليات التي نفذتها القسام، من بينها الهجوم في منطقة كرم أبو سالم عام 2006، والذي قُتل فيه جنديين إسرائيليين وأسر الجندي جلعاد شاليط، كذلك مسؤولية قتل الضابط في جيشها هدار غولدن خلال حربها على غزة في 2014 والاحتفاظ بجثته.
وتم اغتياله في غارة جوية استهدفت منزلًا بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة في 21 أغسطس 2014.
أحمد الجعبري
كان أحمد الجعبري، المولود في قطاع غزة عام 1960، أحد قادة حماس، حيث تعرّف في السجن على مؤسسها الشيخ أحمد ياسين، فتوطدت علاقته بقادة الحركة، ثم انضم إليها بعد خروجه من السجن عام 1995، وكان ثالث قادة المجلس العسكري لكتائب القسام، إلى جانب محمد الضيف وصلاح شحادة.
وأصبح القائد الفعلي لكتائب القسام، بعد إصابة القائد محمد الضيف في محاولة اغتيال نفذتها إسرائيل عام 2003، ووصفه قادة الاحتلال بأنه "رئيس أركان حماس" و"الرقم الصعب"، كما أشرف على عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي شاليط عام 2011، واغتيل في نوفمبر 2012، في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي بمدينة غزة.
يحيى عياش
كان يحيى عياش، المهندس الأبرز في العمليات العسكرية للاحتلال، حيث كان أحد قادة كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، وانضم إلى المقاومة خلال الانتفاضة الأولى، كما خطط للعديد من العمليات الاستشهادية التي خلفت قتلى إسرائيليين، حتى اغتاله جهاز الشاباك الإسرائيلي يوم الجمعة 5 يناير 1996، وذلك بمساعدة عميل، بعد أن وضع الاحتلال مواد متفجرة في جهاز هاتف محمول كان يتواصل منه عياش مع والده، وأثناء المكالمة تم تفجيره عن بعد من طائرة إسرائيلية.
نزار ريان
كان ريان أحد كبار القادة السياسيين والعسكريين في حماس، حيث شغل عضوية المكتب السياسي لحماس لدورات متتالية، ولعب دورا في قيادة حملة شعبية منظمة بهدف منع استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمنازل الفلسطينية بالصواريخ عبر تشكيل دروع بشرية، فكانوا يصعدون إلى أسطح البنايات المهددة بالقصف مع ترديد التكبيرات.
وتعرض للاغتيال من قبل الاحتلال بقصف منزله في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وكان ذلك خلال حرب الرصاص المصبوب، التي استهدفت غزة، مطلع يناير 2009.
صالح العاروري
كان صالح العاروري، بمثابة الرجل الثاني في حماس، واغتيل في 2 يناير الماضي، في هجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف مبنى يضم مكتبا لحماس في العاصمة اللبنانية بيروت.
ولد العاروري عام 1966 في بلدة عارورة قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وكان من مؤسسي كتائب عز الدين القسام، وقضى نحو 18 عاما في السجون الإسرائيلية، حيث قاد العمل الطلابي الإسلامي في جامعة الخليل منذ 1985 حتى اعتقاله عام 1992، وفي 2014، اتهمته تل أبيب بالتخطيط لخطف وقتل 3 إسرائيليين في الضفة الغربية، وفي 2017 انتخب نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة، وأعيد انتخابه للمنصب مرة أخرى في 31 يوليو 2021، وتولى رئاسة الحركة في الضفة الغربية.
أيمن نوفل
ومن قادة حماس الذين اغتالهم الاحتلال بعد عملية طوفان الأقصى، كان أيمن نوفل، حيث كان المطلوب الرابع على قائمة الاحتلال المطلوبين للاغتيال من قادة حماس، والذي كان أحد أبرز القادة الأمنيين والاستخباريين في الحركة حماس، حيث كان من الرعيل الأول في كتائب القسام، وممَن قادوا العمل العسكري إبان انتفاضتي الأقصى الأولى والثانية 1987 و2000.
كما كان قائدا لجهاز الاستخبارات في كتائب القسام لسنوات، قبل توليه قيادة العمليات العسكرية فيها، فضلا عن كونه عضوا في المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء المحافظة الوسطى، واغتاله الاحتلال الإسرائيلي في 17 أكتوبر 2023 بغارة جوية إسرائيلية استهدفته في مخيم البريج وسط قطاع غزة.