الخميس 1 اغسطس 2024

علم التشفير.. كلمة السر في الحرب العالمية الثانية

آله إنجما الألمانية

ثقافة1-8-2024 | 03:08

إسلام علي

يعد "علم التشفير" أحد أهم التقنيات المستخدمة في الحرب العالمية الثانية، حيث لعب دورا حاسما في تحقيق النصر للحلفاء على دول المحور، فكانت عملية تشفير المعلومات العسكرية التي تنتقل عبر القنوات الدبلوماسية أو بين العسكريين أمرا حيويا لتوجيه القوات وتحقيق الانتصارات الحاسمة في المعارك.

نظم كل من دول الحلفاء والمحور اتصالاتهم المشفرة والتي تنقل المعلومات الحساسة عن نقاط ارتكاز الأسلحة والقوات الخاصة بالطرف الأخر وكانت من أهم أشكال التواصل في هذه الحقبة هي الإتصالات اللاسلكية، ولكن في بعض الأوقات كان يمكن اعتراض هذه الرسائل.

طورت جميع القوى الكبرى الآت المعقدة لأجل تشفير المعلومات وكان من أهمها: آله إنجما الألمانية وجهاز سيجابا الأمريكي، وتمكن الحلفاء من فك شفرات إنجما بفضل جهود علماء الرياضيات البولنديين والبريطانيين.
 

بينما ساعدت أيضا المعلومات التي تم استخلاصها من جهاز إنجما الألماني والتي عرفت باسم "ألترا" الحلفاء في قراءة الرسائل الدبلوماسية المشفرة خاصة الرسائل اليابانية، بحيث تمكنت البحرية الأمريكية في تحقيق انتصاراتها على القوات اليابنية عبر فك تلك الشفرات.

وفي السياق ذاته، ورغم أن فك الشفرات اليابانية في الحرب العالمية الثانية لم تقدم معلومات عسكرية مباشرة، إلا أنها منحت قادة الحلفاء معلومات حيوية حول الاستراتيجيات والخطط اليابانية، كما استفادت البحرية الأمريكية من فك شفرات الاتصالات العسكرية اليابانية، مما سمح لها بتوجيه قواتها بشكل أكثر فعالية وضرب الأهداف اليابانية بدقة أكبر.

فعلى سبيل المثال، تمكنت القوات الأمريكية من الإنتصار الحاسم على القوات اليابانية في معركة ميداوي حيث عرفت بأسبقية هجوم قوات الخصم، فاستعدت لهذه الضربة وضربت القوات المعادية قبل أن تنفذ خططها بالكامل.

تمكن الحلفاء من تحقيق انتصارات حاسمة بفضل فك الشفرات السرية لدول المحور، وكان استعادة كتب الشفرات أمرا محوريا في هذا السياق، لعبت البحرية الملكية البريطانية دورا كبيرا في الحصول على بعض هذه الكتب، فتمكنت البحرية البريطانية عام 1940م، من استعادة هذه الكتب الخاصة بفك الشفرات،  بعدما أقدمت سفينة ألمانية أسيرة من ألقاء هذه الكتب بعيدا عن أعين الحلفاء، بالإضافة إلى اتعادة البحارة البريطانيون كتب الشفرات الأخرى من غواصة ألمانية غارقة في البحر المتوسط.

تمكنت القوات البريطانية عن هذه الكتب من فك الشفرات التي تستخدمها الغواصات الألمانية للتواصل مع بعضها البعض في المحيط الأطلسي، وبفضل هذه الكتب وكسر الشفرات بمهارة، كان الحلفاء يقرأون ما يصل إلى أربعة آلاف رسالة اعتراضية من جهاز إنجما كل يوم بحلول نهاية عام 1942.

وفي الأخير، تمكنت قوات الحلفاء من تحقيق الإنتصار التكنولوجي على الجانب الألماني واستطاعوا أيقاف الهجمات الكبيرة للإلمان على قوافل الإمدادات الحيوية، فضلا عن المساهمة في نجاح العمليات العسكرية وتوجيه القوات بفعالية أكبر.

 

وعلى الجانب الآخر، كانت آلة التشفير الأمريكية سيجابا أكثر أمانا من إنجما ولم يتمكن الأعداء من فك شفرتها، واستخدمت سيجابا خمسة عشر دوارا، مما جعل تشفيرها أكثر تعقيدا وغير قابل للكسر عمليا، وساعد فك شفرات الرسائل الألمانية واليابانية الحلفاء في إنقاذ العديد من الأرواح واختصار مدة الحرب، كما زودت "ألترا" الحلفاء بمعلومات حيوية في الحرب الجوية الأوروبية وأثناء معركة بريطانيا ،وذلك نقلا عن الموقع الرسمي "للمتحف الوطني للقوات الجوية الأمريكية".