الخميس 1 اغسطس 2024

كسر البيضة الكونية.. أساطير الخلق الصينية تنبض بالحياة

أساطير الخلق الصينية

ثقافة1-8-2024 | 19:05

أبانوب أنور

تتميز الأساطير الصينية القديمة بتنوعها وغناها، وتقدم لنا نظرة عميقة على تصورات الشعب الصيني القديم عن نشأة الكون والإنسان. على الرغم من عدم وجود رواية موحدة ومتفق عليها حول بداية الخلق، إلا أن هناك العديد من الأساطير التي تتناول هذا الموضوع، والتي تختلف في تفاصيلها ولكنها تتفق في بعض الجوانب الأساسية.

أساطير حول الخلق في الصين القديمة

تعتبر هذه الأسطورة من أشهر الأساطير الصينية حول الخلق. تحكي القصة أن الكون في البداية كان عبارة عن بيضة كونية ضخمة، وكان بان كو يعيش داخلها. عندما استيقظ بان كو، بدأ يدفع البيضة بمحاوره، فتشققت إلى قسمين: الجزء العلوي أصبح السماء، والجزء السفلي أصبح الأرض. واستمر بان كو في النمو، وبدفع السماء والأرض بيده ورأسه وقدميه، حتى فصل بينهما تمامًا. وبعد أن مات بان كو، تحولت أجزاء جسده إلى عناصر الكون: شعره أصبح النجوم، عظامه أصبحت الجبال، دمه أصبح الأنهار، ونفسه أصبحت الرياح والسحب.

بعد أن تشكل الكون، ظهرت نيوا، إلهة الأمومة، التي خلقت البشر من الطين. تقول الأسطورة أن نيوا كانت تعمل بلا كلل لخلق البشر، ولكنها شعرت بالتعب، فاستخدمت عودًا لخلط الطين، فخرجت مجموعة كبيرة من البشر، ولكنهم كانوا متشابهين جدًا. فقررت نيوا استخدام يدها لخلط الطين، فخرجت مجموعة أخرى من البشر، ولكنهم كانوا مختلفين في الشكل والمظهر. وهكذا، أصبحت البشرية متنوعة ومتعددة.

بعد أن خلق نيوا البشر، جاء فوهي ليعلمهم الحرف والصناعات، ووضع لهم القوانين والنظم. يعتبر فوهي مؤسس الحضارة الصينية، وقد نسب إليه العديد من الاختراعات والاكتشافات، مثل كتابة الحروف الصينية، وصناعة الآلات الموسيقية، وبناء القرى والمنازل.

سمات مشتركة في أساطير الخلق الصينية

تتميز أساطير الخلق الصينية بتركيزها على فكرة التحول والتغيير المستمر، حيث ينتقل الكون من حالة الفوضى إلى حالة النظام والتنظيم.

يرى الصينيون القدماء أن الإنسان جزء لا يتجزأ من الكون، وأن هناك علاقة وثيقة تربط بين الإنسان والطبيعة.

تلعب الآلهة والقوى الطبيعية دورًا هامًا في خلق الكون والإنسان، وتعتبر هذه القوى هي المحرك الأساسي للأحداث الكونية.

تأثير أساطير الخلق على الثقافة الصينية

لأساطير الخلق الصينية تأثير عميق على الثقافة الصينية، حيث أنها شكلت تصورات الصينيين عن العالم من حولهم، وأثرت على معتقداتهم الدينية وفلسفتهم. كما أنها ألهمت العديد من الفنانين والكتاب والشعراء، وظهرت في العديد من الأعمال الفنية والأدبية.

لقد شكلت هذه الأساطير الطريقة التي ينظر بها الشعب الصيني إلى العالم من حولهم ، حيث أثرت على المعتقدات والممارسات الدينية، على سبيل المثال ، يعتبر احترام السماء والأرض من المبادئ الأساسية في الثقافة الصينية ، ويمكن ربطه إلى حد كبير أسطورة بانغو الذي فصل السماء والأرض.

كما أثرت أيضًا على الأفكار الفلسفية، حيث يؤكد مفهوم التوازن والانسجام (yin-yang) في الفلسفة الصينية على العلاقة المترابطة بين البشر والطبيعة ، وهو ما ينعكس أيضًا في أساطير الخلق، واستُخدمت أساطير الخلق كمصدر إلهام للعديد من الأعمال الفنية والكتابات الأدبية والشعرية الصينية على طوال التاريخ.