في اليوم الـ301 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر في نواحي متفرقة من قطاع غزة، جراء غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته، فيا شيع جثمان الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، والذي شغل منصب رئيس الحكومة الفلسطينية في 2006 - 2007.

 العدوان على غزة

استشهد طفلًا، وأصيب أربعة آخرون، جراء قصف الاحتلال منزلًا في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في المدينة، في حين انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثامين أربعة شهداء و12 مصابًا من شقة سكنية قصفتها طائرات الاحتلال في شارع الجلاء بمدينة غزة.

وفي الوقت نفسه، شن طيران الاحتلال غارات عنيفة في محيط شارع 8 وحي الصبرة جنوب مدينة غزة، كما اندلع حريق في أرض زراعية جراء قصف الاحتلال محيط دوار أبو عيدة في المدينة، فضلًا عن قصف منزلًا في "أرض المفتي" شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.

وفي خان يونس جنوب القطاع، استشهدت فلسطينية، وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال منزلًا في منطقة السطر الغربي في المدينة، وجرى نقلهم إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة، كمال طال القصف منزلًا آخر بالمنطقة ذاتها ما أسفر عن إصابة 7 مواطنين.

كما قصفت مدفعية الاحتلال المنطقة الغربية من مدينة رفح جنوب القطاع، وشرق عبسان الكبيرة شرق خان يونس، كذلك قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية شمال غزة، والمناطق الشمالية لمخيم النصيرات.

صحيًا، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا)، إنها تسجيل 40 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي مقارنة بـ85 حالة فقط قبل الحرب.

 هنية يصل إلى مثواه الأخير

شيع جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، عقب صلاة الجمعة من مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي استشهد إثر غارة إسرائيلية على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، وسط حضور شعبي وفصائلي ومشاركة قيادات عربية وإسلامية.

وقد أمّ خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة، آلاف المصلين في صلاة الجنازة على هنية، الذي يعد أيقونة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

بدوره، نعى خالد مشعل، رئيس حماس بالخارج، الفقيد بالقول:" إنه عاش وسط شعبه في مخيم الشاطئ بمدينة غزة يتلمس آلام شعبه ويشاركه أفراحه".

وأضاف مشعل -طبقًا لما ذكرته وكالات الأنباء- "إن هنية خدم قضيته وشعبه والقدس، خدمها مجاهدًا وداعية حافظًا للقرآن الكريم وخدم القضية رئيسًا للوزراء، وكان وسط شعبه لا يتخلف عنهم"، مشيرًا إلى أنه لم يخرج من غزة إلا ليناضل من أجل قضيته على مدى العالم.

وبالتوازي، أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين، صلاة الغائب على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالمسجد الأقصى، رغم القيود الإسرائيلية، وبالمثل، أدى مئات آلاف المصلين في مدن قطاع غزة صلاة الغائب على هنية.

كما أدى مئات الآلف إن لم يكن الملايين صلاة الغائب على هنية، في عدد من الدول العربية والإسلامية بحضور شعبي كبير، وسط تكبيرات المصلين، في مشهد تأبين للمقاوم الفلسطيني.

 اعتقال خطيب الأقصى

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، وذلك عقب بعد ساعات من نعيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال خطبة الجمعة بالأقصى.

وقال "صبري" في خطبة الجمعة: "أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ومن على منبر المسجد الأقصى المبارك يحتسبون عند الله الشهيد إسماعيل هنية، ونسأل الله عز وجل له الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته".

وفيما بعد، أفرج سلطانت الاحتلال عن خطيب الأقصى، وأصدرت بحقه أمر إبعاد عن المسجد الأقصى، حتى يوم الأحد المقبل، قابل للتمديد لستة شهور.

وفي هذا الإطار، أدانت حركة حماس بشدة إقدام سلطات الاحتلال الصهيوني على اعتقال خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري بعد إلقائه خطبة الجمعة ونعيه الشهيد إسماعيل هنية.

واعتبرت حماس اعتقال الشيخ اعتداء مباشر على العلماء والمرجعيات الدينية، بهدف تغييب القادة والشخصيات الوطنية والدينية المؤثرة والمدافعة عن عروبة القدس وإسلامية المسجد الأقصى. 

التطورات الميدانية 

وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية، أن 10 صواريخ أطلقت من غزة تجاه مناطق الغلاف، موضحة أنه تم اعتراض واحد منها، وسقطت البقية بمناطق مفتوحة.

بعدها، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، رصد 8 صواريخ أخرى أطلقت من غزة نحو مستوطنات الغلاف المحاذية للقطاع، وبذلك يكون قد جرى رصد 18 صاروخًا أُطلقت من غزة، معقبًا إن طائراته قصفت منصات في قطاع غزة أُطلقت منها صواريخ تجاه غلاف غزة.

بدورها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت موقع صوفا العسكري الإسرائيلي بـ10 صواريخ رجوم 114 مللمترًا، موضحة أنها استهدفت لمرة ثانية موقع صوفا العسكري بـ10 صواريخ من نفس النوع.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يُشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حربًا مدمرة على قطاع غزة، راح ضحيتها 130 ألف بين قتيل وجريح، ولايشمل نحو 10 آلاف تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.