الإثنين 2 سبتمبر 2024

أولى الظواهر الفلكية لشهر أغسطس.. المريخ مقترنًا مع الدبران

ظاهرة فلكية

تحقيقات3-8-2024 | 15:29

محمود غانم

في أولى الظواهر الفلكية لشهر أغسطس 2024، يُشرق كوكب المريخ، صباح غد الأحد، مقترنًا مع ألمع نجم في برج الثور المسمى بـ"الدبران"، وذلك بحلول الساعة الـ 2:00 صباحًا تقريبًا، في مشهد بديع يُرى بالعين المجردة حتى اختفاء المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

ويعني مصطلح الإقتران اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة جدًا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.

ويُعد "الدبران" أحد أسهل النجوم للعثور عليه في الليل، جزئيًا، بسبب سطوعه ومكانه في السماء، فإذا ما تم تتبع نجوم حزام الجبار الثلاثة من اليسار إلى اليمين في نصف الكرة الشمالي، أو من اليمين إلى اليسار في نصف الكرة الجنوبي، فإن أول نجم سوف يعثر عليه سوف يكون الدبران.

يظهر الدبران كألمع نجم في عنقود القلائص النجمي المفتوح، والذي يُشكل رأس الثور ضمن كوكبة الثور، لكن في الحقيقة، الدبران يقع بمحض الصدفة في مرأى البصر بين الأرض والقلائص، حيث أنه لا يقع فعليًا في العنقود بل يظهر كذلك فقط، ويبلغ بُعد العنقود أكثر من ضعف بُعد الدبران عن الأرض.

ووصل الدبران إلي مرحلة تطوره الأخيرة كعملاق أحمر، حيث تتميز تلك المرحلة من عمر النجم بأن معظم ما كان يحتويه من الهيدروجين في قلبه تحول إلى هيليوم، الذي يبدأ في التحول إلى كربون بواسطة تفاعل يسمى "ألفا الثلاثي".

يصاحب ذلك ارتفاع كبير في درجات الحرارة، حيث تبلغ  نحو 100 مليون درجة كلفن، مما يؤدي إلى تضخم حجم النجم.

 الدبران في الأساطير

وتذكر الاساطير العربية أن نجم "الدبران" كان شخصًا فقيرًا، أراد خطبة "الثريا" تلك الفتاة الجميلة، التي أبهرته، لكنه لم يجد أن أحدًا يرافقه للخطبه.

فذهب إلى القمر وطلب منه أن يحاول بقدر استطاعته تزويجه منها، فاستجاب القمر وذهب إليها. لكنها رفضت، وبعد أن ألح عليها قالت: "ما أصنع بهذا السبروت(التافه) الذي لا مال له؟".

فرجع القمر وأخبر الدبران بما حدث، لكنه أصر على الزواج منها، ولم يكن يملك إلا غنمًا، فأخذه كله إلى الثريا لكي تقبل بالزواج منه. 

وتوضح الأستطير أن العشرين غنمة التي ساقها الدبران إلى الثريا هي ما أصبح يُسمى بـ"القلاص" أو "القلائص"، الذي أصبح اسمًا لعنقود نجمي يظهر قريبًا من الدبران في السماء. 

أما النجمان القريبان من الدبران، فهما كلباه، اللذين اصطحبهما معه ومع الأغنام، وهكذا أصبح الدبران يدبر (يتبع) الثريا في السماء إلى الأبد ومعه أغنامه، يدبرها أينما ذهبت. 

وبهذا أصبح الدبران رمزًا للوفاء، في حين أن الثريا أصبح رمزاً للغدر، وقد جاء في بعض الأمثال العربية: "أوفى من الحادي (الدبران) وأغدر من الثريا".

 

 مشاهدة الظواهر الفلكية

في البداية، رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس؛ حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا، أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.

وتعتبر الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، أفضل الأماكن لمشاهدة تلك الظواهر الفلكية، كذلك الأجواء المظلمة تعتبر أفضل لمراقبة الظواهر الفلكية، مع العلم، أن عين الإنسان تحتاج لحوالي 20 دقيقة لتتكيف مع الظلمة.

وعلى الرغم من إمكانية رصد الظاهرة بالعين المجردة، إلا أنه في حال استخدام  منظار أو تلسكوب صغير تبرز المزيد من التفاصيل.