لا أحد يستطيع أن ينسى المناظرة التي جمعت الرئيس الأمريكي جوبايدن، أمام المرشح الجمهوري وسلفه دونالد ترامب، في يونيو الماضي، والتي كان لها دور كبير في إنهاء مستقبل الأول السياسي، بسبب الأداء المتواضع الذي ظهر به، إذ أجبرته على التنحي عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة، وتم الدفع بنائبته كامالا هاريس كبديل لها.

وفي إعلان صاحبه الكثير من الزخم، قال المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، إنه اتفق مع قناة "فوكس نيوز" على إجراء مناظرة مع كامالا هاريس المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك في الرابع من سبتمبر المقبل.

وتابع ترمب:"إذا كانت هاريس غير راغبة أو غير قادرة على المناظرة في ذلك التاريخ لأي سبب، فقد اتفقت مع فوكس على عقد اجتماع كبير في نفس الموعد".

ومنذ تقديم "هاريس" كمرشح محتمل للحزب الديمقراطي، لم يتوقف ترمب عن مهاجمتها، حيث تساءل قبل أيام عما إذا كانت منافسته الديمقراطية سوداء حقًا أم أنها تستخدم العرق وسيلة سياسية، لكن البيت الأبيض رد على هذه التعليقات ووصفها بأنها "مهينة".

 وفي مناسبة أخرى، قال: "في الواقع، كامالا هاريس أسوأ من جو بايدن لأنها يسارية متطرفة حقيقية، أما هو فهو يساري متطرف مزيف".

هاريس من جهتها لم تقف مكتوفة الأيدي أمام المرشح الجمهوري، وصفته بالمتطرف الذي سوف يضعف الطبقة الوسطى ويعيد الولايات المتحدة إلى الخلف، وتعهدت بطرح سجلها "في مواجهة سجل ترامب المتهم من قبل هيئة محلفين بالعنف الجنسي"، وقالت: "خلال مسيرتي في الادعاء العام حاكمت المجرمين من أمثال دونالد ترامب".

المناظرة.. لماذا تكتسب الزخم؟ 

اعتبر بايدن منهزمًا في المناظرة التي جمعته مع ترمب، لأنه ظهر مترددًا في بعض الأحيان، وتعثر في الحديث أكثر من مرة، في حين كان الأخير يشن هجومًا تلو الآخر يتضمن عديدًا من المعلومات المغلوطة.

أما بالنسبة للمناظرة التي دعا أعلن عنها ترمب، فستأخذ شكل مختلف تمامًا، لأن هاريس لاتقل عنه في مجال النقد الحاد والسخرية اللاذعة، فضلًا عن سقوط ما صاغه ترمب حول الحالة الصحية لـ بايدن نظرًا لتقدمه في العمر، وبات لقب أكبر مرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة من نصيبه.

ضمان الترشح

وأمس، أعلن رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، جيمي هاريسون، أن هاريس تخطت عتبة العدد المطلوب للمندوبين لتصبح المرشحة الرئاسية للحزب في السباق القادم نحو البيت الأبيض، وفي انتظار الإعلان الرسمي آخر الشهر الجاري.

وتعليقًا على ذلك، قالت هاريس، إنه يشرفها أن تكون مرشحة الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها ستعلن الأسبوع المقبل قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي.

وفي الوقت نفسه، ذكرت حملة هاريس، أنها جمعت 310 ملايين دولار، يوليو الماضي، وهو أكثر من ضعف المبلغ الذي جمعه المرشح الجمهوري، الذي جمع 138.7 مليون دولار.

وبحسب منظمة "أوبن سيكرتس" المتخصصة في التمويل السياسي، فإن انتخابات 2024 يمكن أن تكون الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، مرجحة تجاوزها المبلغ القياسي 5.7 مليارات دولار، الذي تم إنفاقه خلال انتخابات 2020.

في غضون ذلك، أظهر استطلاع رأي جديد أجرته "رويترز/إبسوس" تقدم المرشحة الديمقراطية بفارق نقطة مئوية واحدة على منافسها الجمهوري، حيث تحظى بدعم 43% من الناخبين المسجلين مقابل 42% لترامب.