الأحد 4 اغسطس 2024

بهيجة حافظ.. أول امرأة ألفت الموسيقى التصويرية بالسينما المصرية

بهيجة حافظ

ثقافة4-8-2024 | 07:57

همت مصطفى

من الشخصيات النسائية البارزة في تاريخ الفن وخاصة السينما المصرية في القرن العشرين فهي أول مؤلفة موسيقية مصرية، عملت كممثلة ومخرجة ومنتجة، وتزوجت من رجل لا يحب الموسيقى وسرعان ما انفصلت عنه، ووضعت الموسيقى التصويرية لأول بطولة مطلقة لها إنها الرائدة بهيجة حافظ.

 

ولدت بهيجة حافظ في مثل هذا اليوم 4 أغسطس عام م1908م، بحي محرم بك بمدينة الاسكندرية في عام 1908، وكان والدها هو إسماعيل محمد حافظ، ناظر الخاصة السلطانية فى عهد السلطان حسين كامل، وكان ابن خالتها هو  إسماعيل صدقي الذي تولى منصب رئيس وزراء مصر في عهد الملك فؤاد الاول.

عالمًا من الإبداع 

 وكانت  بهيجة حافظ تمثل  عالمًا من الإبداع الفني فهي ممثلة، مخرجة، كاتبة وموسيقية مصرية، وهي أول امرأة قامت بتأليف الموسيقى التصويرية للأفلام في السينما المصرية، وكانت من أوائل الرائدات في صناعة السينما وأكثرهن تثقيفًا، ودرست في مدرسة الفرنسيسكان ومدرسة الميردي ديو، ثم سافرت إلى فرنسا عندما كان عمرها 15 عامًا.

حصلت في عام 1930 م على دبلوم فى التأليف الموسيقى من كونسرفتوار باريس، وألفت الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام التي شاركت بها، منها: «الضحايا، الاتهام، ليلى بنت الصحراء، ليلى البدوية، سلوى، زهرة السوق، السيد البدوي، كما كانت تجيد العزف على البيانو وشاركت في عدد من العروض بمصاحبته، كما أسست أول نقابة للمهن الموسيقية في عام 1937م.

وشاركت في بطولة عدد قليل من الأفلام، منها: «زينب، الضحايا، الاتهام، ليلى بنت الصحراء، زهرة السوق»، كما شاركت في إخراج فيلم «الضحايا» وأخرجت فيلم «ليلى بنت الصحراء» الذي شاركت كذلك في كتابة السيناريو له ، فلم يقتصر عملها في الإخراج والتمثيل وتأليف الموسيقى فقط ، ولكنها عملت أيضًا في مجال المونتاج ، وتصميم الأزياء السينمائية و الكتابة .

صالون بهيجة حافظ الثقافي

 

 وابتعدت  بهيجة حافظ عن السينما، إلا أنها قد عاودت نشاطها الفني الموسيقي في بداية الثلاثينيات، لكنها ظلت تبذل جهدا كبيرا في مسيرة  الحركة الثقاتفية والفنية المصرية حيث أنشأت في عام 1937م أول نقابة عمالية للموسيقيين وظلت هذه النقابة قائمة حتى عام 1954م،

 

و أنشأت بهيجة حافظ  صالونها الثقافي الخاص عام 1959 م داخل قصرها المجاور لقصر هدى شعراوى في شارع قصر النيل والذي كان له نشاط ثقافي وفني بارز وكان من بين حضوره الفنان محمد القصبجى، وقد كانت تلك الندوات فنية غنائية حيث كانت بهيجة حافظ تعزف على البيانو الأغنيات القديمة وأيضًا حديثة العهد،  كان يتم تعريف الحضور بالأصوات الجديدة على الساحة، وكانت الندوات لا تخلو من الشعراء علي الجنبلاطي»، وروحية القليني،  وكانت تحرص بهيجة حافظ  على تقديم الحلوى التي تشرف على صنعها في قصرها وكانت لديها مكتبة زاخرة بشتى الكتب عن الفن أو الأدب باللغتين العربية والفرنسية.

 

رحيل وأثر باق 

رحلت بهيجة حافظ عن عالمنا في 13 ديسمبر 1983م،  في صمت عن عمر يناهز 75 عامًا، بعد صراع مع المرض، بعد أن عاشت شبابها بين الأضواء والنجاح والشهرة وهي التي جعلت من بيتها مزاراً لمحبي الفن والأدب والموسيقى، وكثيراً ما استضافت الوفود الأجنبية من الفنانين والكُتّاب واحتفت بهم في بيتها هذا، إلى أن حوّلته فيما بعد إلى جمعية ثقافية استمر نشاطها حتى رأت حلّها في عام 1968م فسيظل أثرها دائما باق ححتى آخر الحياة.