خلف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، نحو مليوني نازح بالقطاع، يتعايشون في ظروف مأساوية، في ظل شح الماء والطعام وانعدام الخدمات الصحية، وعلى الرغم من ذلك لاتتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن استهدافهم، بزعم أنها أماكن تابعة للمقاومة الفلسطينية.

 العدوان على غزة

في اليوم الـ302 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، 3 مجازر، وصل منها للمستشفيات 31 شهيدًا، بجوار 62 مصابًا، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وإجمالًا، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي، المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 39.550 شهيدًا، إلى جانب 91.280 مصابًا.

بالتوازي، استشهد 9 مقاومين في عمليتي اغتيال نفذهما جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة.

وقال جيش الاحتلال، إن طائرة مسيرة تابعة له قصفت مركبة فلسطينية كانت تقل خلية مسلحة على الطريق الرابط بين قريتي عتيل وزيتا شمال شرقي طولكرم، كما نفذ غارة ثانية استهدفت خلية للمسلحين خلال الاشتباكات، مما أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين، حسب قوله.

في غضون ذلك، قالت حركة حماس:"نزف إلى جماهير شعبنا 9 من المقاومين الأبطال ارتقوا في عمليتي اغتيال صهيونيتين بطولكرم"، مشددة على أن جرائم الاحتلال وعمليات الاغتيال الجبانة لن توقف مسيرة المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية. 

 استهداف مدرسة

قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي، مدرسة تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة شمالي القطاع، ما أسفر عن سقوط العشرات ما بين شهيد وجريح.

وأفاد جهاز الدفاع المدني بغزة، بأن طيران الاحتلال عاود قصف المدرسة ذاتها، ومحيطها بـ3 صواريخ، وذلك للمرة الثانية خلال أقل من ساعة، موضحًا أن القصف تسبب في استشهاد 16 فلسطينيًا، فضلًا عن سقوط عدد من المصابين منهم حالات حرجة.

ولم ينكر جيش الاحتلال استهداف المدرسة، حيث زعم أنها مجمع قيادة وسيطرة تابعًا لحماس، والذي تم استخدامه لإنتاج الأسلحة، وللتخطيط لارتكاب هجمات ضد إسرائيل.

وذكر في بيان:"تمت الغارة من خلال طائرات حربية تابعة لسلاح الجو وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية، وجهاز الأمن العام وقيادة المنطقة الجنوبية".

وردًا على مزاعم الاحتلال، قالت حركة حماس، إن تبرير قصف مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين في مدينة غزة بذريعة استخدامها لأغراض عسكرية هو "أكاذيب مفضوحة".

وأضافت حماس:"الهجوم الإجرامي على مدرسة حمامة التي تؤوي آلاف النازحين في حي الشيخ رضوان، يعد إصرارًا من حكومة الاحتلال الإرهابية على الاستمرار في حرب الإبادة الوحشية"، على حد وصفها.

وحذرت من استمرار تلك السياسات "الإجرامية"، التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى قتل وإرهاب وإخضاع شعبنا ودفعه للهجرة عن أرضه، تحت وطأة المجازر والتدمير والتجويع.

 التطورات الميدانية

قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت بعدد من قذائف الهاون تجمعًا لجنود الاحتلال على خط الإمداد في محور نتساريم.

بموازة ذلك، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها يخوضون معارك ضارية من المسافة صفر مع قوات إسرائيلية تحاول التقدم نحو منطقة زلاطة شرقي رفح، بجنوب قطاع غزة.

وذكرت القسام، إنها استهدفت ناقلتي جند وجرافتين ودبابة ميركافا إسرائيلية بقذائف الياسين 105 في منطقة زلاطة شرقي رفح، مضيفة إن مقاتليها قنصوا جنديًا إسرائيليًا ببندقية الغول قرب المقبرة الشرقية في مدينة رفح.

في سياق متصل، قال الحرس الثوري الإيراني، السبت، إن التحقيقات التقنية تظهر أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، نفذ بمقذوف يزن رأسه 7.5 كيلوجرامات، متهمًا إسرائيل بتنفيذ العملية بدعم أمريكي.

وأوضح الحرس الثوري، أن العملية تمت عن طريق إطلاق مقذوف قصير المدى من خارج مكان إقامة هنية، مشيرًا إلى أن المكان هو مقر لإقامة الضيوف الأجانب ويخضع لكافة البروتوكولات الأمنية.

وأكد على أن إسرائيل تقف وراء تنفيذ العملية والتخطيط لها رغم صمتها، ولا يوجد أي شك في ذلك، لافتًا إلى أن تل أبيب سعت عبر عملية الاغتيال في طهران لإحداث فتنة في العالم الإسلامي وجبهة المقاومة.

وتوعد بالانتقام لهنية، حيث قال إن دماءه لن تذهب هدرًا وإسرائيل ستلقى العقاب الشديد على هذه الجريمة.