السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

واشنطن بوست: مداهمات إسرائيل لمدن الضفة الغربية تساهم في تأجيج العنف

  • 4-8-2024 | 12:26

صورة أرشيفية

طباعة
  • دار الهلال

أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد أن المداهمات الإسرائيلية لمدن الضفة الغربية خاصة مدينة جنين تساهم في تأجيج العنف المسلح وتتسبب في خسائر فادحة في الأرواح البشرية.

وأوضحت الصحيفة أن الغارات الإسرائيلية التي تستهدف المسلحين في الضفة الغربية تتسبب في خسائر فادحة في الأرواح المدنية اليومية في المنطقة، حيث تخلف مئات القتلى وأحياء مدمرة، وهي التكتيكات التي يقول السكان والمقاتلون المحليون إنها تغذي الاستياء وتسبب المزيد من الاضطرابات.

وأضافت الصحيفة أنه وفقاً للأمم المتحدة، فإن القوات الإسرائيلية قتلت 554 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ هجمات السابع من أكتوبر الماضي، وهي الأرقام التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين لكنها أعلى من أي إجمالي سنوي منذ بدأت الأمم المتحدة في إحصاء الضحايا في عام 2005 كما اعتقلت أو أصابت آلاف آخرون، في عمليات كاسحة مدعومة بطائرات بدون طيار وطائرات حربية مقاتلة.

ووفقا للصحيفة، تقول إسرائيل التي تحتل الضفة الغربية، إن القوة النارية ضرورية لإحباط أي نشاط مسلح في المنطقة، حيث ينشر الجيش الإسرائيلي كل القدرات المتاحة له بما في ذلك شن الغارات الجوية. وردا على ذلك، نوهت الصحيفة أن الغارات على المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين لم تفعل الكثير لإخضاع المسلحين ، وبدلاً من ذلك، يساعد العنف في زيادة صفوفهم، وتوفير المجندين الجدد الغاضبين من الصراع ودفع الجماعات المتنافسة معًا للتخطيط لهجمات مشتركة.

وتابعت أنه في مدينة جنين شمال الضفة الغربية - والتي كانت مركزا قديما للفصائل الفلسطينية ومركزا حاليا للعمليات الإسرائيلية - تأثير الغارات ودورها في تأجيج التشدد صارخ بشكل خاص، ففي الأزقة المليئة بالأنقاض في مخيم جنين للاجئين، يقول السكان إنهم أصبحوا أكثر صلابة بسبب الغارات وراقبوا لأشهر الشباب المحليين وهم يحملون السلاح بشكل متزايد.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض العمليات الإسرائيلية تستمر لمدة أيام مما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه واحتجاز السكان في منازلهم بينما تحتدم المعارك في الخارج حيث كل منزل تقريباً مليء بالرصاص والشوارع متضررة بسبب الجرافات الإسرائيلية التي تبحث عن المتفجرات، ما دفع شباب إلى تشكيل كتيبة تسمى جنين تقوم بدوريات عند مداخل المخيم.

ووفقا للصحيفة، فإن هذه الكتيبة - التي تأسست قبل ثلاث سنوات خلال نوبة أخرى من العنف - تقودها حركة الجهاد الفلسطينية، وهي فصيل متشدد معارض لإسرائيل ، لكنها تضم ​​أيضاً مقاتلين من جماعات مسلحة أخرى وتتعاون بانتظام مع حماس، مما يجعلها "حجر الزاوية" للنضال المسلح في الضفة الغربية، كما يقول سامر أبو مراد البالغ من العمر 22 عاماً، وهو أحد أبرز مقاتلي الكتيبة.

وقال أبو مراد إن المجموعة خسرت الكثير من أعضائها منذ أكتوبر الماضي، مضيفا "أنه في الوقت نفسه، كلما خسرنا المزيد، زاد ذلك من عزيمتنا".

ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن المسلحين غير منضبطين نسبيا، إلا أن قدراتهم المتنامية - بما في ذلك استخدام القنابل على جوانب الطرق - دفعت كبار قادة الجيش الإسرائيلي إلى إعادة النظر في أساليب العمل في مخيمات اللاجئين حسبما ذكرت تقارير إسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أنه لسنوات عديدة، كان المسلحون الفلسطينيون متوارين عن الأنظار في الضفة الغربية، ولم تبدأ الديناميكية في التحول إلا في عام 2021، مع تصاعد التوترات في القدس الشرقية بسبب إخلاء بعض العائلات الفلسطينية.

وعلى مدار العامين التاليين، تصاعدت أعمال العنف، وشن الجيش الإسرائيلي حملة قمعية . ونقلت الصحيفة عن تهاني مصطفى، المحللة الفلسطينية البارزة في مجموعة الأزمات الدولية قولها عن كيفية تشكيل كتيبة جنين والخلايا الأخرى: "كان الإسرائيليون شديدي القسوة عند الدخول، ومن هنا بدأت غريزة الحماية".

الاكثر قراءة