الأحد 4 اغسطس 2024

أحدهم توقف فيه الحج نحو 20 عامًا.. هل كانت سنة 2020 الأولى من نوعها في إلغاء موسم الحج؟

خلو الحرم المكي من المصلين بسبب وباء كورونا

ثقافة4-8-2024 | 21:01

إسلام علي

حثت المملكة العربية السعودية المسلمين على مستوى العالم بتأجيل فريضة الحج في عام 2020 إلى أن صدر قرار بإلغائها من الأساس في الحدث الأول من نوعه منذ عام 1932، وتبع ذلك إيقاف فريضة العمرة التي تقام طوال العام.

وطبقا لما نقلته مجلة سميثسونيان، فلم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء الحج منذ ظهور الدين الإسلامي، حيث يعد الحج من أهم الأولويات للمسلمين، فقد أدت الصراعات المسلحة والأمراض والسياسة في الماضي إلى إلغاء فريضة الحج، التي تعد من الفروض العامة المهمة.

 

الصراعات السياسية والعسكرية

وتعود أقدم الانقطاعات في فريضة الحج ترجع إلى عام 930م، عندما قامت طائفة من الإسماعيليين وهي أقلية شيعية، وتعرف باسم القرامطة بغزو مكة وذلك لاعتقادهم أن الحج من الطقوس الوثنية وقاموا بقتل العشرات من الحجاج وسرقة الحجر الأسود ونقلوه إلى البحرين.

وتم تعليق الحج لمدة عشرين عاما، إلى أن تمكنت الدولة العباسية من دفع فدية لإعادة الحجر الأسود مرة أخرى إلى مكة، وعلى جانب آخر، كثيرًا ما كانت هناك الخلافات السياسية والصراعات ما تؤدي إلى تفاقم الأزمات المختلفة والتي تؤدي بنا أحيانا إلى عدم تأمين الطرق التي تعبر منها الحجاج والتي تؤدي إلى مكة خاصة المنطقة الواقعة في غرب المملكة.

وكمثال على ذلك، أثناء فترة الدولة العباسية والفاطمية، حدثت حرب كبرى بين حكام بغداد من العباسيين وحكام مصر من الدولة الفاطمية، مما أدى إلى إطلاق دعايا للفاطمين أنهم من سيتحقون قيادة الدين الإسلامي، وعارضوا بشدة حكم الأسرة العباسية في العراق وسوريا.

وقد أدى هذا الصراع السياسي بينهما إلى منع الحجاج من السفر إلى مكة والمدينة لمدة ثماني سنوات، حتى عام 991 م، وفي السياق ذاته، لم يتمكن المصريون من دخول أرض الحجاز أثناء سقوط الدولة الفاطمية في مصر، ويقال أيضا إن أحدا من أهل بغداد لم يؤد فريضة الحج لسنوات بعد سقوط المدينة في يد الغزو المغولي سنة 1258م.

وفي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، قام نابليون وجيشه بغارات عسكرية مختلفة على منطقة الحجاز والمناطق المتاخمة لها لأجل تعطيل المصالح البريطانية في المنطقة، مما أدى إلى منع العديد من الحجاج من أداء فريضة الحج وذلك بين عامي 1798 و1801 م.

 

الأمراض والأوبئة

وكما هو الحال في الوقت الحاضر، فقد أعاقت الأمراض والكوارث الطبيعية الأخرى الحج أيضا، وكانت أول مرة يتسبب فيها وباء من أي نوع في إلغاء الحج، كان الطاعون  الذي تفشى عام 967، وأيضا تسببت المجاعات في إلغاء طرق الحج البرية على يدي الفاطميين عام 1048.

 

وبمثل ما حدث في أحداث كورونا 2020، فإن مرض الكوليرا انتشرت بشكل كبير بين الحجاج في القرن التاسع عشر، مما أدى إلى هروب آلاف من المصريين الحجاج إلى حدود مصر الشرقية عند البحر الأحمر ليتم عزلهم قبل السماح لهم بالعودة إلى مساكنهم.

واستمر هذا المرض في تأجيل موسم الحج بشكل متكرر في القرنين التاسع عشر والعشرين، هذا وبالإضافة إلى مرض الطاعون الدبلي والذي وبسبه انقطع موسم الحج لفترة كبيرة من الوقت أثناء القرن التاسع عشر، وكان آخرها ما حدث أثناء فترة كورونا من عام 2020 من إلغاء موسم الحج بشكل علني لمسلمي العالم، فهل يستمر مسلسل الصراعات السياسية وانتشار الأمراض في تعطيل مواسم الحج في المواسم المقبلة؟.