يعد شارع أو منطقة الجمالية من أقدم المناطق في مصر وليس في القاهرة فقط، وتقع في قلب القاهرة بالقرب من منطقة الحسين، وتضم المنطقة صاحبة التاريخ العريق عددًا كبيرًا من الآثار الإسلامية.
أطلق على الجمالية هذا الاسم نسبة لجمال الدين الاستادار عندما بنى مدرسة حملت اسمه في هذا المكان، ومن هنا أصبحت تعرف بالجمالية نسبه إليه، لكنها في عصور سابقة لم تعرف بهذا الاسم.
مساجد منطقة الجمالية
تضم منطقة الجمالية مساجد عريقة شهيرة مثل الجامع الأزهر ومسجد ومقام سيدنا الحسين وجامع الحاكم بأمر الله، وكما تضم حالياً أبواب مصر القديمة، التي كانت على حدود القاهرة في وقت سابق، مثل باب الفتوح وباب زويلة، إضافة إلى كل الآثار التي يضمها شارع المعز لدين الله، التي أصبحت حالياً من أبرز المواقع الأثرية داخل القاهرة.
منطقة الجمالية قديمًا كان يحيط بها أسوار القاهرة التي تفتح أبوابها وتغلق بنظام محدد، وكانت تضم مباني فاخرة عديدة، وكانت تفصل ما بين (القصرين) الشرقي والغربي، الذين حكم منهما الفاطميون وعرفت هذه المنطقة لاحقاً بالفعل بـ(بين القصرين)، وضمت أيضاً المنطقة التي تعرف ببيت القاضي، وكان يسكن فيها القضاة في هذا الوقت، ولا تزال تعرف بالاسم ذاته.
وكانت هذه المنطقة في العصر الفاطمي تمثل خُمس القاهرة تقريبًا، وكانت تحتوي على قصور الخلافة الفاطمية، وأسس بعدها الأمير جهاركس الخليلي أحد أمراء الدولة المملوكية في عهد السلطان "الظاهر برقوق" خان الخليلي عام 1382 بعدما انتهت الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، وبناها على أنقاض تراب الخلفاء الفاطميين في مصر، والتي عرفت باسم "تراب الزعفرانة".
تتميز منطقة الجمالية بأنها مسقط رأس كثير من المبدعين وكانت مصدراً مستمراً للإبداع بالنسبة لهم على مدار حياتهم، وعلى رأسهم الأديب الكبير نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل إذ ولد في الجمالية وتلقى بداية تعليمه في كتاب الشيخ بحيري الواقع بحارة الكبابجي، ثم تلقى تعليمه الأساس لاحقاً بمدرسة "بين القصرين الابتدائية".
تحظى منطقة الجمالية بأهمية كبيرة عند المصريين على مدار السنوات، وتمثل مكانة خاصة عند المصريين في كل أنحاء مصر.