الأربعاء 7 اغسطس 2024

الجارديان: أصوات الفلسطينيين مطلوبة أكثر من أي وقت مضى لكن يتم إسكاتها

الوضع في غزة

عرب وعالم7-8-2024 | 01:06

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن أصوات الفلسطينيين مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، ومع ذلك يتم إسكاتها.

جاء ذلك في سياق مقال رأي نشرته الجارديان اليوم الثلاثاء للكاتب أحمد إبسيس وهو طالب قانون أمريكي من الجيل الأول من أصل فلسطيني ويكتب النشرة الإخبارية "حالة الحصار".
وأكد إبسيس في مقاله أنه يجب السماح للفلسطينيين بانتقاد إسرائيل دون مواجهة اتهامات انعكاسية بالتطرف.

وأشار إلى أنه خلال الأشهر التسعة الماضية، شهدت المنطقة حربا منظمة ومدروسة بعناية تهدف إلى حرمان الفلسطينيين من أرضهم وقُتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وكان الأطفال الضحايا الرئيسيون لهذا الهجوم.. ولكن في الغرب، إذا قمت بمشاهدة الأخبار أو قراءة الصحف الرئيسية، فربما ترى تكرارا مستمرا للأكاذيب من المسؤولين الإسرائيليين، دون ذكر 200 فلسطيني يُقتلون كل يوم أو يتضورون جوعا ببطء، وفي الواقع، تشير العديد من وسائل الإعلام إلى الأطفال الفلسطينيين باعتبارهم "قاصرين" للتقليل من شأن أعمال العنف ضدهم.

وقال إبسيس إن النمط المزعج واضح: فهناك إسكات واسع النطاق للأصوات الفلسطينية. وعلى الرغم من كونهم في مركز ما أطلق عليه الخبراء والزعماء العالميون والجماهير إبادة جماعية، فإن الفلسطينيين يجدون أنفسهم مدفوعين إلى هامش المناقشات حول مستقبلهم وأرضهم وحياتهم. ويحدث التهميش في التغطية الإعلامية والمفاوضات السياسية.

وأضاف أن وسائل الإعلام الأمريكية والغربية تؤكد بشكل غير متناسب على موت الإسرائيليين، ولكن بالنسبة للفلسطينيين يبدو أن الأخبار تنسى السياق التاريخي والاستعمار وحقيقة أن الفلسطينيين لم يصبحوا لاجئين بطريقة سحرية من تلقاء أنفسهم. 

كما أن التفاوت بين الأصوات الفلسطينية وغيرها في وسائل الإعلام واضح تماما. وعندما يظهر الفلسطينيون أو المؤيدون للفلسطينيين في الأخبار بشكل نادر، يتم استجوابهم وطلب الأدلة منهم حتى في الوقت الذي يُطلب منهم فيه إدانة هجوم حماس في أكتوبر الماضي بعد عشرة أشهر من مشاهدة الأطفال يموتون في الشوارع.

ولفت الكاتب إلى أنه مرة تلو الأخرى، يتحدث المشرعون ووسائل الإعلام الأمريكية إلى مرتكبي العنف الجماعي، حتى أنهم يدعون بنيامين نتنياهو للتحدث إلى الكونجرس. ومع ذلك، عندما يحاول الفلسطينيون أو الأمريكيون من أصل فلسطيني إبداء آراء حول خطط السلام، أو مشاركة رواياتهم حول الصراع السياسي، أو حتى طلب نفس القدر من الوقت الذي تطلبه الأصوات المؤيدة لإسرائيل، فإنهم غالبا ما يقابلون بالصمت أو الرفض التام. ففيما يبدو أن معايير الأصوات الفلسطينية تقتصر على لقطات الموتى المصاحبة للأصوات الباكية.

وقال إبسيس إن إسكات الفلسطينيين واضح بنفس القدر في المجالات السياسية. بينما يناقش زعماء العالم المسارات المحتملة للسلام، فإن الفلسطينيين أنفسهم غائبون عن طاولة المفاوضات. وأضاف أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من القادة الغربيين يعملون فيما يبدو في ظل فكرة مضللة مفادها أنه يمكن تحقيق السلام دون التعامل المباشر مع الفلسطينيين أو معالجة السبب الجذري لهذا العنف: الاحتلال.

وأشار إلى أنه من المفارقات أن أصوات الفلسطينيين يتم اسكاتها بقوة في وقت أصبحت فيه أكثر الحاحا من أي وقت مضى. فإذا لم يفعل الفلسطينيون شيئا، يقتلون وتُهدم منازلهم ويتجاهل العالم الأمر، وأي طريقة يقاومون بها تُدان. 

وأوضح أن منصات التواصل الاجتماعي مثل ميتا قمعت المحتوى المؤيد للفلسطينيين، وتعتمد مصادر الأخبار على المصادر الإسرائيلية لتصوير العنف الذي تمارسه إسرائيل "بدقة"، ويتحدث الساسة عن السلام بينما هم من ينكرون هذه الإبادة الجماعية بنشاط. 

واختتم إبسيس بالتأكيد على أن "فلسطين تُمحى ببطء من الوجود.. ليس من الصعب رؤية هذا؛ ما عليك سوى كتابة (خريطة فلسطين) على جوجل، وسترى الاختلافات بمرور الوقت".. لكن الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان، ويجب توفير منصة لهم لمناقشة القمع الذي يتعرضون إليه.