الثلاثاء 13 اغسطس 2024

نُذر انفجار كبير تلوح في الشرق الأوسط.. إسرائيل في حالة تأهب قصوى ترقبًا للثأر الإيراني

إيران تتوعد إسرائيل بالرد على اغتيال هنية

تحقيقات7-8-2024 | 10:57

محمود غانم

نُذر انفجار كبير تلوح في سماء الشرق الأوسط، في ظل طبول الحرب التي لم تتوقف عن القرع، ما بين إيران وحلفائها بالمنطقة من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والقيادي البارز في "حزب الله" اللبناني فؤاد شكر.

ولاتخفي طهران نيتها في السعي إلى ثأر من "تل أبيب"، جراء اغتيال "هنية" على أرضها، وفي الوقت ذاته، يتوعد حزب الله اللبناني، بالرد على اغتيال "شكر"، إثر هجوم إسرائيلي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية، مما يعزز المخاوف من تحول الحرب على غزة إلى صراع أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط.

وفي خضم ذلك، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مكثف مع حلفائها والشركاء لتهدئة التوترات في المنطقة، كما أنها نقلت رسالة إلى إيران وإسرائيل مفادها أنه يتعين عدم تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.

 نُذر الانفجار

وبرغم من كل الجهود الدبلوماسية الرامية؛ لنزع فتيل التوترات الإقليمية وتجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط، إلا أن إسرائيل تظل في حالة تأهب قصوى للرد على أي ضربات من إيران وحزب الله وحركة حماس.

بل وتعتريها مخاوف من احتمال استهداف إيران وحزب الله إسرائيليين بالخارج أو دبلوماسيين وسفارات، بحسب ما أوردته صحيفة  "يديعوت أحرونوت" عن دبلوماسي رفيع، الذي أضاف: "وضعنا خطير للغاية بشأن المبعوثين في الخارج والعديد منهم يشعرون بالتهديد".

وترهن إسرائيل ردها على أي هجوم من جانب إيران أو حزب الله بالأضرار الناجمة، وليس على نطاق الهجوم، وفقًا لما ذكرته رويترز عن مصدرين مطلعين على تقييمات إسرائيلية.

في غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن مسؤولين في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن نقلوا رسالة واضحة إلى نظرائهم الإسرائيليين بشأن التعامل مع الهجوم الإيراني المتوقع، حيث طالبوا بعدم المبالغة في الرد بهدف ألا يؤدي الأمر إلى حرب شاملة.

ويضم ذلك التحالف الدول التي شاركت في اعتراض الهجوم الإيراني السابق، الذي شنته طهران في أبريل الماضي، ردًا على الاستهداف الإسرائيلي لقنصليتها في العاصمة السورية دمشق.

ويعتقد كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، جيم هايمز، أن الرد الإيراني المتوقع ضد إسرائيل "قد يكون أكثر فتكًا".

ويرى هايمز أن الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أرضها، سيكون مختلفًا عن الضربة، التي وجهتها إيران لإسرائيل في أبريل الماضي، موضحًا أنه لن يكون هناك وقت كاف لاعتراض الصواريخ التي قد تطلق من جنوب لبنان ضد أهداف في إسرائيل.

ويعارض أغلبية الأمريكيين إرسال قوات للدفاع عن إسرائيل في حال تعرضها؛ لهجوم من الدول المجاورة لها، رغم أن بلادهم تتزعم حلفًا للدفاع عنها.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن استطلاعًا للرأي أجراه مجلس شيكاغو للشؤون العالمية أظهر أن 55 في المائة من الأمريكيين عارضوا إرسال قوات أمريكية للدفاع عن إسرائيل إذا هاجمها جيرانها، بينما أيد 41 في المائة القيام بذلك.

يأتي ذلك فيما اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية، مجموعة من التدابيرات الإضافية لدعم الدفاع عن إسرائيل، وذلك بإرسال سفن تابعة للبحرية ومدمرات إلى منطقة الشرق الأوسط.

 الانتظار جزء من العقاب

وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إيرانيين، بأن طهران طلبت من روسيا أنظمة دفاع جوي متطورة استعدادًا لحرب محتملة مع إسرائيل، وبالفعل بدأت الأولى في تسليم الأخيرة أجهزة رادار متقدمة ومعدات دفاع جوي.

ويؤكد الحرث الثوري الإيراني، أن الرد على اغتيال هنية سيكون جديدًا ومفاجئًا ومن السيناريوهات التي لا يمكن قراءتها.

بدوره، أكد حزب الله اللبناني، أن رد على اغتيال إسرائيل للقيادي فؤاد شكر "آت لا محالة" سواء بشكل منفرد أو مشترك، موضحًا أن حالة الانتظار لهذا الرد من جانب تل أبيب هي "جزء من العقاب" لها.

وقال الحزب، إنه ملزم بالرد على عملية اغتيال "شكر"، وكذلك إيران ملزمة بالرد بعد اغتيال "هنية"، وجماعة أنصار الله الحوثي بعد قصف الحديدة في الشهر الماضي.

وتسعى دولة الاحتلال من خلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج إلى تقديم نصرًا زائفًا إلى شعبها، في ظل فشلها على حسم معركتها في قطاع غزة، المتواصلة منذ نحو 10 أشهر، وفرض نظريتها للردع رغم الدعم العسكري والاستخباري والسياسي والمالي الأميركي الواسع.