أكد المهندس جمال اللوغاني، الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أن الاحتياطيات المؤكدة للدول العربية من النفط الخام بلغت في نهاية عام 2023 حوالي 726.5 مليار برميل، أي ما يعادل 54% من الاحتياطيات العالمية المؤكدة التي تقدر بـ 1335 مليار برميل. وأشار إلى أن الجزء الأكبر من هذه الاحتياطيات يقع في دول مجلس التعاون الخليجي التي تمتلك أكثر من 70% منها.
وفي افتتاح ملتقى الإعلام البترولي الخامس لدول مجلس التعاون الخليجي في مدينة صلالة العمانية، الذي يستمر لمدة يومين تحت عنوان "الإعلام البترولي لدول الخليج: تمكين التواصل وتعزيز الفهم"، شدد اللوغاني على أهمية هذا الملتقى كفرصة لتعزيز التعاون المشترك لمواجهة الحملات الإعلامية التي تسعى إلى تقديم الوقود الأحفوري بصورة سلبية.
وبيّن أن وسائل الإعلام تلعب دوراً محورياً في نشر وتعزيز الثقافة البترولية وإبراز أهمية النفط في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول العربية والخليجية.
وأضاف أن هناك تركيزاً متزايداً على تقديم صورة سلبية عن الوقود الأحفوري والنفط بشكل خاص، حيث تسعى بعض الحملات الإعلامية العالمية إلى ربط النفط بالتلوث البيئي والتغير المناخي، مما أسفر عن تصاعد مشاعر العداء ضد الوقود الأحفوري بين الشباب.
ودعا اللوغاني إلى العمل الجماعي الاستراتيجي لمواجهة هذه الحملات من خلال منظمات العمل العربي المشترك مثل "أوابك"، التي تواصل جهودها في دحض هذه الإدعاءات في المحافل الدولية.
وفيما يخص الاحتياطيات والإنتاج، أوضح اللوغاني أن الاحتياطيات المؤكدة للغاز الطبيعي في الدول العربية بلغت نحو 56.7 تريليون متر مكعب بنهاية عام 2023، مما يمثل 26.7% من الاحتياطي العالمي، مع تركيز كبير في دول مجلس التعاون (77.7%). كما بلغ إنتاج النفط الخام في الدول العربية حوالي 23.8 مليون برميل يومياً، وهو ما يشكل 27% من الإنتاج العالمي، بينما بلغ إنتاج الغاز الطبيعي المسوق 618 مليار متر مكعب، ممثلاً 15% من الإنتاج العالمي، ويمثل جزءاً كبيراً من هذا الإنتاج دول مجلس التعاون (68.8%).
وفيما يتعلق بمزيج الطاقة العالمي، أشار اللوغاني إلى أن الطلب العالمي على النفط شكل حوالي 34.4% من إجمالي الطلب على الطاقة في عام 2023، مع توقعات بأن يستمر النفط والغاز الطبيعي في تلبية معظم زيادة الطلب على الطاقة حتى عام 2030، ليحتفظوا معاً بنسبة 54.8% من مزيج مصادر الطاقة العالمية.
ومن المتوقع أن تنخفض هذه النسبة قليلاً إلى 53.7% بحلول عام 2045، نتيجة لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة.
وأوضح اللوغاني أيضاً أن الدول العربية، رغم احتياطياتها الكبيرة، تساهم حالياً بنسبة ضئيلة نسبياً من الإنتاج العالمي للنفط مقارنة بحجم احتياطياتها.
ومع ذلك، يتوقع أن تلعب هذه الدول دوراً مهماً في تلبية احتياجات السوق الآسيوية من النفط، جنباً إلى جنب مع التوقعات الواعدة لصناعة التكرير والبتروكيماويات في المنطقة.