أشار الكاتب والشاعر محمد بهجت إلى بعض المواقف الإنسانية وتعاون أسامة عباس الكبير في عمله الفني مع أصدقائه وزملائه محبًا لهم، ومنها موقفه مع الفنان الكبير كمال الشناوي، في أحد الأعمال ويتضح ذلك بالكتاب من كلمة الناقدة ماجدة خير الله.
وجاء ذلك بندوة تكريم الفنان أسامة عباس بالمجلس الأعلى للثقافة، والتي أقامها اليوم المهرجان القومي للمسرح المصري لمناقشة حفل وتوقيع كتاب «أسامة عباس.. الإبداع بوجوه متعدة» والذي قدمه الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن، وأدار الندوة الكاتب والشاعر الكبير محمد أحمد بهجت وبحضور العديد من المسرحيين والصحفيين في مقدمتهم رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، وعن الفنان أسامه عباس، حضر ابنه المهندس محمد أسامة عباس، معتذرًا عن غياب والده والفنان حمادة شوشة والكاتبة رشا عبد المنعم ودكتور داليا همام والكاتب والمؤلف مجدي محفوظ
و جاءت شهادة ماجدة خير الله بكتاب كالتالي: « أسامة عباس.. الإبداع بوجوه متعددة»
أعتقد أن أسامة عباس نموذج للفنان القدير الذي أصبح نادر الوجود حاليًا. لا أعرف سبب غيابه الكبير الآن، ولكننا نحتاج حاليًا إلى هذا النموذج من الممثلين، فهو فنان غير متكرر، أجاد في تقديم الكوميديا والتراجيديا معا صنع الضحك بأسلوبه وطريقته الخاصة التي لا تحتوي على الاستظراف أو الإسفاف، وحتى حين قدم أدوار الشر، لم يكن يشبه أحدًا، حتى أعماله الأخيرة كان رائعًا فيها، وكلنا رأينا في «سابع جار» كيف قدم دوره بشكل إنساني وبكل هذا الألق. وأعمال أخرى كثيرة ربما لا تسعفنا الذاكرة في الحديث عنها جميعًا منها دوره في «زينب والعرش» والذي يُعد نقطة تحول في مسيرته. وفي الحقيقة لا يوجد دور قدمه أسامة عباس إلا وكان له بصمته الخاصة، وظهر خلاله بمظهر رائع وبمنتهى الجدية والإخلاص.
وأضافت «خير الله» بشكل شخصي سعيدة بالعمل مع الفنان القدير أسامة عباس في أحد مسلسلاتي التي قدمتها للتلفزيون، وهو «الجانب الآخر من الشاطئ» علم 2004 مع الفنان الكبير كمال الشناوي، والذي يعد آخر أعمال الأخير للدراما التلفزيونية، وأذكر حينها أن البعض حذرنا من مشاركة الشناوي بسبب تقدمه في السن وصعوبة حركته، لكننا أصررنا على مشاركته حتى أننا كنا نتحايل في التصوير كي لا نُظهر بطء حركته.
ومن المواقف التي أتذكرها جيدًا، كيف كان يقوم أسامة عباس بمساعدة كمال الشناوي أثناء التصوير، ويقوم بمساندته، على الرغم من أنهما لم يكونا صديقين قبل ذلك المسلسل، وعلى الرغم من وجود فنان آخر كبير كان يزمجر بسبب استمرار التصوير لفترة أكبر، واعتبر ذلك تعطيلًا له ولأعماله الأخرى التي يقوم بتصويرها بالتزامن مع «الجانب الآخر من الشاطئ»، أشياء بسيطة ربما لكنها توضح أخلاقيات الناس، وتظهر معدن وأصل فنان قدير بحجم أسامة عباس، الذي أظهر دائمًا مراعاة للزمالة.