السبت 17 اغسطس 2024

ملتقى المرأة بالإسكندرية يناقش التغيرات المناخية

جانب من الأنشطة

ثقافة9-8-2024 | 18:14

همت مصطفى

شهد قصر ثقافة الأنفوشي، محاضرة بعنوان «التغيرات المناخية.. التحديات والمواجهة» في ثالث أيام الملتقى السابع عشر لثقافة وفنون المرأة والفتاة، بمشروع «أهل مصر» المقام بمحافظة الإسكندرية، برعاية دكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار «يهمنا الإنسان»، حتى 14 أغسطس الجاري

وأدارت المحاضرة دكتور دينا هويدي، مدير عام الإدارة العامة للمرأة، واستهلته بنقاش تفاعلي مع الفتيات حول تأثير التغيرات المناخية على الإنسان، وأهم الظواهر التي قمن برصدهن خلال الآونة الأخيرة في محافظاتهن.

وتحدثت الفتيات عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الإنسان صحيا ونفسيا، بالإضافة إلى طرح مشكلة تعرض بعض قرى المحافظات الحدودية للغرق بالكامل جراء السيول.

بدورها ناقشت دكتور إيمان السعيد، مسئول الإعلام والتوعية بإدارة شئون البيئة بالإسكندرية، الفرق بين الطقس والمناخ مشيرة إلى أن الطقس يتعلق بحالة الجو بظواهره المختلفة من حرارة، وضغط جوي، ورطوبة ورياح، في مكان معين، ووقت قصير، أما المناخ هو تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس ويحدث بمنطقة معينة، ويمكن أن يشمل تغير معدل درجات الحرارة، معدل تساقط المطر، وحالة الرياح.

 

وعن أسباب تغير المناخ قالت «السعيد»: تحدث هذه التغيرات بسبب العمليات الديناميكية للأرض كالبراكين أو بسبب قوى خارجية كالتغير في شدة الأشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة».
 

مضيفة أن العنصر البشري تسبب مؤخرا في ذلك الأمر بشكل كبير نتيجة استخدام الوقود الأحفوري، والمبيدات الحشرية، التوسع في إنشاء المصانع، حرائق الغايات والاعتماد على الصوبات الزراعية لزراعة المحاصيل، وقطع الأشجار لاستخدامها في الصناعة.

وأضافت أن كوكب الأرض يشهد في الوقت الحالي ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وذلك نتيجة ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عن المعدل الطبيعي، الذي ينتج منه أكثر من 20  مليار طن سنويا، بسبب التوسع في النشاط البشري، هذا بالإضافة إلى زيادة نسبة الغازات الدفيئة والتي تسببت أيضا بحدوث الظاهرة المعروفة بالاحتباس الحراري.

وتابعت قائلة: «على الرغم من صعوبة التنبؤ بآثار ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر في منطقة محددة، إلا أن هناك العديد من التوقعات منها: ارتفاع منسوب مياه البحار نتيجة زيادة نسبة البخر، ذوبان الجليد بالقطب الشمالي مما يؤدي إلى حدوث الفيضانات والتسونامي في بعض الدول الساحلية، هذا بالإضافة إلى ثقب الأوزون
وتسرب الأشعة فوق البنفسجية مما يؤثر على النباتات البحرية، علاوة على تآكل الشواطيء وتسرب المياه المالحة إلى الخزانات الجوفية، وبالتالي قلة موارد المياه وارتفاع عدد الاشخاص الذين يعانون من نقص في مياه الشرب وصعوبة الزراعة في المناطق الجافة وتقلص المخزون الغذائي، بسبب اضطراب النظام البيئي.

واختتمت المحاضرة بعرض فيلم تسجيلي عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية في عدد من دول العالم ومنها السودان التي تعرضت لكثير من الفيضانات، وكينيا التي تأثرت بشكل كبير بسبب حرائق الغابات، وغيرها من الدول كإسبانيا، والبرتغال، أعقبه تقديم عدة حلول مبتكرة تساعد الدول النامية في تخفيف الآثار الضارة لتغير المناخ، كونها الأكثر عرضة للمخاطر، ومنها استخدام الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الجهات الحكومية بدأت بالفعل في تنفيذ تلك الخطوة باستخدام الألواح الشمسية ومنها ديوان عام محافظة الإسكندرية، و هناك أيضا مشروع تبطين الترع لتقليل كمية البخر، الاهتمام بالمشروعات الخضراء لتقليل الحرارة كالتشجير وزراعة الأسطح، استخدام الغاز الطبيعي في وسائل المواصلات، استخدام الوسائل التقنية التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة كالفلاتر والمرشحات الخاصة بامتصاص انبعاثات المصانع وتحسين جودة الهواء. وحضر اللقاء عدد من فتيات من جمعية «أصداء» للصم والبكم.

فعاليات الملتقى تقيمها الإدارة العامة لثقافة المرأة، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش وفرع ثقافة الإسكندرية برئاسة عزت عطوان.

ويستضيف الملتقى 120 سيدة وفتاة من المحافظات الحدودية شمال وجنوب سيناء، أسوان البحر الأحمر «الشلاتين وأبو رماد وحلايب»، الوادي الجديد، مطروح بالإضافة إلى عدد من الفتيات من محافظة القاهرة.

ويشهد طوال فترة إقامته عدة لقاءات توعوية وتثقيفية حول عدد من القضايا المتنوعة، بالإضافة إلى الورش والعروض الفنية، فقرات اكتشاف المواهب، والأنشطة التفاعلية، وورش الحكي، والزيارات الميدانية لأشهر الأماكن السياحية والأثرية بالثغر، بجانب زيارة إلى مدينة العلمين الجديدة.

مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.