السبت 10 اغسطس 2024

أدباء نوبل| الإيطالي «أوجينيو مونتالي» مفسرا للقيم الإنسانية

أوجينيو مونتالي

ثقافة10-8-2024 | 08:42

همت مصطفى

تعد جائزة «نوبل»، أشهر جائزة عالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب من الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

ونلتقي اليوم مع  الأديب «أوجينيو مونتالي»

وُلد «أوجينيو مونتالي»  في مدينة جنوة بتاريخ 12 أكتوبر 1896 لعائلة تعمل في تجارة المواد الكيميائية، وتحكي ابنة اخته« بيانكا مونتالي» في كتابها «سجل العائلة» ا والذي صدر عام 1986، صفات عائلتها الشائعة كالحياء، والتوتر، والإيجاز في الكلام، وروح الفكاهة الخاصة، والميل إلى إظهار أسوأ مافي الأمور.

 

لكن شاعرنا  الإيطالي «مونتالي»  كان أصغر أفراد أسرته المكونة من ستة أبناء فيقول عن عائلته: «كانت عائلتنا كبيرة، فقد كان أخي يعمل، وحصلت أختي الوحيدة على التعليم الجامعي، أما أنا فلم أمتلك تلك الفرص. ففي العديد من العائلات، هناك بعض الترتيبات غير المنصوصة التي تقول أن مهمة رفع اسم العائلة غير منوطة بأصغر أفرادها».

 

عشق الأدب و التعليم الذاتي 

 

وعمل «مونتالي» كمحاسب في سنة 1915م، لكنه ترك المهنة مدفوعا إلى عشقه الأدبي، وأخذ في خطوات مهمة من خلال التعليم الذاتي،  فكان يتردد على مكتبات المدينة، ويحرص على حضور دروس أخته «ماريانا الفلسفية الخاصة، كما أنه درس غناء الأوبرا.

 

وأسر «مونتالي» خياله العديد من الأمور في سنين بلوغه، من الكتّاب كان الشاعر الإيطالي دانتي أليغييري،  إضافة إلى دراسته للعديد من اللغات الأجنبية، والإنجليزية بشكل خاص، وكذلك كان تأثره بالمناظر الطبيعية في سيستري ليفانتي هي بلدة إيطالية تقع في إقليم ليغوريا، والتي .تقع على بعد 56 كم عن مدينة جنوة.  حيث قضى أيام العطل مع عائلته.

 

وفي رحلته تم استدعاء «مونتالي»  للجبهة أثناء الحرب العالمية الأولى بصفته عضوًا في الأكاديمية العسكرية في بارما، لكن تجربته كملازم مشاة لم تدم طويلًا إذ عاد إلى الوطن في عام 1920.

 

مؤلفات «مونتالي» الشعرية

 

كتب مونتالي ع العديد من النصوص الأدبيةمنها أربع مقتطفات أدبية من القصائد الغنائية القصيرة، بعض الترجمات الشعرية، عددًا من الترجمات للكتب النثرية، كتابين في النقد الأدبي وواحدًا في النثر الخيالي، إضافًة لأعماله الإبداعية التي ساهم بها في أهم الصحف الإيطالية.

 

«مونتالي»  .. بعيدًا عن الوطن

 

عاش «مونتالي» في مدينة ميلانو منذ عام 1948م  حتّى رحيله عن عالمنا ، وقد كان محررًا موسيقيًا ومراسلًا عن بعد، فقد ذهب إلى فلسطين ليتابع تحركات البابا بولس السادس، وتم جمع أعماله الصحفية في مجلد «بعيدًا عن الوطن»عام 1969م، ويعد مؤلفه «العاصفة وأشياء أخرى»1956م آخرمؤلفاته الشعرية  التي احتفت بها الأوساط الأدبية في بلاده وخارجها.

 

شهادات فخرية وجائزة نوبل 

 

ونجح «مونتالي» ومنح تكريمات عديدةمنها الشهادات الفخرية من ميلانو عام 1961م، كامبريدج عام 1967، روما عام 1974، وتم إعطاءه مقعدًا مدى الحياة في مجلس الشيوخ الإيطالي، كما نال جائزة فلترينلي «Premio Feltrinelli» الإيطالية، والمعروفة أيضًا باسم «جائزة Feltrinelli الدولية» أو «Antonio Feltrinelli Prize".

 

حصل «مونتالي» على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1975م ، وذلك« لشعره المميز، والذي بحساسية فنية كبيرة، قد فسر القيم الإنسانية تحت علامة على النظرة إلى الحياة بدون أي أوهام».

 

وتوفي بعد أثر كبير في الأدب الأوروبي والإيطالي في  في 12 سبتمبر 1981 في ميلانو.